عبدالله فليبي.. أشهر جاسوس بريطاني خطب في الحرم المكي

عبدالله فليبي.. أشهر جاسوس بريطاني خطب في الحرم المكي
رام الله - دنيا الوطن
شخصية بالغة التعقيد، رحالة بريطاني، أجاد التعامل مع العرب بحنكته، ولغته العربية الفصيحة، فأصبح مستشار العاهل السعودي الراحل عبد العزيز آل سعود، إنه جون فليبي رجل الاستخبارات البريطاني الذي خطب في الحرم المكي، وعاصر الضابط البريطاني الشهير بـ "لورانس العرب".

في إطار خطط المملكة المتحدة للسيطرة على الشرق الأوسط، كان جون فليبي أحد رجالها في المنطقة الملغمة بالحروب، تظاهر فليبي بالإسلام سنة 1930، وأطلق لحيته، وسمى نفسه الحاج عبدالله فليبي، وأدى مناسك الحج في الحرم لمكي، وقام خطيبًا في المسجد الحرام يوم جمعة، وتحدث عن شمائل وفضل آل سعود على الهاشميين وابن رشيد حاكم حائل.

بذل فليبي جهده في مناصرة عبدالعزيز آل سعود ضد ابن رشيد حاكم حائل الموالي للأتراك، الذي كان يعيق المصالح البريطانية في الجزيرة العربية، ونال ثقة ابن سعود، خاصة بعد إظهار إسلامه، ودائمًا ما كان يحضر مجالس الملك العائلية مع أولاده.

في بادئ الأمر، لم تبد بريطانيا أي دعمًا لعبدالعزيز آل سعود، واقتصر دورها على دعم الشريف حسين بن علي الهاشمي قائد الثورة العربية ضد الأتراك، مقابل تنصيبه ملكًا على الجزيرة العربية، وبعثت بالضابط البريطاني الشهير بـ"لورانس العرب"، الذي تظاهر بمناصرة الهاشميين.

في المقابل، كان أيضًا جون فليبي يحاول إقناع بريطانيا بأن عبدالعزيز آل سعود هو الرجل القوي في الجزيرة العربية وليس الشريف حسين، رفضت بريطانيا وجهة نظر فليبي في باديء الأمر، إلا انها اقتعنت بعد ذلك بوجهة نظره ودعمت آل سعود ضد الهاشميين، واعترفت بعبدالعزيز آل سعود ملكًا رسميًا على نجد وملحاقتها، وعينت جون فليبي مستشارًا ماليًا للملك عبدالعزيز آل سعود.

أكدت مصادر تاريخية أن فليبي، لم يكن ملتزمًا بالخمر عندما يكون بالخارج، وقيل أيضًا أن دوافع تظاهرة بالإسلام هو نيل ثقة ملك السعودية، والتنقل بسهولة كأي مسلم في شبه الجزيرة.

له عديد من المؤلفات، أبرزها: حاج في الجزيرة العربية، تحدث فيه عن المدن التي تقام فيها شعائر الحج، منى – مكة – المدينة المنورة وغيرهم، وتحدث عن المدينة المنورة في كتابه وقال عنها :"بقدر ما كنت قد قرأت عن مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإني أقر أني لم أكن مهيئًا أبدًا لا لسحرها ولا لمعناها".

كما كان له مؤلفات، قلب السعودية، أيام عربية.. توفي في 30 سبتمبر 1960 ودفن في بيروت.


التعليقات