جمعية سيدات أريحا الخيرية تختم عروض "يلا نشوف فيلم!"

رام الله - دنيا الوطن
اختتمت جمعية سيدات أريحا الخيرية عرض تحت عنوان "يلا نشوف فيلم!" خلال شهر ديسمبر، بحيث تم استهداف مناطق مختلفة في محافظة أريحا والأغوار، وبالتركيز على مدينة أريحا وقرى العوجا والديوك، وحضر العروض مجموعات نسائية متنوعة من عدة مناطق مختلفة في محافظة أريحا والأغوار، وتعطي الأفلام عمقاً إبداعياً وذاتياً لتصورات سينمائية تحاكي جوانب مختلفة من الهم الفلسطيني، وابرازه للعالم من خلال لغة سينمائية مختلفة، وتأتي هذه العروض ضمن مشروع "يلا نشوف فيلم!" مشروع شراكة ثقافية – مجتمعية تنفذه مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" في غزة ومؤسسة "عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة"، بدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي ودعم مساند من CFD السويسرية وصندوق المرأة العالمي.

سلّطت المخرجة رهام الغزالي في الفيلم الروائي "إن جي/كوز" معاناة الشاب حمزة الذي تخرج من الجامعة ليبدأ رحلته في البحث عن وظيفة ثابتة تؤمن له حياة كريمة للمستقبل، وتحدثت المشاركات من خلال واقهم عن قضايا التي تناولها الفيلم، حيث ذكرت مجموعة كبيرة من السيدات أن أبنائهم وبناتهم يضطرون للعمل داخل المستوطنات الإسرائيلية، خاصة في منطقة أريحا فهي محاطة بالمستوطنات، فيتيح لهم العمل فيها أيجاد دخلاً وفيراً ليأمنوا حياتهم وحياة أبنائهم، حتى ولو كان هذا الشيء يهدد حياتهم، وأحيانا ويعرضهم للعنف النفسي والجسدي، ولكن لا يوجد بديل غيره. وذكر البعض أن العمل يكون على مشاريع أو على عقود بمدة مؤقته، حيث يعانون من توفر عمل لوقت محدد فقط، فيعيشون دائما بقلق وتوتر بسبب عدم الاستقرار، وحتى الحقوق لا يستطيعون المطالبة بها بسبب انتهاء العقود وعدم استمراريتها، فيشعر الشخص أن تعبه وجهده يذهب هباء منثورا، ولكن لا بدل.

أما في فيلم الروائي القصير "الحالة تعبانة" للمخرجة دارا خضر، فقد سلطت الضوء على بعض المفاهيم الاجتماعية متجذرة لدرجة يصعب فيها مناقشتها والخوض فيها، فتاتان في مقتبل العشرينات تكشفان عن سخرية الحياة في محاولتهن مسابقة الزمن والحصول على مبلغ بسيط قد يحل مشكلة مؤقتة، في سعيهن يواجهن هذه المفاهيم ويحاولن مساءلتها، فالفيلم يتناول وضع الشابات الخريجات حديثاً، بداية من آلية اختيار المساق الذي سيدرسه أو تدرسه الفتاة، وقد لا يتلاءم التخصص مع السوق الفلسطيني أو احتياجه، فالأمر الذي يشكل صدمة لدى الخريج/ة في التوجه أو الانخراط في سوق العمل وعدم قدرته على ايجاد وظيفة ملائمة. فقد أجمع الحضور على سوء الأوضاع في فلسطين، وأن الجميع يعاني من البطالة والفقر.

وفي الفيلم الوثائقي "موطني" للمخرجة نغم الكيلاني، فهذه قصة موطني، حيث نشأت في مدينة من أعرق مدن فلسطين وأجملها في الضفة الغربية -  نابلس، وقصة تصاغ ثناياها في مخيم بلاطة والبلدة القديمة. نابلس تلبس حلة العيد ويعمها الفرح وكل أهاليها....فهل يا ترى ستكون نابلس مدينة لكل مواطنيها أيضاً بعد العيد، أم يا ترى ستتقسم المدينة إلى هذه "الأوطان" الصغيرة والهويات الصغيرة، والتي  تصغر وتصغر كل يوم، وتختلف عن بعضها البعض بأسماء "وهويات" نطلقها مثل "ابن مخيم"، "ابن بلدة قديمة"، "ابن مدينة"، "فلاح"، ولا ينقصنا سوى أن نضيفها إلى الهويات التي تقسمنا الآن بألوانها الإسرائيلية المختلفة – الخضراء والزرقاء والبرتقالية ...الخ، فأصبح الوطن مجزءاً، ليس فقط من قبل المحتل الإسرائيلي والمستوطنات والحواجز كما نشاهد يومياً، بل تسربت هذه التقسيمات مثل الماء لتصنع "مواطن صغيرة" من عشائر وحمولات وعائلات، فيجب علينا أن نبدأ من الأسرة في البداية ومن ثم يجب علينا التوجه للمجتمع فلو كل بيت قام بإلغاء موضوع العنصرية، فوقتها نستطيع أن نقول بأننا شعب مثقف واعي.

ففي الفيلم الروائي القصير والأخير "دبلة الخطوبة" للمخرجة تغريد العزة والذي يتحدث عن فترة "الخطوبة" التي تعتبر من أهم الفترات التي يمر بها الشباب من الجنسين، لكونها تمثل فرصة للتعارف والتفاهم واكتشاف الأخلاق والطباع والاستعداد الأساسي لرحلة العمر الطويلة، لكن هناك الكثير من الإشكاليات التي يواجها الطرفان. ضمن مجتمع فلسطيني معقد بثقافته يتم عقد القران في تلك الفترة ويصبح الخوف من الطلاق إشكالية كبيرة مؤثرة على صنع القرار بالنسبة للفتاة.