العلامة الحسيني : جواز تهنئة غير المسلمين المسالمين في أعيادهم ومناسباتهم

العلامة الحسيني : جواز تهنئة غير المسلمين المسالمين في أعيادهم ومناسباتهم
اكد أمين عام المجلس الاسلامي العربي في لبنان العلامة د. السيد محمد علي الحسيني انه بناءً على إيماننا العميق بمبدأ قبول الآخر كما هو وترسيخا للتعايش السلمي والاحترام المتبادل، أن جواز بل مبادرة تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ومناسباتهم؛ فانطلاقا من قوله تعالى:" لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُقْسِطِينَ" (8) الممتحنة.

وجاء في بيانه الذي وصل "دنيا الوطن" نسخة منه: "نؤكد من العنوان الأولي لهذه الآية الكريمة أن الأصل هو عدم وجود أي مـانع شرعي-طالما يدخل ضمن البر والقسط والإحسان كما هو موضح في الآية- من أن يهنئ المسلم غير المسلمين -المسالمين الذين لا قتال بينهم- في أعيادهم ومناسباتهم، سواءً عبر الكتابة أو المشافهة أو بالبطاقات وبعبارات التسامح و المجاملة والملاطفة وحتى الدينية، شرط أن لا تتعارض مع مبادئ الإسلام.

والكلمـات المعتادة للتهنئة في مثل هذه المناسبات على الأغلب تكون مجاملة وتعكس لطف المعاشرة والمواساة التي يقرها العرف السليم وتعارفها بين الناس.

قال الله تعالى : (وقولوا للناس حسنا ) ، فالكلمة الطيبة مفتاح القلوب،فرب كلمة طيبة لا تلق لها بالا أيقظت أملا في نفس غيرك ، وأنت لا تعلم. وعليه تتأكد مشروعية تهنئة غير المسلمين بمناسباتهم وخاصة إذا كانوا يبادرون بتهنئة المسلم بأعياده ومناسباته الإسلامية، فقد أمرنا ديننا الحنيف أن نجازي الحسنة بالحسنة، وأن نرد التحية بأحسن منها، أو بمثلها على الأقل، كمـا قال تعالى: "وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا"(86) النساء. 

وبناءً على ما جاء من تأكيد واضح للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو إلى حسن التعامل مع الآخرين حتى لو كانوا من غير ديننا، فإننا نؤكد على جواز بل المبادرة بتهنئة غير المسلمين المسالمين في أعيادهم ومناسباتهم، لأن المسلم الحقيقي هو السباق لفعل الخير، فديننا يأمرنا بالقسط والبر وحسن التعامل والأخلاق والإحسان".

التعليقات