الفكر الخالص

الفكر الخالص
د يسر الغريسي حجازي

الفكر الخالص

"التعليم هو أقوى سلاح يمكننا استخدامه لتغيير العالم". نيلسون مانديلا  

من منا لم يشعر بالجذب الي التعليم المستمر؟ وهذا ليس فقط لتطوير مهاراته، ولكن أيضا لاكتساب موهبة جديده واختيار مهنه جديده من شانها ان تسمح لنا بالازدهار الذاتي والعثور علي الشغف. يعني التعليم المستمر  أيضا ان لدينا الرغبة في تغيير المسار للشروع في مجال جديد يمكن ان يزيد من فضولنا وحب الحياة. بالتاكيد، ان هذا يجعلنا أكثر حيوية و استعداد لتطوير مهارات جديده والمعرفة والكفاءة. كما ان التعليم المستمر ميزه فعاله تكفل المحددات الرئيسية للاستثمار والإنتاج البشري. ولا توجد تنميه بشريه بدون اكتساب المهارات والثقافات الجديدة. ونحن نسرع نحو التنمية الرقمية التي ستخدم راس المال البشري، وتعزز التطور التكنولوجي والتعليمي والانساني. والمهارات هي العامل الوحيد لتطوير الراس المال البشري وازدهاره. ان ريادة الاعمال علي سبيل المثال، تعزز سوق العمل لأنها توفر فرصا للإمكانيات والخبرات البشرية ، فضلا عن الانفتاح علي التحرر والإبداع. بالتالي، ان التقدم الفكري يسهم في الانخراط في تاريخ البشرية مع كل هذه المفاهيم وادراكها بالشكل الصحيح. والتقدم العلمي يثير النمو التقني والاجتماعي والاقتصادي. لذلك، يجب ان تتوافق ايديولوجيه التقدم مع أداء البشر، الذي يتطلب وجوده استخداما جيدا لمكونات الطبيعة الكونية مع الوصول إلى رفاه والوفرة والرضا. 

ويجب علي الإنسان الا يتوقف عن التفكير، ولكن عليه ان يحرز تقدما في تكامل الأخلاق، والشعور بالواجب، والمبادئ العالمية الشاملة.

لا شيء يمكن ان يمنع البشر من تحقيق الحرية والعاطفة والحاجة إلى ان يكون جزءا من الكون والكائنات الحية، واضافة مهاراته وحب الحياة.

حدد رينيه ديكارت (1637)، في كتابه الشهير "مقال عن المنهج" فكر التقدم في فرنسا يبرهن علي ان العقل اساس المدنية الحديثة والاعتراف بالكرامة الانسانيه، يكمن في تعزيز العلم وكذلك اليقظة الاجتماعية. لكن هذا ينبع من القضايا الاخلاقيه ورغبه الإنسان في تعديل الظروف الانسانيه. وهكذا يضم ديكارت وعي الإنسان لتقدم العلم. ويقول في كتابه: "يمكننا أن نستسلم لأنفسنا بوصفنا سادة وأصحاب الطبيعة"، وأن هناك تكاملاً بين الطبيعة السماوية والمباني التي بناها البشر من مختلف المهن.

وتحدث ديكارت عن حكمة الإنسان، تصوراته، معرفته، وكذلك الحفاظ على الإنسان والبيئة والبقاء.

وفقًا للبحوث الاجتماعية، فإن المجتمع المعاصر هو ثمرة التحولات الأنثروبولوجية والإيكولوجية بما في ذلك الشبكات العالمية، والتقدم السريع، والابتكارات التكنولوجية، والقضاء على الفقر، وعملية تمكين النساء والشباب، والتوزيع الثروة الثقافية والمعتقدات من أجل التعايش الإنساني الأمثل. يتتبع هيغل (1807)، في كتابه "فينومنولوجيا الروح" ، تاريخ الوعي الإنساني في العالم الحي. ويحوي كتاب الفيلسوف الالماني هيجل "المنطق وفلسفة الطبيعة" و"فلسفة الروح" وتطبيقهما في الفلسفة والحق والدين والجمال.  

ويقول هيجل ان المنطق هو، "دراسة للحياة الباطنية للعقل " أو أنه "نسق العقل الخالص" أو ملكوت الفكر الخالص، وهذا الملكوت هو الحقيقة كما هي  بلا قناع  في ذاتها ولذاتها ...فإن فلسفة الروح هي دراسة للأشكال التي يتجلى بها الروح في التاريخ وبموضع قواه ويعلن عن ذاته. وإذا كان المنطق هو الاستيلاء على العالم وتملكه بالعقل، فإن هذا التملك لديه أشكالاً ضرورية تعرضها فلسفة الروح".

يجب على الرجال استخدام العقل لتشكيل مجتمع على أساس القانون والعدالة، ويجب على كل مواطن من خلال قدرته المساهمة في تحسين الحياة المشتركة. يركز الإيمان بالتقدم على الاقتناع بأن الإنسان لا يستطيع تحقيق السعادة دون تحقيق أهدافه، والعلم وحده هو الذي يسمح له باكتشاف ومعرفة الكون، والحكومات والتكنولوجيا المتقدمة هي العوامل المحددة للمضي قدما في التقدم. كما توضح جميع الأبحاث أن التعليم المستمر والتقدم التكنولوجي والخبرة هي ميزة لتنمية رأس المال البشري ، وأن الاعتراف بقيمة الموارد البشرية هو ثقافة التعلم الوحيدة من أجل ازدهار الإنسان والعالم والبيئة.

التعليقات