بيروت تستذكر جورج الزعني بالذكرى الرابعة لرحيله

بيروت تستذكر جورج الزعني بالذكرى الرابعة لرحيله
في مثل هذا اليوم فقد لبنان علما من أعلام الثقافة والفن والإبداع، وأحد أبرز الفنانين التشكيليين المسكونين بهموم الناس والوطن الفنان جورج الزعني.

يذكر ان للراحل إنجازات ومساهمات أثرت العمل الثقافي والوطني.

كان رائدا في تنظيم المهرجانات والمعارض، وناشرا للثقافة، وصاحب الرؤية الفكرية والوطنية المتقدمة.

جورج الزعني، دأب خلال أكثر من أربعة عقود متتالية على إبراز القيم الجمالية والإنسانية التي يحملها لبنان، بطبيعته ورجالاته وموارده، ببيئته ومحميَّاته، بتراثه وثقافته... منتهجاً طريق الفن بعيداً عن كل اعتبار سياسي، وطريق العلم والمعرفة والبحث الدائم والمستمر.

فأقام المعرض تلو المعرض والمهرجان تلو الآخر... بجهده وعطاءاته، بمثابرة دون يأس أو انقطاع، مهما اختلفت ظروف البلد، وعلى نفقته الخاصة دون أي لقاء.

في عام 1978 اسس جمعية المكحول للفنون والحرف، واقام مهرجان المكحول الأول. وفي ذلك الشارع الضيق كان جورج الزعني يتنقل بين المشاركين بحيوية لافتة.

وفي عامي1979 و1980 بات مهرجان المكحول الاسم الثاني لجورج الزعني.

جورج الزعني كان يغرف من ثروة موروثة ويغدقها على معارض الفن، وعلى تشجيع الفنانين الشبان الذين أخذ "محترفه" بأيديهم شوطاً من الزمن.

جورج الزعنّي قدّم تجربة فريدة بدأها في "مطعمه" "سماغلرز إن"عام 1976، وقت ذلك كان الوطن يحترق، آلمه ما يحدث، فقرّر أن يُظهر الصورة المشرقة من لبنان عبر المعارض الفنية والثقافية في منطقة متنوّعة الثقافة والمذاهب، ألا وهي رأس بيروت. كان مهرجان المكحول مهرجاناً بكل ما للكلمة من معنى، يضجّ بالسياسيين والفنانين والمثقّفين، جميعهم يرفضون الحرب. إلا أن من لم يرد لثقافة الفرح والحياة أن تستمر، قام بتفجير المكان وكان جورج من بين الجرحى. وإذ بجورج الزعني يذهب إلى لندن، وأسس هناك "الرابطة الثقافية" اللبنانية، مطلقًا سلسلة مشاريع واحتفالات ومعارض لبنانية وعربية، منظمًا الأمسيات الشعرية، والندوات واللقاءات، كجزء من حضور عربي حضاري في العاصمة البريطانية. ولعلّ أقرب الأعمال إلى قلبه، ما فعله أيام الغربة، حين زرع عام 1993 أرزة في حديقة باترسي بارك في لندن، وسمّى الموقع "جبل لبنان". واما الإنجاز الأبرز له والمستمر، هو تأسيسه مهرجان بيت الدين العالمي في العام 1985، كردٍ عنيد على توقف مهرجانات بعلبك حينها.

وحين أطلق الفنان جورج الزعني معرضه الذي أعده خصيصا لتحية شهداء الجيش اللبناني تحت عنوان "بدمائهم يرسمون مساحة الوطن"، وحينها لفت الفنان الزعني إلى أن "أسمى الكتابات بعد الكتب السماوية هو شعار الجيش، جيش لبنان، الشرف والتضحية والوفاء، موضحاً "ان شباب جيش لبنان هم ضحية الارهاب، والارهاب ليس من مفرداتنا، انه يناقض كل تعاليم الاديان السماوية التي دعت وتدعو الى التسامح والمحبة". واشار الى ان "المطلوب اليوم يقظة وطنية شاملة يكون لبنان وحده هو المنتصر، واليقظة تتطلب علما، والعلم اساس الثروة وأساس القوة".

وحين افتتح الفنان اللبناني جورج الزعني معرضه في صالة دار الأوبرا بعنوان "سماء عربية ونجمتان" تحية الى ادوارد سعيد ومحمود درويش.

ضم المعرض أكثر من خمسين عملا نحتيا من خشب الزيتون ولوحات تضم تشكيلات حروفية باللغة العربية وصورا للمحتفى بهما محمود درويش وإداورد سعيد.

وخلال افتتاح جورج الزعني معرضه هذا قال أن المعرض يرسل من دمشق ومن خلال محترفه ثقافة الحياة والامل الى العالم من سنابل القمح وقليل من الخبز والملح والرموز التي استحضرها لانها تجمع بين شعبي لبنان وسورية الشقيقين إضافة إلى فلسطين التي تشكل أيضا جزءا غاليا من بلاد الشام اما فناجين القهوة فكانت رمزا دائما للاخوة بين ابناء الشعب العربي عامة

وأضاف الزعني حينها ان معرضه عبارة عن فكرة ورموز ضمن مساحة كبيرة تخاطب كل الشعوب وتصل الى قلوب المثقفين والبسطاء وان الرمزين الكبيرين اللذين اختارهما لمعرضه هما المفكر العربي ادوارد سعيد الذي حمل سلاح القلم لمواجهة الاحتلال ومن يقفون وراءه والشاعر الفلسطيني محمود درويش وكلمته التي شدت ازر المقاومة الفلسطينية وتعدتها الى المقاومة العربية.

ونذكر هنا ان الزعني يقوم بتنظيم معارض لمواضيع معينة يريد من خلالها إيصال رأيه للناس مثل معرض عن العائلة اللبنانية في بداية القرن ومعارض عن المقاومة اللبنانية والشعر الفلسطيني ولديه كتاب بعنوان العملة اللبنانية قبل الاستقلال.

وأقام ايضاً الفنان الزعني في دمشق عام 2001 معرضا بعنوان التحرير.. نصر لبناني لكل العرب ولقي المعرض اهتماما واسعا.

وبحلّة فنّية اصدر جورج الزعنّي إلى النور كتاب "تماثيل لبنان/أسماء لوطن" عن منشورات الجامعة اللبنانية وبحجم موسوعي، مكرّساً للمشاهير والمجاهدين والشهداء الذين خلّد اللبنانيون ذكراهم بنصب وتماثيل في الساحات والأماكن العامة، على مرّ الأعوام.


جورج الزّعني هَامَ بلبنان حتى الثّمالة.






التعليقات