انطلاق فعاليات المؤتمر الإعلامي الطلابي الأول "الطلبة يتحدثون" في الكلية الجامعية

انطلاق فعاليات المؤتمر الإعلامي الطلابي الأول "الطلبة يتحدثون" في الكلية الجامعية
رام الله - دنيا الوطن
أجمع طلبة إعلام في عدد من الجامعات الفلسطينية على ضرورة تعديل بعض المناهج الدراسية بما يوائم حاجات سوق العمل، وضرورة توعية الطلبة المتدربين ومتابعتهم كي لا يكونوا فريسة للاستغلال، وزيادة الرقابة على مراكز التدريب الاعلامية من قبل الجهات الرسمية، ووضع نظام قانوني يكفل مستقبل المتدرب في المؤسسة بعد اجتياز فترة التدريب، وتوفير امكانيات ومعدات داخل الجامعات لصقل مهارات طلبة الاعلام بما يساعدهم على الاندماج في سوق العمل.

وأوصوا كذلك بضرورة تكليف طلبة الاعلام لتغطية الانشطة والفعاليات المختلفة التي تنظمها الجامعات بما يسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم ويزيد من خبراتهم المهنية بشكل متكامل، ومواكبة التطور التكنولوجي في الجامعات والعمل على تجديد الكتب المنهجية بما يتناسب مع البيئة المحيطة والقيام بالعمل الاعلامي بالشكل المطلوب، والا تقتصر الدراسة الجامعية على الجانب النظري، بل مزامنتها مع الجانب العملي ايضا، وتنفيذ اعمال اعلامية مشتركة بين طلبة الاعلام في الجامعات الفلسطينية.

جاء ذلك خلال وقائع المؤتمر الإعلامي الطلابي الأول "الطلبة يتحدثون"، والذي نظمه فريق فرصة الشبابي المؤلف من طالبات العلاقات العامة والإعلان والإعلام وتكنولوجيا الاتصال التابعين لقسم الدراسات الإنسانية والإعلام، وذلك بحضور مشاركة كل من الدكتور خضر الجمالي النائب الإداري، الدكتور صخر الشافعي رئيس القسم، ونخبة من عمداء ورؤساء أقسام الإعلام في الجامعات الفلسطينية، بالإضافة إلى طلبة الإعلام من الكلية الجامعية والجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر وجامعة فلسطين وجامعة الإسراء.

الطلبة يتحدثون

وفي حديثه رحب الدكتور خضر الجمالي بالحضور، وقال: "عندما يتحدث الطلبة يجب أن نسمع لهم بقلوبنا قبل آذاننا، وسيكون لهم ما يريدون لان الشباب هم عماد هذه الامة وهم الاساس الذي نعمل له، واجتماعكم في الكلية الجامعية تجربة مميزة وفريدة لا بد من تكرارها في كافة الجامعات الفلسطينية، وهنا أنتم اليوم تتحدثون عن آمالكم وطموحاتكم وآلامكم، وحق لنا أن نسمع منكم ونقدر جهودكم الرائعة في تنظيم هذا الحدث الإعلامي الرائع".

من جانبه أعرب الدكتور صخر الشافعي عن سعادته بتنظيم هذه التظاهرة العلمية والإعلامية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية وبأيدي نخبة من طلبة الإعلام على مقاعد الدراسة في الكلية الجامعية، وبمشاركة كوكبة رائعة من طلبة الإعلام على مستوى الجامعات الفلسطينية العاملة في قطاع غزة، وهذا يدلل على أن طلبتنا يمتلكون الطاقة ويتحلون بالعزيمة والإصرار لتحقيق كل ما هو صعب ومستحيل.

وفي كلمته أفاد الدكتور رائد ابو ربيع رئيس قسم الاعلام في جامعة الأزهر: "يسعدني الالتقاء بطلبتنا من الجامعات المختلفة وكذلك التواجد بجوار زملاء الدراسة والعمل الاكاديمي والاعلامي، ورسالتي الاولى ان يكون طلبتنا على قدر المسئولية وان يهتموا بالبحث العلمي لما ذلك ان يخدمهم في مسيرتهم العلمية والبحثية، وعقد مثل هذا المؤتمر الاعلامي والعلمي يؤكد على ما يتحلى به طلبتنا من طموح وارادة".

فكرة ابتكارية نوعية

من جانب آخر قال الدكتور ابراهيم المصري رئيس قسم الاعلام والصحافة الرقمية في جامعة الاسراء: "افضل ما في مؤتمر الطلبة يتحدثون انه نفذ بأي طلبة الاعلام لانهم الاقدر على التعبير عما يجول في قلوبهم وفي خاطرهم، وقد احسنوا اختيار العنوان، علاوة على الموضوعات التي تناولتها اوراق العمل والتي تلبي الاهداف الخاصة بالمؤتمر وتتناغم مع حاجات طلبة الاعلام وهم على مقاعد الدراسة وكذلك اثناء مرحلة التدريب العملي والميداني".

وفي حديثه أكد الدكتور وائل المناعمة نائب رئيس قسم الإعلام بالجامعة الإسلامية على أهمية المؤتمر الإعلامي الطلابي الأول، والذي يمثل فكرة نوعية وغير مسبوقة، وأضاف: "نشكر الكلية على طرحها لافكار ابداعية غير نمطية، وما يميز الكلية الجامعية انها كلية فتية وشابة ومتمردة على كل البرامج التقليدية، وهذه المرونة منحتها زخما في الميدان، فنجد طلبة الاعلام في الكلية متقدمون ومنتشرون في المؤسسات والميادين، فلهم مني كل الشكر والتقدير وكذلك لمدرسيهم الافاضل".

من ناحيته عبر الإعلامي الفلسطيني عصام اللولو أحد أعمدة العمل الإعلامي في تلفزيون فلسطين عن سعادته بالمشاركة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الطلبة يتحدثون، واستعرض اهم المسئوليات التي تقع على كاهل العاملين في حقل الاعلام، ومن ابرزها المصداقية والشفافية والاخلاص لعمله ورسالته، والامانة في نقل الاحداث والأخبار، وايصال المعلومة باسلوب مناسب ومهني وجذاب، مع ضرورة أن يطور الاعلامي من مخزونه العلمي والثقافي والمعرفي بشكل دائم وأن يواكب كافة المستجدات على المستوى العالمي.

ونيابة عن زميلاتها في فريق فرصة الشبابي، أوضحت غدير أيوب طالبة العلاقات العامة الإعلان في الكلية الجامعية أن مؤتمر الطلبة يتحدثون يعبر عن اراء الشباب ووجهات نظرهم من نواح علمية بحثية باشراف من اساتذة اعلام في مختلف الجامعات المشاركة، بحيث يقدم كل طالب ورقة بحثية تمثل جامعته بعد البحث ضمن محاور المؤتمر المختلفة، معربة عن أملها أن يحقق المؤتمر كافة الاهداف المرسومة له وفي طليعتها ايصال صوت طلبة الاعلام الى المسئولين وصناع القرار في المؤسسات الاكاديمية وكذلك في سوق العمل.

تحديات سوق العمل

ومع انطلاق وقائع الجلسة الأولى للمؤتمر التي ناقشت محور طلبة الإعلام بين الدراسة الجامعية وسوق العمل، شارك طلبة الإعلام من الجامعة الإسلامية بورقة عمل حول الدراسة الجامعية ودورها في صناعة طالب الإعلام في سوق العمل، والتي خلصت إلى أن للجامعة دور أساسي في التأثير على شخصية طالب الإعلام وتوسيع إدراكه، وأن العديد من المساقات التي يتم تدرسيها في الجامعات الفلسطينية بعيدة عن واقع سوق العمل، ووجود فجوة كبيرة بين ما يتم تدريسه على الصعيد الأكاديمي وما يتم ممارسته في السوق الإعلامي، فيما تحدث طالب الإعلام حمزة رضوان من الكلية الجامعية عن أهم المهارات التي تعزز من فرص العمل لدى طلبة الإعلام.

من جانب آخر تحدث طلبة الإعلام من جامعة الأزهر في ورقتهم عن أبرز التحديات التي تواجه طلبة الإعلام في سوق العمل، والتي لخصوها التحديات على مستوى الجامعات ومناهجها الدراسية، والتحديات على مستوى سوق العمل، بالإضافة إلى تحديات عامة تتمثل في الحصار وسوء الوضع الاقتصادي، والوضع السياسي الداخلي، وعدم وجود جسم حامي للطلاب المتدربين والمتطوعين، إضافة إلى إغلاق بعض المؤسسات بسبب الأزمة المالية التي تمر بها، والعادات والتقاليد السائدة في مجتمعنا الفلسطيني، وظهور بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وعدم معرفتهم بضوابط النشر الالكتروني.

وخلال الجلسة الثانية التي ناقشت محور طلبة الإعلام وحاجتهم للتدريب وخوفهم من الاستغلال، تحدثت طالبة الإعلام بسمة النجار من جامعة فلسطين عن الحاجات الملحة لطلبة الإعلام للتدريب، واستعرضت أبرز التحديات التي يواجهها طلبة الإعلام في هذه المرحلة مثل التطور المتسارع في العلاقة بين الجانب النظري والواقع العملي، وافتقار العديد من المؤسسات للامكانيات والاجهزة المتطورة اللازمة لعملية التدريب، وعدم احتكاك الطلبة بالإعلاميين خلال فترة الدراسة، وصعوبة استيعاب اعدادا كبيرة من الطلبة في المؤسسات نظرا لواقع هذه المؤسسات.

استغلال الطلبة المتدربين

وحول حماية طلبة الإعلام من الاستغلال، استعرض طالب الإعلام احمد ابو صلاح من جامعة الإسراء مجموعة من أوجه الاستغلال التي يتعرض لها طلبة الإعلام في مؤسسات التدريب المختلفة، ومنها سرقة مجهود المتدرب دون أي مقابل، وتكليف المتدرب بأعمال تخالف طبيعة تخصصه، وعدم تقديم معلومات مهنية للمتدرب تنمي من قدراته وإمكاناته، وتكليف المتدربين بأعباء تفوق طاقاتهم، والتمييز بين الجنسين، والتمييز في شرط العمل بين العاملين، وتغليب النظرة الحزبية في اختيار المتدربين، وعدم وجود حماية لهؤلاء المتدربين وحقوقهم.

وتخلل المؤتمر مجموعة من الرسائل والنصائح والتوجيهات قدمها عدد من الإعلاميين الفلسطينيين والعرب من خارج القطاع عبر تقنية المؤتمرات المرئية، والتي هدفت إلى توسيع مدارك الطلبة وتعزيز فكرهم بالعديد من المعلومات القيمة التي بإمكانها أن تخدمهم في مرحلة التدريب العملي والميداني أثناء الدراسة الجامعية.