موسوليني وأتاتورك.. حكاية لقاء هدى شعراوي بزعماء العالم

موسوليني وأتاتورك.. حكاية لقاء هدى شعراوي بزعماء العالم
هدى الشعراوي
رام الله - دنيا الوطن
سيدة مصرية تعد من أوائل الناشطات النسويات في مصر، انتمت إلى الجيل منهن، وكرست حياتها لخدمة النساء في جيلها والأجيال التي تليها، حتى نال اسم هدى شعراوي شهرة واسعة خارج مصر وأصبحت شخص أساسي في المحافل الدولية، والتي التقت خلالها بعدد من زعماء العالم.

حضرت هدى شعراوي، التيتوفت في 12 ديسمبر عام 1947، أول مؤتمر دولي في عام 1923، وكان في روما، ورافقها حينها عدد من الشخصيات النسوية في مصر، كنبوية موسى، وسيزا نبراوي، وأمينة سرها، وكان هذا المؤتمر تابع الاتحاد النسوي الدولي.

صادف خلال حضورها هذا المؤتمر انها قابلت الرئيس الإيطالي بينيتو موسوليني والذي حكم إيطاليا في الفترة من عام 1925 حتى عام 1943، وكتبت عنه في مذكراتها التي صدرت عام 1981: " كان من بين ما حققه مؤتمر روما الدولي أننا إلتقينا بالسنيور موسوليني ثلاث مرات، وقد استقبلنا وصافح أعضاء المؤتمر واحدة واحدة، وعندما جاء دوري وقدمت إليه كرئيسة وفد مصر عبر عن جميل عواطفه ومشاعره نحو مصر، وقال إنه يراقب باهتمام حركات التحرير في مصر".

عادت الناشطة انسوية هدى شعراوي إلى موطنها بعد انتهاء المؤتمر، وقررت نقل الخبرات الخارجة إلى مصر والعمل على استرداد حقوق المصريات المسلوبة، فأسست «الاتحاد النسائي المصري» في عام 1927 وكانت رئيس الاتحاد في عام 1947.

وانتشرت جهودها خارج مصر أيضا، حيث كانت عضو مؤسس لـ «الاتحاد النسائي العربي» الذي تأسس عام 1928 وأصبحت رئيسته حتى عام 1935، ولكن في عام 1944 قررت اتخاذ بعض القرارات للعمل على تطوير الاتحاد العربي، وكان من ضمنها، تقييد حق الطلاق، والحد من سلطة الولي، وتقييد تعدد الزوجات، والجمع بين الجنسين خلال مراحل التعليم الأولى، والمطالبة بالمساواة في الحقوق مع الرجال.

حرصت شعراوي على حضور المؤتمرات الدولية بعد ذك، حيث حضرت المؤتمر النسائي الثاني عشر في اسطنبول العاصمة التركية عام 1935، وكانت حينها رئيس الاتحاد النسائي الدولي، وقابلت حينها شخصية كانت تعتبرها قدوة لها وهو الحاكم اتركي أتاتورك.

كتبت هدى شعراوي عن هذا اللقاء في مذكراتها أيضا: ""وبعد انتهاء مؤتمر اسطنبول وصلتنا دعوة لحضور الاحتفال الذي أقامه مصطفى كمال أتاتورك محرر تركيا الحديثة، وفي الصالون المجاور لمكتبه وقفت المندوبات المدعوات على شكل نصف دائرة وبعد لحظات قليلة فتح الباب ودخل أتاتورك تحيطه هالة من الجلال والعظمة وسادنا شعور بالهيبة والإجلال".

وتابعت شعراوي: "وعندما جاء دوري تحدثت إليه مباشرة من غير ترجمان وكان المنظر فريدًا أن تقف سيدة شرقية مسلمة وكيلة عن الهيئة النسائية الدولية وتلقي كلمة باللغة التركية تعبر فيها عن إعجاب وشكر سيدات مصر بحركة التحرير التي قادها في تركيا".

التعليقات