إستحداث مديرية جديدة في الجيش اللبناني

إستحداث مديرية جديدة في الجيش اللبناني
رام الله - دنيا الوطن
شكراً مِصْر السّيسي والتاريخ الرّعمَسيسي. وصلت أول من أمس طائرةٌ محمّلةٌ بالمساعدات المصرية عبر مطار رفيق الحريري الدولي إلى اللبنانيين المنكوبين. كان بالإمكان رمي محتوياتها من أغذية وأدوية من مرتفعات شاهقة، جوع اللبنانيين ومَرَضُهم كفيلان بالتقاطها تماماً كما هي الحال في بيافرا الشقيقة. قريباً ونرى بعضنا يقفُ أمام قلّاب شاحنة " سِكس ويل " يتسلَّم حصّته الغذائية الشهرية، في هذا الوقت بالذات ما زال المسؤولون يعقدون مؤتمرات صحفية حول الشراكة والميثاقية والحوار الوطني أمام شعب كان مضيافاً وصار جوعاناً ومديوناً.

طبعاً ما زلنا في ملهاة التكليف والتأليف. صار التكليف مفرِحاً مثل عيد الميلاد. أما التأليف فاستحالَ عيداً وطنياً. اختزالُ كل مناسباتنا الوطنية بعيد " الكشف ". كشف إسم رئيس الحكومة المكلَّف. اذا تم تكليف الحريري بعد يومين سيكون ذلك بمثابة فرحة عارمة. سنحتفل في الشوارع ونوزع الحلوى مجاناً. دستورنا مثل الطفل المعجزة يجترح الخوارق وينجح كل فترة في إدهاش العالم بقدرته على إنجاب رئيس حكومة مكلَّف. أما التأليف فشأن آخَر يُسألُ عنه الله تعالى وجيشُ الملائكة. تأليفُ الحكومة في لبنان شأنٌ إلهيٌّ بَحت وما عند الله ليس عند أحدٍ من عبيدِه. الحق يُقال. لقد استطعنا بعد مخاضٍ طويل أن نبيضَ دستوراً لا يفكُّ شيفرتَه سوى الله تعالى.


ليسَ بعيداً عن حشرجات ولادَة الحكومة. حشرجاتُ ولادَة زعماء مَحاوِر. دولةٌ في جلَّ الديب وجمهورية على أوتوستراد خلدة الناعمة وأخرى في المزرعة والعبدة وسعدنايل. عشرات الدول الشقيقة تتأسس في لبنان يواكِبُ كل منها ثلة من الحرس الجمهوري المحلّي الشَّبَبلَكي. شبّانٌ وشابّاتٌ صاروا بمثابة أفواج تدخّل يعلنون البيان رقم واحد من أجل نصرَة " الثورة ". دُوَلُ المناطق والمفارق تتعاونُ وترسِلُ وحداتَ دعم بعضها لبعض. دولة طرابلس ودولة جلَّ الديب ودولة دوّار بعقلين نماذج صالحة للدّرس . قوات دفاع شعبي رديفة بدأت تتشكَّل مع عقائد قتالية يبارِكُها قادة دُوَل الجسور والأنفاق والأوتسترادات.

المزاج المسيحي البارحة لم يكن راضياً عن الجيش. على الجيش ربّما أن يؤسس إلى جانب مديرية المخابرات ومديرية التوجيه والإعلام ومديرية الهندسة مديريةَ المزاج المسيحي والمزاجِ الإسلامي، مديريةُ أمزِجة، بالطبع سيكون عليه أن يؤسس سبع عشرة مديرية للأمزجة الطائفية كلّها في البلد، يَصحو أحدُهُم بمزاج سيّء وعَكِر، يتشردقُ بالنسكافيه الخامسة فجراً، يضعُ قلُّوسَةً. يأمر حرَسَه الجمهوري بالتحرّك ويفتح جمهورية في جل الديب، قريباً ربّما يتم الإعتراف بها دولة مستقلة بمقعد شرعي في الأمم المتحدة، أما الجيش فمطلوبٌ منه أن يحترم جمهورية المزاج ودولة " الشبيبة الطيِّبَة " تحت طائلة قطع العلاقات الدبلوماسية معه.

عن الجيش مجدداً، لا أذونات لفتح جمهوريات شوارع. الرجاء من رؤساء دوَل جلّ الديب والقلمون والناعمة وخلدة وغيرها من الدول الشقيقة في قارّة لبنان أخذ الحيطة والحذر. ممنوع إقفال الطرقات تحت طائلة " الرّينجر "، قرار نهائي لا يحتاج الإستعانة بصديق. في المقابل يحمل الجيش في قلبه كرامة كل مُواطِن في أي تظاهرة ويحميه برموشِ العيون، بعض وسائل الإعلام مدعو هو أيضاً إلى عدم توقيع إتفاقيات تعاون مع سفراء الدول المعتمدة في دول الدواليب. الإعلام أخلاق وليس ميليشيا.

بارقة أمل على لسان الوزير غسان عطالله. عودة التيار الوطني الحرّ الى مكانه الطبيعي كما صرّح، السلطة تدمّر كل من يعترض طريقها، الوزير على حق، حركات المقاومة والإصلاح تكون حلماً قبل السلطة وكابوساً بعدها، أغلب الظن أن البرتقال على وشك العناية بلَونِه، عناية مركّزة ضرورية، الإهتمام بالقلب حتى لا تتصلّب شرايينه، مرحلة مقبلة على التيار الوطني الحرّ قد يكون أجدى ما يقوم به خلالها فتحُ هذه الشرايين بالقسطلة، قيادة معارضةٍ صادقة للذات البرتقالية قبل نصب الكمائن السياسية لحكومة ستكونُ إقامتها في " اليوبّالا " طويلة، التيار الوطني الحر حاجة مسيحية ووطنية ويليق به طبيبٌ ماهر يقسطِلُ شرايينه المتعَبة.

التعليقات