هوس النساء بالمكمّلات الغذائيّة.. هل يعرفنَ مخاطرها؟

هوس النساء بالمكمّلات الغذائيّة.. هل يعرفنَ مخاطرها؟
تعبيرية
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تناول المكملات الغذائية في الأوساط النسائية العربية بشكل غير مسبوق. وتقوم العديد من النساء بتناول المكملات الغذائية الرياضية والهرمونات النبائية بغرض الحصول على المزيد من الفوائد الصحية مثل: تقليل نسبة الدهون، وزيادة نسبة العضلات.

لكن المرأة لا تُدرك  مضار ومخاطر هذه المكملات على صحتها إنْ لم تعمل على استشارة اختصاصي تغذية أو طبيب يتابع حالتها، لأن جرعة واحدة منها قد تودِي بحياتها، أو تسبّب لها آثارًا جانبية. 

وبحسب ما نقلت مجلة فوشيا عن اختصاصية التغذية فوزية جراد، فسبب إقبالهنّ عليها يعود إلى الدعايات والإعلانات المستمرة الخاصة بالمكملات الغذائية، والتي تمنح الجسم القوة والنشاط، وتساعد على بناء عضلات الجسم المختلفة في زمن قياسي.

تُعرف الهرمونات البنائية بفاعليتها الظاهرة في بناء العضلات، ولكنْ لا يتمّ استخدامها إلا تحت المشورة الطبية فقط، لأنها تسبب أضرارًا على الصحة، فيما تحتاج "النساء الرياضيات" إلى البروتين، لأن التمارين المكثفة تتطلب بروتينات بمعدل أعلى من الاستهلاك الطبيعي.

في الواقع إن بعض المكملات ضارة بالصحة، كما لا ينبغي استعمال الهرمونات البنائية بدون استشارة وضرورة طبية، لكونها مواد كيميائية يتم إفرازها بواسطة الغدد الصماء، أو الأعضاء في الجسم، لتقوم بتنظيم وظائفه والتحكم فيها، والعمل على تحفيز النمو وبناء العظام والعضلات وزيادة حجم أنسجتها، بحسب جراد.

أحيانًا من تمارس الرياضة تستخدم الستيرويدات البنائية دون وصفة طبية بغرض تحسين أدائها الرياضي، ولأنها تسبب أضرارًا على صحتها، تمّ حظر استخدامها في المنافسات الرياضية، وخاصة لدى الإناث.

وعلى الصعيد النفسي، تسبب الستيرويدات البنائية عدة أضرار جسدية ونفسية لدى المرأة، إذْ تسبب تغيّرًا في الصوت، وتكبير الأعضاء التناسلية، وتزيد كمية شعر الجسم، وتصغر حجم الثديين، كما أنها ترفع ضغط الدم، وتزيد حَبّ الشباب، وتؤثر سلبًا على القلب والكبد والكليتين، كما يؤدّي استعمالها إلى زيادة عدوانيتها، وتغيّر مزاجها وإصابتها بالاكتئاب.

وما يدعو للخوف عند استعمال الستيرويدات هو تبادل الحقن بين النساء، وهذا وحده يكفل انتقال الأمراض لها مثل الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي، خصوصًا إذا تمّ اقتناؤها دون وصفة طبية، وبالتالي عدم ضمان التعرّض للغشّ في محتوياتها.

ومهما كان الهدف من تناولها، فهي تتسبب في العديد من الأضرار، كاختلال الدورة الشهرية، وضعف المناعة والإصابة بالسرطانات، وأورام الكبد وجلطات الدم، وأمراض القلب، واضطراب الدورة الشهرية، وتساقط الشعر.

في حالة التمارين الرياضية المكثفة، تشير جراد إلى أن النساء يستهلكنَ بروتينات بمعدل أعلى من الاستهلاك الطبيعي، مبيّنة أنْ لا فائدة من تناولها كمكمّل لمن تتلقّى احتياجاتها من البروتين من الطعام، وتمارس تمرينات المقاومة.

وبخصوص الهرمونات الصناعية أو التعويضية، فإن تناولها بكل أنواعها يعمل على اختلال التوازن الهرموني الطبيعي في الجسم.

فعندما تتناول المرأة هرمون البروجسترون الصناعي من أجل استمرار التخصيب والحمل، أو تنظيم الدورة الشهرية والحفاظ على حالة العظام القوية، وبعض الوظائف المهمة الأخرى في جسمها، في الوقت الذي تكون الجرعة التي تتناولها كبيرة للغاية عن المعدل الطبيعي الذي ينتجه الجسم، فذلك من شأنه إحداث ارتباك وخلل في الكيمياء الحيوية للجسم، ما يعني أن تلك المواد السامة تدخل الجسم، وتحدث خللاً في طبيعته الهرمونية.

نفس الخلل تسببه الإستروجينات الصناعية عند تناولها، وبالتالي تفقد المرأة التوازن الفطري والطبيعي المنظّم لعمل هذه الهرمونات، ما يؤدي في النهاية إلى الإصابة بالكثير من الاضطرابات الصحية والنفسية أيضًا، وهذا التدخل البشري في عمل الهرمونات، له إيجابيات مقابل سلبيات أكثر، وفق جراد.

وللتمتع بعضلات مناسبة وجسم صحي، فإنه ينبغي تنظيم كميات الطعام المتناولة يوميًا ونوعيته مثل: مصل اللبن، أو البازلاء، أو الصويا، أو الأرز، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وفقًا لخطة مدروسة تحت إشراف متخصصين، من أجل الوصول للنتائج المرجوة، لأنهما السبب الرئيسي في تجنّب الجري وراء الدعاية والإعلانات الكاذبة.

التعليقات