جامعة بيرزيت تعرض نتائج دراسة حول فرص وتحديات اقتصاد البيانات بالمنطقة العربية

جامعة بيرزيت تعرض نتائج دراسة حول فرص وتحديات اقتصاد البيانات بالمنطقة العربية
رام الله - دنيا الوطن
مع تحول علم البيانات إلى لغة عالمية يجب إتقانها للتنافس التجاري في الحاضر والانطلاق نحو المستقبل بخطى ثابتة، عقد مركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت، ورشة عمل مكثفة شملت مجموعة من الخبراء والمهتمين والعاملين في مجال البيانات والريادة، عرض خلالها نتائج دراسة بحثية حول فرص وتحديات اقتصاد البيانات في المنطقة العربية مع التركيز على فلسطين، وذلك ضمن برنامج "خطوات نحو أعمال المستقبل" الذي ينفذه المركز بدعم من مركز التنمية والبحوث الكندي.

وأشارت أهم مخرجات الدراسة، التي أجراها الباحث عبد خولي لصالح المركز، إلى الحضور المتواضع للشركات الناشئة والقطاعات الأخرى في مجال البيانات في المنطقة، مقارنة بالفرص والموارد البشرية والمالية المتوفرة والممكنة، ووجود العديد من المعيقات في النظام البيئي الشامل الذي يؤثر في اقتصاد البيانات. وتوضح الدراسة أن هذه المعيقات تتعلق بالأطر القانونية والتنظيمية والسياسات والتحفيز وتفتت الأسواق والنظم التعليمية النمطية وضعف البنية التحتية واللوجستية وعدم توفر مجموعات البيانات وخاصة البيانات المفتوحة، وقلة الأفكار الإبداعية مقارنة بتقليد مشاريع ناجحة، إضافة إلى ضعف أو غياب الوعي بأهمية البيانات ومستقبل العمل. وفي الحالة الفلسطينية، يضاف إلى هذه التحديات محدودية السوق المحاصر وعدم توفر الموارد وضعف الاستثمار في اقتصاد البيانات واعتماد ذلك على مشاريع إغاثية أو استعراضية غير مستدامة.

وتخلص الدراسة بمجموعة من التوصيات أهمها التعاون البيني وتضافر الجهود محليا وإقليميا وإزالة العوائق التنظيمية واللوجستية لفتح الأسواق بانسيابية كافية والاستثمار في البحث والتطوير مع التركيز على السياق المحلي والإقليمي وبناء القدرات الفنية والتوعوية في مجال البيانات وفي كافة المراحل التعلمية والعمل على الأطر الناظمة وتوفير البيانات وخاصة البيانات المفتوحة والاهتمام بأمن وأخلاقيات البيانات. وترى الدراسة فرصا واضحة في الاستثمار في حلول إبداعية للمشكلات (أو الفرص) المحلية والإقليمية كالتكنولوجيا المالية والشمول المالي والطاقة النظيفة والمتجددة والتقنيات الزراعية والسياحة والصحة والتعليم.

واعتبر مروان ترزي، مدير مركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت، أن هذه النتائج والتوصيات التي خلصت إليها الدراسة، تشير بما لا يدع مجالاً للشك "أننا كفلسطينيين، أمام فرصة حقيقية لتعديل كفة الميزان لصالح الارتقاء بالمجتمع واقتصاده ومؤسساته من خلال تزويد الجيل الشاب بالمهارات اللازمة لإتقان لغة العصر لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة التي تقودها التكنولوجيا، ويشهدها عصرنا الحالي.

وأشار ترزي إلى أن أهم مؤشرات هذه الثورة هو تغييرها لملامح سوق العمل حيث أصبح من أبرز شروطه تطوير معايير ومهارات رواد هذا السوق الحاليين أو المستقبليين من الخريجين الشباب، من جهة، وظهور أنواع جديدة من الوظائف واندثار أخرى، مؤكداً أنها تخلق في الوقت نفسه، فرصاً حقيقية للازدهار الاقتصادي، وتبرز التميز الفردي والمؤسساتي، الأمر الذي قد يقود بالنهاية إلى تقليص حجم البطالة بين الشباب وتطوير قدرة المجتمع في التعامل مع التحديات الاجتماعية والسياسية الهائلة التي نواجهها كل يوم.

من جهته اعتبر د. أسامة الميمي، مدير وحدة الإبداع في التعلم في المركز، أن المؤسسات الأكاديمية مقتنعة اليوم بوجوب تطوير المهارات التقليدية من أجل التعامل مع كم البيانات الهائل الذي يغير ملامح سوق العمل، حيث "يواجه الطلب المتزايد على المتخصصين في علم البيانات ضمن الصناعات الكبيرة والصغيرة على حد سواء تحدي نقص المرشحين المؤهلين لشغل المناصب المفتوحة"، ومن هنا انطلقت فكرة البرنامج.

وأكد الميمي أن إتقان لغة البيانات تعني بالضرورة "عملية طرح الأسئلة المهمة من أجل الحصول على الإجابات الصحيحة؛ ولكن البيانات وحدها لا تكفي لخلق المعرفة، يجب أن تقرأ وتحلل جيداً باستخدام الأدوات المناسبة من أجل الوصول إلى المعرفة الصحيحة التي يمكن أن ترتقي بالمجتمع الفلسطيني وباقتصاده ومؤسساته وبفكر أفراده أيضاً إن أردنا فعلاً الالتفاف بذكاء على توازن القوى المختل لصالح الاحتلال، ولهذا السبب يقوم مركز التعليم المستمر حاليا بعرض برنامج تدريبي مكثف بعنوان "رحلة تدريبية في عالم البيانات" هدفه خلق نواه من علماء البيانات من التخصصات المختلفة.

التعليقات