هل تنجح مبادرة لوكسمبورغ بدفع دول الاتحاد الأوروبي للاعتراف المشترك بفلسطين؟

هل تنجح مبادرة لوكسمبورغ بدفع دول الاتحاد الأوروبي للاعتراف المشترك بفلسطين؟
الاتحاد الأوروبي - أرشيف
خاص دنيا الوطن-هيثم نبهان
ردًا على الإعلان الأمريكي الأخير، الذي شرّع الاستيطان في الضفة الغربية، يعمل وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن، على مبادرة لدفع جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلى الاعتراف المشترك بدولة فلسطين.

وبعث وزير خارجية لوكسمبورغ برسالة إلى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، ووزراء خارجية الدول الأعضاء الـ 27 دولة، أكد خلالها، أن على الاتحاد الدفع بحل الدولتين، وذلك عبر خلق ظروف متكافئة سياسياً بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، كما نقلت صحيفة (القدس العربي).

وركز الوزير في رسالته على ضرورة عقد جلسة مناقشات بمشاركة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بهدف بحث إمكانية اعتراف مشترك بدولة فلسطين.

وجاء توقيت الرسالة التي بادر إليها وزير خارجية لوكسمبورغ، قبيل الاجتماع الشهري المرتقب لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وجاء فيها: "أن الاعتراف بدولة فلسطين ليس معروفًا ولا تفويضًا مفتوحًا، وإنما اعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحصول على دولته الخاصة".

وأضاف أن "مثل هذه الخطوة لن تكون موجهة ضد إسرائيل على الإطلاق، إذا أردنا حل النزاع، يجب ألا ننسى احتياجات إسرائيل الأمنية، والعدالة والكرامة التي يستحقها الفلسطينيون".


ويشغل أسلبورن، منصب وزير خارجية واحدة من أصغر الدول الأوروبية، لكنه يحظى بنفوذ وتأثير واسعين بين دول الاتحاد الأوروبي، نظراً لخبرته الواسعة، حيث يشغل هذا المنصب منذ نحو 15 عاماً.

وبشأن أهمية هذه المبادرة بالنسبة للفلسطينيين، يقول زاهر بيراوي، نائب رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا: إن مبادرة رئيس وزراء لوكسبمورغ، ليست جديدة، وهو يحمل هذه الأفكار منذ وقت طويل، ويحاول أن يدفع بها إلى الواجهة، وكانت مناسبة القرار الأمريكي بشرعنة الاستيطان، حافزاً له لأن يدفع بهذه الأفكار باتجاه إعادة نقاش المبادرة، التي طرحها أكثر من مرة.   

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"دنيا الوطن": أن الجو الذي خلقه ترامب يقنع الأوروبيين أنه لا بد لهم بالمبادرة لقيادة عملية التسوية عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ويقابل لوكسمبورغ ووزير خارجيتها، لوبي كبير ضاغط من قبل مؤيدي دولة الاحتلال الذي يؤمنون للأسف الشديد "أقول للأسف لأن الفلسطينيين أعطوهم هذا الحق" وهو أن السلام يجب أن يتم بالمفاوضات عبر الطرفين المعنيين، وليس بالضغط عن طريق التدخل الخارجي.

وتابع بيراوي: تدخل خارجي غير مرغوب به، لا تحبه دولة الاحتلال، وبالتالي إسرائيل تضع كل ثقلها مع الدول القوية في أوروبا، التي تتماهى مع سياستها، خاصة ألمانيا، مشدداً على أن ألمانيا في هذه المرحلة، تلعب دوراً خطيراً في محاولة للدفاع عن ممارسات الاحتلال.

وأضاف: فرصة أن تستطيع مبادرة دولة صغيرة مثل لوكسبمورغ، ورئيس وزرائها، أن يؤدي ذلك إلى شيء عملي، هذا صعب، ولكن هذا الحراك، يمكن أن توجد محاولة من خلال دول في الاتحاد، بأن تتقدم خطوة إلى الأمام، وأن ترعى عملية السلام، بدلاً من الولايات المتحدة.

وفيما يتعلق بإمكانية، اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطينية، بشكل منفرد، أعرب بيراوي أنه يمكن لدول مقتنعة بالفكرة، أن تبادر بالاعتراف بشكل كامل بدولة فلسطين، والكرة الآن في ملعب من يطالبون باعتراف جماعي من قبل الاتحاد، وعليها الاعتراف الكامل.

وأكد أنه من الصعب أن توافق 28 دولة، في ظل هذه الظروف السياسية الراهنة، في ظل علاقة إسرائيل القوية مع دول، مثل التشيك وبلغاريا وبولندا.

ويؤكد المحلل والكاتب السياسي، أحمد رفيق عوض، أنه يجب تقديم كل الاحترام والتحية لهذا الوزير، وهو وذو خيرة كبيرة، ومتواجد في رئاسة الاتحاد الأوروبي، منذ وقت طويل، وحتى لا نكبر الأمور ونصغرها، هذا الرجل قدّم هذه المبادرة أيضاً من أجل إسرائيل وأمنها.

وأضاف في تصريحات لـ"دنيا الوطن": وزير خارجية لوكسمبورغ، يريد أن يبدو أنه متوازناً، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي، ليس ذا سياسة خارجية واحدة، وقراراته بالإجماع، مشيراً إلى أنه قد لا يكون هناك تطبيق لهذه المبادرة، ولكن هذا يمكن أن يدفع حكومات أوروبية للاعتراف بدولة فلسطين، وهذا انتصار للدبلوماسية الفلسطينية، والحق الفلسطيني.

وشدّد عوض على أننا كفلسطينيين، يمكن أن نستفيد من هذه المبادرة، بأن يكون هناك نشاط دبلوماسي، على مستوى السفارات والجاليات.

التعليقات