الجبهة الشعبية في بيروت تحتفي بذكرى انطلاقتها 52

الجبهة الشعبية في بيروت تحتفي بذكرى انطلاقتها 52
رام الله - دنيا الوطن
في العام 1967 انطلقت أيقونة الثورة الفلسطينية، بإرادة قوية، وإيمان متجذر بحتمية تحرير فلسطين .

انطلقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كوهج الشمس، وبسعة مساحة الأرض وحجم السماء .

انطلقت الجبهة بجورج حبش القائد المؤسس، ووديع حداد، وغسان كنفاني، وأبوعلي مصطفى، وبقافلة من المناضلين.

في مثل هذا اليوم ترجّل الحكيم وضمير الثورة، وأعلن تأسيس جبهة المقاومة، جبهة التحرير، جبهة ضد الظلم والقهر والاستعباد، جبهة من أجل التحرير والحفاظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .

52 عاما من الكفاح والنضال والمقاومة بعزم لا يلين، وإيمان بتحرير كل فلسطين، وبنشر العدالة والمساواة والقيم والمبادئ في هذه الأرض .

في الذكرى ال 52 على انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبإصرار بالاستمرار في المسيرة والعهد والوعد، اجتمعت الفصائل الفلسطينية، والأحزاب اللبنانية في هذه المناسبة، لوضع إكليل الزهر، تأكيدا على نهج الشهداء الذي استشهدوا من أجله.

خلال وضع إكليل من الزهر على أضرحة شهداء الثورة الفلسطينية في دوار شاتيلا، رحب عضو اللجنة المركزية فتحي أبو علي بالحضور، ثم كانت كلمة الجبهة الشعبية، كلمة تأكيد نهجها، نهج الشهداء، ألقاها

عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة هيثم عبدو، بحضور قيادة فرع لبنان للجبهة، يتقدمهم مسؤولها في لبنان مروان عبد العال، ومسؤول العلاقات السياسية للجبهة في لبنان أبو جابر، وعدد من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة، بالإضافة إلى عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية .

استهل عبدو كلمته بالترحيب بالحضور، حيث قال:" إنها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومؤسسها د. جورج حبش صاحب الفكر المتقد في خدمة شعبه وقضيته، ووديع حداد الذي أقلق الأعداء على مساحة الدنيا بشعاره وراء العدو في كل مكان، وفارس الشهداء أبو علي مصطفى، صاحب الثوابت الذي تناثر جسده على مذبح القضية التي لم يساوم عليها وقال عدنا لنقاوم وعلى الثوابت لا نساوم".

هي الجبهة الشعبية صاحبة العهد الدائم بالوفاء للشهداء والجرحى والمعتقلين بأن هذا الليل مهما طال فإن الفجر قادم لا محالة، وفلسطين هي الهدف والوحدة الطريق الى تحقيق الهدف.

كما حيا شهداء شعبنا وثورتنا، قادة وكوادر ومقاتلين قضوا على درب الثورة ولتحقيق اهداف شعبنا النبيلة، في الحرية والعودة واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة على كاملة ترابنا الوطني وعاصمتها القدس.

لن ننسى في معرض التحية والوفاء، أولائك الشهداءالاحياء، المزروعون في قلب الوحش في اقبية الزنازين يخوضون النضال على طريقتهم .. اسرانا الابطال والذين حولوا الاقبية والمعازل الى ساحة نضال وتحدي للاحتلال فكسروا عنجهيته بامعائهم الخاوية بصلابة ارادتهم وعنفوانهم وخبرتهم الطويلة في مقارعته احرارا هم ولو كانوا اسرى.

وتابع، في الذكرى الثانية والخمسين لانطلاقتها نردد نداء غسان كنفاني: ايها الشعب الفلسطيني، آن لك الآن  ان تقرع جدران الخزان. هذه المرة لنثور على أخطائنا، على مصائبنا، ومن اجل الوحدة والتوافق على إستراتيجية وطنية موحدة لمقاومة الاحتلال عبر الحوار الوطني الشامل والشروع في انتخابات وطنية شاملة على أساس التمثيل النسبي الكامل للمؤسسات كافة، والبنى السياسية والاجتماعية والبلدية، وفي المقدمة مجلس وطني جديد داخل الوطن وخارجه، بما يستجيب للاحتياجات والاستحقاقات الوطنية القانونية والديمقراطية والاجتماعية الملحة، وللتحولات الديمقراطية الجارية في المنطقة ويعيد بناء مؤسسات منظمة التحرير بمشاركة الكل الوطني واستعادة مكانتها مرجعية عليا وقائدة لنضال شعبنا وممثلا شرعيا وحيدا له في كافة أماكن تواجده.

وأضاف، لا يمكن ان تكون قضيتنا على هامش الاحداث التي تضرب المنطقة من شرقها الى غربها، ستبقى هي الناظم والبوصلة ومعيار الصدقية للقاصي والداني. ومهما حاولوا التناسي او التغافل عنها ستبقى هي القضية الام والقضية المركزية، لكن ذلك لن يتحقق الا بوحدتنا اولا واخيرا ، لان وحدتنا هي حجر الزاوية ليستوي البناء ويصمد في مواجهة العواصف والتحديات التي تحيط بنا من كل جانب.

وهنا نقول إن الوحدة الوطنية الفلسطينية ليست خيارا إراديًّا أورغبة، بل هي قدر الشعوب التي تتعرض لهذا الكم الهائل من المخاطر، والوحدة لا تتحقق بالتطابق الكامل، بل بالبحث عن القواسم المشتركة بين الجميع .

أمام استمرار العدوان على شعبنا بأشكاله السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، من قبل قواه مجتمعة؛ الولايات المتحدة الأمريكية والعدو الصهيوني وحلفائهما من أنظمة الرجعية العربية، فإن المطلوب هو رفع درجات المسؤولية الوطنية لمواجهة هذه القوى ومخططاتها التصفوية؛ عبر ما يسمى بصفقة القرن من جهة، والتسوية والتطبيع من جهة أخرى، ويبدأ ذلك بالتوقف عن أوهام المراهنة على أيةهدنٍ أو تسوياتٍ ومفاوضاتٍ مباشرة أو غير مباشرة مع أعداء شعبنا؛ واستشعار المخاطر المحدقة بقضيتنا وأرضنا التي تُبتلع بالاستيطان والتهويد،في الأغوار والضفة الغربية والقدس، والمخاطر التي تطال مجمل الحقوق الوطنية، فلاءات العدو الصهيوني ساطعة (لا للاعتراف بدولة فلسطينية، لا للقدس عاصمة، لا لعودة اللاجئين، لا لوقف الاستيطان).وكل ما يسعى إليه العدو هو فرض ما يسمى بالسلام الاقتصادي الدافئ مع معازل فلسطينية في الضفة والقطاع، على أن يُشرعنه بدائلُ فلسطينية مستسلمة وراضخة، مستفيدًا من الوضع العربي الذي يعج بالاضطراب والاحتراب والانقسام، وتسابق بعض أنظمته إلى التطبيع مع العدو على المستويات كافة.

ان شعبنا الذي يواجه في مناطقنا المحتلة عام 48 عنصرية العدو، وشعبنا الصامد في غزة في وجه العدوان المتواتر قصفا وتدميرا وحصار، وانتفاضة شعبنا في الضفة والقدس التي تواجه غول الاستيطان، وصمود شعبنا في الشتات حفاظا على المخيم كقضية سياسية وطنية لحماية حق العودة 

كل هذه العناوين يجب ان تحملها استراتيجيتنا الوطنية ولا يجوز ترك اي من تجمعات شعبنا يواجه مصيره لوحده ، وان لم تكن الوحده اساسا بهدف جمع هذا الشعب والتي كانت ثوابته على الدوام تتلخص بثلاث عناوين اساسية ، وحدة الارض - وحدة الشعب - وحدة القضية .. فإن كل شيء لا معنى له .

كما اننا نؤكد على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بأشكالها كافة، وأما على صعيد المقاومة الشعبية نحن لا  يمكننا أن نقلل من قيمة أي شكل من أشكال المقاومة، فالنضال السياسي مهم وضروري، لكنه طالما هناك احتلال إذاً هناك مقاومة وكفاح مسلح. ولا أحد يملك في العالم أن ينتزع هذا الحق من الشعب الفلسطيني، فهو حق كفلته الأنظمة والقوانين.

أما بالنسبة  للوضع السياسي الراهن في لبنان فقد أكد حيادية الشعب الفلسطيني من الأحداث الجارية في لبنان،لأن وجهتنها الأساسية فلسطين.

وعلى صعيد الجبهة الداخلية الفلسطينية في لبنان طالب بتفعيل المرجعية الفلسطينة التي يقع على عاتفها  مهمة حفظ الوجود والكرامة والعدالة، بل حماية القضية من التبديد والضياع  وشعبنا من التهجير والتوطين.

إن الجبهة الشعبية تدعو جماهير شعبنا عموما ، وأعضائنا وأنصارنا وأصدقائنا خصوصا ، أن يكونوا بحجم التحدي القادم على المنطقة، وأن يحضروا أنفسهم لظرف أقسى واشد وطأة ، خاصة مواجهة مفتوحة مع معسكر الأعداء في مختلف الساحات والميادين ، مواجهة تستهدف النيل من محور المقاومة في المنطقة ، والتي تستهدف قضيتنا ، وحقنا في العودة إلى ديارنا.













التعليقات