الديمقراطية لـ "فتح": اتفاق اوسلو شكل تعاكسا مع اهداف الإنتفاضة والاجماع الوطني

الديمقراطية لـ "فتح": اتفاق اوسلو شكل تعاكسا مع اهداف الإنتفاضة والاجماع الوطني
رام الله - دنيا الوطن
اتهمت حركة فتح، الجبهة الديمقراطية بالاساءة والتشهير والتحريض بحقهم، لذلك أصدرت الجبهة الديمقراطية، بياناً توضيحاً رداً على حركة فتح وكان على النحو التالي: 

اولا: ان بيان "الجبهة الديمقراطية" الذي تتحدث عنه حركة "فتح" لم يأت بكلمة واحدة عن الحركة لا من قريب او بعيد، وان كل ما بني عليه في بيان الاخوة في حركة فتح يتنافى مع ما ورد في بيان الجبهة، إذ ليس ما عاداتنا التشهير والتحريض ضد احد بل نقول موقفنا بشكل واضح ومباشر وموضوعي. وقد تمت مراجعتنا من قبل قيادة الحركة في لبنان واوضحنا ان بيان الجبهة المنشور على جميع منابرها الاعلامية لم يذكر حركة فتح، 
واية بيانات اخرى غير البيان الرسمي الذي اعلنا مسؤوليتنا عنه، فنحن غيرمعنيين ببيانات اخرى قد تكون حُرِفَت من قبل مؤسسات ومواقع اعلامية لأهداف كان يجب على الاخوة في حركة فتح ادراكها.

ثانيا: كنا نتمنى على بيان الاخوة في "حركة فتح" الرد بالسياسة على ما حمله البيان من نقد للسياسة الرسمية الفلسطينية المعتمدة راهنا، وان لا يذهبوا الى نقاش تاريخ وامجاد وبطولات صنعناها معا في اطار الحركة الوطنية الفلسطينية التي انتجت الكيانية الوطنية المعبر عنها في منظمة التحرير، كما انتجت البرنامج الوطني المرحلي الذي مهد لاحقا لإندلاع الانتفاضة الوطنية الكبرى عام 1987 وحققت نجاحاتها وانجازاتها على ارضية وحدة قوى منظمة التحرير التي تجسدت في "القيادة للموحدة للانتفاضة"، وكان من ثمارها الهامة اعلان الاستقلال.

ثالثا: ان بيان الجبهة الديمقراطية "الرسمي" هو امتداد للخط السياسي ولمواقف وادبيات الجبهة الديمقراطية في تحليلها لأسباب توقف الانتفاضة الكبرى، الا اذا كان بعضهم لا يقرأ وبغمض عينيه عن تلك المواقف التي كان يجب ان تشكل مساهمة في تصويب السياسة الرسمية الفلسطينية. وقد لا يختلف اثنان على ان اتفاق اوسلو شكل انقلابا ليس فقط على البرنامج الوطني بل وايضا على صيغة العمل الوحدوي التوافقي المشترك الذي كان من اهم اسباب اندلاع الانتفاضة وما حققته من انجازات متقدمة، غير ان ضعف الارادة السياسية قاد للذهاب الى اتفاق أوسلو الذي بدل ان يطرح آليات التنفيذ لأهداف الانتفاضة بالخلاص من الاحتلال والاستيطان فقد كرس وعمق حالة التبعية السياسية والإقتصادية والأمنية لمناطق السلطة وباعتراف أصحاب أوسلو أنفسهم.

رابعا: إذا كانت الانتفاضة بما حملته من اهداف واستراتيجيات نضالية تشكل حالة تقدمية كبيرة، فمن حق شعبنا ان يسأل: هل كان اتفاق اوسلو بما جره من كوارث وويلات على شعبنا وقضيته الوطنية اكثر تقدمية من الانتفاضة؟ فالشعب الفلسطيني
توحد في جميع اماكن تواجده على مطالب الانتفاضة واهدافها، بينما اوسلو قسم الشعب وتجمعاته وحركته الوطنية وجزأ حقوقه الوطنية.. لكل ذلك انتقدنا اتفاق اوسلو ودعونا الى تجاوزه اليوم قبل الغد لصالح استراتيجية وطنية تعمل على اعادة الاعتبار لمشروعنا الوطني المشترك عبر تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي خاصة تجاوز الاتفاق ووقف التنسيق الامني والغاء اتفاق باريس الاقتصادي.

خامسا: ان احياء واستذكار مناسباتنا الوطنية هو لاعادة توجيه بوصلة النضال وتقييم سياساتنا بهدف تجاوز ما اكدت الايام عدم صحته. وبالتالي فان النقاش بالسياسة يجب ان يقابل بالسياسة ايضا، وليس الذهاب الى المواقف العامة التي قد لا نختلف كثير على توصيفها، لكن المشكلة هي في تفاصيل عملنا اليومي وتكتيكاتنا التي بدل ان نناقشها لتجاوز سلبياتها.. وان الجبهة ستبقى كما كانت رائدة في العمل الوحدوي الحريص على افضل علاقة اخوية مع جميع فصائل العمل الوطني بما فيها حركة فتح التي تجمعنا معها علاقات كفاحية معمدة بتضحيات العشرات من
القادة والمناضلين والاسرى والمعتقلين.

ختاما نقول: كنا نتمنى على الاخوة في حركة فتح تقبل الملاحظات النقدية، وعدم الانهماك في بيانات وبيانات مضادة وان نتوجه جميعا كقوى سياسية وحركات اجتماعية لمعالجة ازمات شعبنا في لبنان الاقتصادية والاجتماعية، وايضا في
ميدان الفعل المباشر والحركة الشعبية دفاعا عن قضيتنا الوطنية والمخاطر التي يشكلها المشروع الامريكي الاسرائيلي (صفقة القرن) فمن غير المنطقي ان كل موقف سياسي نقدي من اي مكون من مكونات شعبنا وحركتنا الوطنية، يواجه بمواقف ليست في مكانها.. فالتباينات بين فصائل العمل الوطني ومكونات شعبنا المختلفة يجب ان تشكل عامل اغناء لصيغة التعددية الفلسطينية السياسية والحزبية التي ناضلنا وسنبقى نناضل من اجل تكريسها واقعا ملموسا في كل تفاصيل نضالنا اليومي.