البرغوثي: لسنا بحاجة لمنشآت أمريكية من الدرجة العاشرة وأشك بنجاح القائمة الموحدة بالانتخابات

البرغوثي: لسنا بحاجة لمنشآت أمريكية من الدرجة العاشرة وأشك بنجاح القائمة الموحدة بالانتخابات
المستشفى الأمريكي في القطاع
خاص دنيا الوطن-هيثم نبهان
انتقد د. مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، وجود المستشفى الأمريكي في قطاع غزة، مشدداً أن الشعب الفلسطيني، بحاجة إلى منشآت "أرقى وأفضل" من هذا المشروع، ومشيراً إلى أنه يجب مع ذلك "إلغاء كافة أشكال التمييز الذي يعاني منه القطاع". 

المستشفى الأمريكي والتهدئة 

وقال في تصريحات خاصة لـ"دنيا الوطن": "لو كان لي علاقة بأمر المستشفى الأمريكي لما قبلت به"، مشيراً إلى "أننا كشعب فلسطيني لسنا بحاجة لمنشآت من الدرجة العاشرة من جهات أمريكية، قامت بقطع المساعدات عن المستشفيات الفلسطينية في القدس، وشعبنا بصراحة بحاجة إلى شيء أرقى وأفضل من ذلك". 

واستدرك البرغوثي: رغم ذلك يجب أن نعترف أن هناك معاناة إنسانية هائلة في قطاع غزة، وأن أبناء وبنات قطاع غزة يتحملون ما لاطاقة للبشر به، نتيجة الحصار الإسرائيلي الظالم والإجرامي ضدهم، وواجبنا أن نساند شعبنا في قطاع غزة بكل الوسائل الصحية والإنسانية الممكنة، حتى لا يكونوا بحاجة لمثل هذه المستشفى، الذي تستخدم قضيته لبث الفرقة وتعميق الانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد.

وشدّد البرغوثي على أن غزة تستحق أن تصلها نفس الخدمات التي تقدم في الضفة الغربية، معرباً عن أسفه، بأن الانقسام يعرقل ذلك، لذلك يجب تحييد الانقسام، وتقديم الرعاية الصحية والاجتماعية والإنسانية لأبناء شعبنا في غزة، الذي تحمل ما لم يتحمله بشر، طوال السنوات 13 الماضية.

وفيما يتعلق بما يدور في وسائل الإعلام بشأن تهدئة أو هدنة، في قطاع غزة، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن "لا معلومات لدينا، ونسمع بذلك من خلال الإعلام فقط".

الانتخابات 

وحول الانتخابات، قال البرغوثي: كنا نفضل أن تكون المصالحة قبل إجراء الانتخابات، ولكن اتضح أن ذلك لن يحدث قريباً، وبالتالي يمكن أن تكون الانتخابات مدخلاً للمصالحة وإعادة وحدة الصف الوطني على أسس ديمقراطية.

وأضاف: أن الانقسام ليس مبرراً لعدم إجراء الانتخابات، لأن الانتخابات حق للشعب الفلسطيني، حرم منه لعشر سنوات، وهي حق للشعب الفلسطيني، قبل أن تكون قراراً للفصائل، وهناك جيل كامل من الشباب يمثلون أغلبية الناخبين، ولم تتح لهم حتى اليوم فرصة الترشح والتصويت والانتخاب أو المشاركة في القرارات السياسية والقرارات التي تحدد مسار حياتهم، وهذا لا يجوز أن يستمر.

وشدّد البرغوثي على أن الانتخابات حق، ويمكن أن تكون وسيلة لإنهاء الانقسام، والآن كل القوى قدمت ردوداً، والطريق ممهدة لإجراء الانتخابات، ويتطلب ذلك إصدار المرسوم الرئاسي بشأن الانتخابات التشريعية والرئاسية، وموضوع القدس مهم.

وأكد الأمين العام للمبادرة الوطنية، أننا لا يمكن أن نقبل إجراء الانتخابات بدون القدس، أو أن تجرى فقط في الضفة الغربية بدون قطاع غزة، لافتاً إلى أن موضوع القدس، يجب أن يعالج بطريقة نضالية وخلاقة، ولا يجب أن نعطي لإسرائيل الحق في أن تقرر أن يكون عندنا ممارسة ديمقراطية أو لا.

وأكد البرغوثي أننا يجب أن نصر على إجراء الانتخابات في القدس، رغم أنف إسرائيل، ونحن بحاجة لضغط دبلوماسي، ودولي وسياسي على إسرائيل، من كل دول العالم، التي تقول إنها تريد أن ترى ديمقراطية فلسطينية، معرباً عن اعتقاده بأننا بـ "التآلف والوحدة الوطنية، نستطيع أن نجعل الانتخابات في القدس  معركة مقاومة شعبية من الطراز الأول، وأن نفرض إجراءها رغم أنف إسرائيل، وهذا ما قمنا به أثناء الانتخابات الرئاسية  والتشريعية، عندما سُمح باجراء الانتخابات في القدس، ولكن جرى منعنا من الدعاية الانتخابية، فاصرينا على القيام بها المرة تلو الأخرى، رغنم أننا تعرضنا للاعتقال عدة مرات في القدس ولكننا فرضنا إرادتنا.

وحول كيفية أن تساهم الانتخابات في إنهاء الانقسام، قال البرغوثي: نحن قدمنا مبادرة من 11 نقطة، وإحدى النقاط أن يتم بعد الانتخابات تأليف حكومة وحدة وطنية، تكون تركيبتها على أساس نتائج الانتخابات التشريعية، وكل حزب يمثل حسب الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات، وبذلك نضمن وضع أساس لآلية إنهاء الانقسام، وعلى الجميع أن يقبل بحكم الشعب.

وفيما يتعلق بالاقتراحات بشأن القائمة الموحدة، أعرب البرغوثي عن اعتقاده، بأن من المهم السماح بالتعددية السياسية، وأن تُعطى الفرصة لجميع القوى والشخصيات والمستقلين، أن يتقدموا بقوائم مستقلة، وإذا كان هناك حاجة لإطار موحد، فمن المفروض أن يكون منظمة التحرير التي يجب أن ينضوي في إطارها الجميع، مضيفاً أنه لم يعرض أحد رسمياً فكرة القائمة الموحدة، وأشك في إمكانية نجاحها.

الأزمة الداخلية 

وفيما يتعلق بالأزمة الداخلية الإسرائيلية، أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أنها يجب أن تشكل فرصة للدفاع عن حقوقنا، وأن نثبت للعالم أننا نمارس الديمقراطية، ونحترم خيارات شعبنا، في مقابل أزمة سياسية مستفحلة في إسرائيل، تُظهر بالإضافة إلى قضايا الفساد ضد نتنياهو، مدى تعفن النظام الإسرائيلي، الذي أصبح موبوءاً بالاحتلال والعنصرية البغيضة ونظام (الابرتهايد) الذي أنشأه والذي يفرز فساداً متعاظماً.

التعليقات