ما أهمية قرار الكونغرس الأمريكي المؤيد لحل الدولتين وكيف نستفيد منه فلسطينياً؟

ما أهمية قرار الكونغرس الأمريكي المؤيد لحل الدولتين وكيف نستفيد منه فلسطينياً؟
مجلس النواب الأمريكي
خاص دنيا الوطن
جاء قرار مجلس النواب الأمريكي المؤيد لحل الدولتين قبل عدة أيام، ليوجه ضربة قاسية كما قال مراقبون، لإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

يأتي هذا القرار بعد نحو أسبوعين من إعلان لوزير الخارجية الأمريكي، اعتبار المستوطنات غير مخالفة للقانون الدولي، وسط تنديد ورفض فلسطيني وعربي عدد كبير من دول العالم. 

ويقول صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن قرار (كونغرس) الأمريكي، والذي استخدم مصطلح حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، مهم بالنسبة للحياة السياسية الداخلية الأمريكية، ويأتي ليقول لترامب "لا لقراراتك بشأن القضية الفلسطينية". 

واعتبر عريقات، تبني (كونغرس) قراراً داعماً لحل الدولتين، سابقة ستدخل التاريخ، وتغييراً هاماً في السياسة الأميركية تجاه فلسطين وضربة لترامب وللمستوطنين.

وقال في تصريحات لبرنامج "ملف اليوم" عبر (تلفزيون فلسطين): إن هذا القرار الصادر عن الكونغرس سيصبح نقطة ارتكاز تؤكد لترمب أن قراراته المخالفة للقانون الدولي باطلة ولاغية ولا تخلق حقا ولا تنشئ التزاماً.

ويقول المحلل والكاتب السياسي، ناجي شراب، إنه فى الوقت الذى تعانى فيه القضية الفلسطينية من تراجعات فى كل مستوياتها، وفى الوقت الذى الذى أصدرت فيه إدارة الرئيس ترامب العديد من القرارات التى تستهدف تفكيك وتصفية القضية كالقدس، وغلق مكتب المنظمة ووقف مساعداتها عن وكالة الغوث وشرعنة الاستيطان،  يأتى هذا القرار ليحيي بعضاً من الأمل أو ليقول أن القرارات التى اتخذتها الإدارة الأمريكية خاطئة. 

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"دنيا الوطن": أن أهمية القرار رمزية، بمعنى أن القرار غير ملزم للإدارة الأمريكية ولا يلغى قراراتها، وأهميته أنه يأتي من مجلس النواب الذى يسيطر عليه الديمقراطيون، ولأول مره يتم الإعلان عن تأييد حل الدولتين.

وتابع: لكنه فى الوقت ذاته يخاطب إسرائيل ويقول إن هذا القرار فى صالح يهودية الدولة، بمعنى أن القرار ومؤيديه لا يتخلون عن دعمهم لإسرائيل، بل يرسلون رساله لإسرائيل يقولون فيه أن حل الدولتين يحفظ إسرائيل وهويتها اليهودية.

وشدد على أنه من ناحية أخرى، هناك عدد كبير لم يؤيد القرار لكن الأغلبية من أيدت، والقرار على أهميته الرمزية يتوقف مستقبلاً على مدى فوز المرشح الديمقراطى للرئاسة، عندها يمكن مطالبته بالالتزام بهذا الموقف وتأييد حل الدولتين. 

وأكد شراب أن القرار يحتاج لرؤية فلسطينية بعيدة فى كيفية جعله وتحويله لقضية داخلية، بزيادة التأييد له على مستوى الرأى العام الأمريكي، ولا يكفى الارتكان عليه. 

وقال المحلل والكاتب السياسي: إن القرار يمكن أن يفيد فى توظيفه فى وقف اندفاع بعض الدول من فتح سفارات لها فى القدس وعلى المستوى الدولى، هو يحيى فكرة الدولتين فى الوقت الذى تزايد الحديث فيه عن حل الدولة الواحدة، وإن كان هناك من يرى من بعض النواب الديمقراطيين مثل "رشيدة طليب"، تأييدها لحل الدولة الواحده. 

وأكد أن القرار قيمته رمزية وغير ملزم لإدارة الرئيس ترامب، لكنه يأتي فى الوقت الصعب للقضية الفلسطينية، والسياسة الفلسطينية ترحب بالتوجه وقرار يصب فى هذا الشأن. 

وشدد على أن أهمية القرار، بقيمة ووزن مجلس النواب فى السياسة الأمريكية، ووهنا ينبغى التأكيد أنه قرار من مجلس النواب وليس من (كونجرس) بمجلسيه النواب والشيوخ، فهو أخيرا يعتبر نصف قرار. 

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، د.مخيمر أبو سعدة، أن مجلس النواب هو الذي أصدر القرار، وأغلبيته من الحزب (الديمقراطي)، وليس الحزب الجمهوري حزب الرئيس الأمريكين، مشيراً إلى أن القرار ليس تأييداً للفلسطينيين، بقدر ما هو نوع من المناكفة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة.

وأشار في تصريحات خاصة لـ"دنيا الوطن": يبدو أنه إشارة لموقف بأن موضوع المستوطنات ضمن الحل النهائي، ولا يجوز للولايات المتحدة أن تقرر مستقبل المستوطنات قبل الوصول لمفاوضات.

وشدد أبو سعدة على أنه ليس هناك إجماع من قبل النظام السياسي الأمريكي على شرعنة المستوطنات وهناك لا زال جزء من الموقف الأمريكي يعتبر المستوطنات غير شرعية.

وتابع: يمكن الاستفادة منه فلسطينياً من خلال استمرار التعاون مع مجلس النواب خاصة وأن أغلبيته لا تزال من الديمقراطيين، وهم داعمون لمسألة حل الدولتين ومفاوضات تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية على حدود عام 67.

وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، أن النظام السياسي الأمريكي غير مغلق أمامنا، ويجب أن نبقي الباب مفتوحاً خاصة وإن فاز مرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020.

التعليقات