شبانة: على نظم الإحصاء الوطنية إبراز المعاناة الصامتة للأشخاص ذوي الإعاقة

شبانة: على نظم الإحصاء الوطنية إبراز المعاناة الصامتة للأشخاص ذوي الإعاقة
رام الله - دنيا الوطن
بالتزامن مع الاحتفال باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة هذا العام، تستضيف العاصمة القطرية، مؤتمر الدوحة الدولي للإعاقة والتنمية وذلك يومي  7 و 8 ديسمبر 2019 تحت شعار"تسخير قوة التنمية الاجتماعية المستدامة للنهوض بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة".

ويتشرف صندوق الأمم المتحدة للسكان - المكتب الإقليمي للدول العربية بأن يكون شريكا فاعلا في هذا المؤتمر وكذلك في الجهود الإقليمية والدولية الهادفة للنهوض بذوي الإعاقة وتمكنيهم وضمان تمتعهم بكافة حقوقهم الإنسانية.

ويقول المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، الدكتور لؤي شبانة "إن أكثر من مليار شخص، أو ما يقرب من 15 في المائة من سكان العالم يعيشون مع شكل من أشكال الإعاقة. وتتواجد نسبة 80 في المائة منهم في البلدان النامية.

وأضاف أن دراسة عالمية صادرة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان كشفت أن الفتيات والشابات ذوات الإعاقة يواجهن ما يصل إلى 10 أضعاف العنف القائم على النوع الاجتماعي أكثر من أولئك اللاتي ليس لديهن إعاقات، فيما تقل احتمالات حصول الفتيات ذوات الإعاقة على الخدمات وهن أكثر عرضة للاستبعاد من الأنشطة والنشاطات العائلية. كما أنهن أقل حظا في تلقي الرعاية الصحية أو الأجهزة المساعدة بالمقارنة مع الفتيان ذوي الإعاقة، ويتم حرمانهن بشكل مستمر من الحصول على التعليم والتدريب المهني،"

ومضى شبانة قائلا "إن معالجة التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة لن يكون سهلا في ظل غياب بيانات صحيحة وموثوقة ليس فقط فيما يتعلق بأَعدادهم وتوزيعهم، إنما أيضا البيانات التي يمكن من خلالها بناء وتبني سياسات تؤدي إلى تعزيز حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان مشاركتهم في جميع جوانب الحياة على قدم المساواة مع الجميع."

وقد لفت الدكتور لؤي شبانة الإنتباه إلى معضلة خطيرة تتمثل في تعامل غالبية البيانات مع الإعاقات دون إبراز الجوانب الإنسانية الضرورية. هذا وقد دعا نظم الإحصاءات وجهات جمع البيانات إلى إبراز المعاناة الصامتة للأشخاص ذوي الإعاقة.

حرص صندوق الأمم المتحدة للسكان على العمل مع كافة الشركاء منذ إنشائه على تعزيز وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة للتمتع بكافة الخدمات التي نقدمها خاصة خدمات الصحة الإنجابية ويبذل صندوق الأمم المتحدة للسكان جهودا كبيرة لمواجهة العوامل الثقافية والاجتماعية والعقائدية التي تمنع ذوي الاحتياجات الخاصة من الوصول إلى المعلومات والخدمات المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية.

وقال الدكتور لؤي شبانة "إن على التشريعات والسياسات والبرامج المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية أن تأخذ بعين الاعتبار كافة الاحتياجات الخاصة لذوي الإعاقة وتذليل العقوبات والعراقيل التي تواجه وصول ذوي الإعاقة إلى برامج وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية مشيرا إلى أن النظم والتشريعات والسياسات القائمة تركز على الاحتياجات الأساسية لذوي الإعاقة وليس على الحقوق الواجبة لهم كمواطنين كاملي العضوية في المجتمع ولهم أدوارهم ومساهماتهم القيمة والثرية."

إن صندوق الأمم المتحدة للسكان على يقين بأن توفيرالمعلومات وخدمات الصحة الإنجابية بصفة عامة قد يساهم في الحد من الإصابة باعاقات ذلك أن المشورة قبل الزواج وقبل الحمل تمكن من تقليص نسبة الإصابة بالأمراض والتشوهات الوراثية التي تنتج عنها إعاقات، ومن جانب آخر فإن سوء جودة المعلومات وخدمات الصحة الإنجابية قد يساهم في إحداث تشوهات وإعاقات خلال عملية الولادة سواء للرضيع أو للأم كناسور الولادة على سبيل المثال.

في صندوق الأمم المتحدة للسكان، نؤمن أنه يجب تمكين الشباب ذوي الإعاقة لاتخاذ القرارات المتعلقة بصحتهم وتعليمهم وتطلعاتهم وطموحاتهم في الحياة ويجب تعزيز حقوق النساء والشابات ذوي الإعاقة في التمتع بتكافؤ الفرص، والعيش حياة خالية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتمتع بصحتهن وحقوقهن الجنسية والإنجابية.

وأضاف شبانة “إن مؤتمر الدوحة الدولي للإعاقة والتنمية يشكل منبرا عالميا هاما يعيد التأكيد على أهمية ضمان أن يكون الأشخاص ذوو الإعاقة في كل مكان على علم تام بحقوقهم وقدرتهم على ممارستها وأهمية وصولهم إلى معلومات الصحة الجنسية والإنجابية والتعليم والخدمات والعيش حياة خالية من العنف والتمييز."

وقد ختم قائلأ " حان الوقت لإنهاء الوصم والتمييز ضد جميع الأشخاص ذوي الإعاقة ولضمان أن تتضمن القوانين والسياسات تلبية احتياجاتهم واهتماماتهم وكافة حقوقهم".

التعليقات