حنا: نؤكد تشبثنا بالفرح رغما عن كل الظروف المأساوية التي نعيشها

حنا: نؤكد تشبثنا بالفرح رغما عن كل الظروف المأساوية التي نعيشها
رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم بأننا نلحظ في السنوات الاخيرة ازديادا في ظاهرة الاحتفالات باضاءة شجرة عيد الميلاد وبتنا نلحظ في كل يوم احتفالات تقام بهذه المناسبة في غالبية المدن والقرى والبلدات في ارضنا المقدسة . انه مشهد رائع وجميل ان يجتمع ابناء الوطن الواحد كعائلة واحدة لكي يضيئوا شجرة الميلاد في مدننا وقرانا وهم من خلال هذه الاحتفالات واللقاءات الاخوية انما يشددون على وحدتهم واخوتهم وتلاقيهم ومحبتهم لبعضهم البعض .

فقد تحولت احتفالات اضاءة شجرة عيد الميلاد في اكثر من موقع في بلادنا الى عرس وطني بامتياز وهذا بحد ذاته هو رسالة يطلقها شعبنا الفلسطيني الى سائر شعوب العالم بأننا شعب يحب الفرح والاعياد ولن يستسلم هذا الشعب للاحباط واليأس والقنوط التي يراد لنا ان نكون غارقين فيها .

ان الاحتفال باضاءة شجرة عيد الميلاد في ارض الميلاد انما تحمل نكهة خاصة ذلك لان الذي نحتفي بمولده ولد عندنا ومغارة الميلاد في بيت لحم وهي المكان الذي منه سطع نور الميلاد لكي يبدد ظلمات هذا العالم .

اشجار مضائة ومزدانة بالالوان الجميلة في كل مكان وانوار في كل المدن والعواصم والساحات العامة في عالمنا ولكنني اود وبهذه المناسبة ان اذكر اولئك الذين يزينون شوارعهم وساحاتهم ويضيئون اشجارهم بضرورة الا تنسوا صاحب العيد ، فلا يجوز اختزال العيد على مظاهر احتفالية لا نقلل من اهميتها ولكننا نتمنى الا تحجب صاحب العيد وهو السيد المسيح الذي ولد في ارضنا المقدسة ومن هنا انطلقت رسالته الى مشارق الارض ومغاربها لكي ينقل البشرية بأسرها الى حقبة جديدة .

في فلسطين يحتفى بإضاءة شجرة الميلاد في اكثر من مكان والفلسطينيون يبتهجون بهذه المناسبة وكأنهم يذكرون العالم بأسره بضرورة ان يلتفتوا الى ارض الميلاد التي تنزف دما والتي شعبها يتوق الى ان تتحقق العدالة في وطنه وفي ربوع ارضه المقدسة.

المسيحيون الفلسطينيون ابناء هذه الارض المقدسة يشعرون بالافتخار والاعتزاز لان وطنهم هو ارض الميلاد والتجسد والفداء وهم يقولون للعالم بأسره بأن المسيحيين في ديارنا وان كانوا قلة في عددهم الا انهم ليسوا اقلية .

رسالة كنائسنا ومسيحيي بلادنا لكافة الكنائس المسيحية في العالم في هذا الموسم المبارك : لا تنسوا ارض الميلاد ولا تنسوا ان النور الحقيقي انما سطع من مغارة بيت لحم عندما ولد الفادي لكي يُدخل الفرح والسعادة والسلام والطمأنينة الى قلوب البشر كافة .

نقول للمسيحيين في عالمنا ولكافة الكنائس شرقا وغربا بأن عيد الميلاد لن تكتمل رسالته ومعانيه الا بإلتفاتكم الى ارض الميلاد وتذكركم هذه البقعة المقدسة من العالم التي منها سطع ذاك النور السماوي منذ الفي عام لكي يبدد ظلمات هذا العالم .

تذكروا فلسطين في صلواتكم وتذكروا شعب فلسطين في ادعيتكم وتذكروا بأن صاحب العيد اتى لكي يقول لكل واحد منا بأن انحيازكم يجب ان يكون دوما للمظلومين والمعذبين ومنكسري القلوب .