جمعية أجيال تعرض أفلاماً من إنتاج مؤسسة شاشات سينما المرأة

جمعية أجيال تعرض أفلاماً من إنتاج مؤسسة شاشات سينما المرأة
رام الله - دنيا الوطن
نظمت جمعية أجيال للإبداع والتطوير، سلسلة عروض لأفلام من إنتاج مؤسسة شاشات سينما المرأة ومخرجات فلسطينيات شابات في مقرات الجمعية والمؤسسات في غزة، بحضور فئات وشرائح مختلفة وخاصة فئة النساء.

تأتي هذه العروض ضمن مشروع "يلّا نشوف فيلم!"، مشروع شراكة ثقافية مجتمعية تديره مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بالشراكة مع جمعية "الخريجات الجامعيات غزة" ومؤسسة "عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة" وبدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي ودعم مساند من مؤسسة CFD  السويسرية وصندوق المرأة العالمي.

حيث تم عرض فيلم " القرار" للمخرجات ليالي الكيلاني وآنا بيرسون وايناهولمكويت ودارا خضر، يروي الفيلم تجربة شابة قررت السفر واستكمال دراستها في الخارج، ومحاولتها اقناع أسرتها بهذا القرار، ودعمها لتحقيق حلمها حيث تحدثت شخصية الفيلم: "أريد لحلمي أن يتحقق، أريد أن أبدأ حياةً جديدة. انتظرتُ هذه الفرصة طويلاً، وها هي الآن أراها أمامي قريبة جداً. لكن القرار صعب "ماذا عن أهلي، أسرتي، سِتّي والناس والأصدقاء!! قرار صعب!".

كما يثير دور العقبات الناتجة عن العادات والتقاليد المتوارثة وثقافة كلمة "العيب" التي تواجه الإناث بوجه الخصوص في ثقافة المجتمع الفلسطيني عامةً والغزى خاصةً، والتي تواجهها الشابات في حرية اختيار مستقبلهن وتمتعهن بحقوقهن وخاصة في مجال التعليم والعمل، مما نتج عنها ضعف الشابات في السعي نحو تحقيق طموحهن وأحلامهن بسبب ثقافة العادات القديمة لدى مجتمعهن.

"ايش يقولوا الناس؟، عيب انت بنت! ما بينفع البنت تسافر لحالها، بس تتزوجي بتعملي اللي بدك إياه، آخرتك لبيت زوجك" هكذا لخص المشاركون/ات حالهم حينما جسدت قصة الفيلم واقعهم، وأجمعوا من خلال النقاش وتبادل الآراء على أن ثقافة المجتمع المسيطرة على عقول المجتمع نابعة من عادات وتقاليد مجتمعية قديمة، وإن كانت بعض هذه العادات جيدة جداً، ولكن الكثير منها مجحفة جداً بحقهم، ولا تنفع في زمانهم هذا، وأكد المشاركون على أن للمرأة الحق في صنع القرار وأن لا يتم تهميش دورها وجعله ثانويا وعدم قمعه وإختزاله لقدرتها على تشكيل مستقبلها كما تريد.

أما في فيلم "صيف حار جدا" للمخرجة أريج أبو عيد، والذي تروي فيه قصة واقعية وتجربة شخصية لها خلال الحرب على غزة عام 2014 حيث يرصد الفيلم واقع ومعاناة الحياة اليومية الصعبة لسكان قطاع غزة خلال انقطاع التيار الكهربائي والحرب والدمار الذي لحق بمساكنهم، بالإضافة إلى التشرد والتهديد والتخويف وضغط الاحتلال عليهم بشتى الوسائل للخروج من بيوتهم.

عبر الحضور عن مدى ملامسة الفيلم لقلوب المشاركين/ات فقد قالت احدى المشاركات: "الفيلم خلع قلبي من مكانه، رجعنا لذكريات فكرنا انه نسيناها، لكنها محفورة فينا لا يمكن أن تنسى"، كما عبرت اخرى "الحرب الأخيرة على قطاع غزة دمرتنا، لسنا أشخاص طبيعين والمصيبة أننا نصر على أننا لم نتأثر والمعظم يتظاهر بالقوة، لا لسنا طبيعين، بداخلنا ترسبات كثيرة جراء هذه الحرب والحروب السابقة لا يمكن لاحد ان يفهمها الا من عاشها، لم يكن هناك أي مكان آمن، أعتقد اننا نجونا منها بأعجوبة!". في نهاية اللقاء أجمع الجميع من خلال الحوار المتبادل والنقاش على أن رسالة الفيلم تحمل الأمل، فمع كل فقد أو خسارة يمكن أن تولد قصة نجاح وبداية جديدة، ومن قلب المعاناة والدمار والحروب يولد الأمل والنجاح، وكما قالت إحدى المشاركات "أن الأمل هو سلاحنا الوحيد ويجب أن نتحلى به لكي نعيش، قدرنا أننا فسطينيون لكن هذا لا يلغي حقنا في العيش حياة كريمة وفي أمن وهدوء كما بقية العالم".

أما في فيلم "دبلة الخطوبة" للمخرجة تغريد العزة، الذي تدور أحداث الفيلم حول فترة الخطوبة، وما يتخللها من أحداث، وهي المرحلة التي يفترض أن تكون أشبه بقاطرة إما أن تنقل الرجل والمرأة إلى المحطة القادمة أو لا، وكذلك عكس الفيلم نظرة المجتمع للمرأة المطلقة، حتى في حال فسخ عقد الزواج قبل الدخول، والدور السلبي الذي يقوم به المجتمع بعاداته وأعرافه الخاطئة بتكريس هذه الصورة النمطية.

"المجتمع المحيط ما بيعطي الإنسان فرصة يعيش متل ما بدو وما بتسلمي من حكيهم لهيك أحيانا بندمر ولادنا بدون ما نقصد من خوفنا من كلام الناس في البيئة المحيطة ليقولوا بنت فلان اطلقت"، هكذا بدء النقاش وأجمع الحضور من خلال الحوار والنقاش على أهمية خلق وعي لدى الجميع بأهمية إعطاء الفتاة الفرصة لإتخاذ القرارات الخاصة والمتعلقة بحياتها ومستقبلها حتى تستطيع اتخاذ القرار بمواصلة قرارها بالارتباط عن رغبة واقتناع، وأن جميع الأديان السماوية تنص على أن الزواج ما هو إلا عقد شراكة بين الطرفين مع احترام كل منهما حقوق وحرية وآراء الطرف الآخر دون المساس بها بأي شكل من الأشكال وأكدوا على أهمية دور رجال الإصلاح والمخاتير في التأثير والتغيير في مجتمعنا مؤكدين على أهمية تلك العروض في خلق نوع من الحوار والجدل في المجتمع في ظل وجود قانون محابي للرجل، وياخد بكلامه.

أما في فيلم "إنفصال" للمخرجة أريج عيد فيلمًا وثائقيًا عرض قصة سيده تزوجت من إبن عمها زواج مبكر، وعانت منذ زواجها المبكر في الخارج وعندما عادت مع زوجها تعرضت للضرب والعنف والإهانة والتحقير وضاقت بها السبل وتعرضت للمساومه والابتزاز من كل شيئ وفي سبيل الحصول علي حريتها تنازلت عن كل شيئ من حقوقها الشرعيه، وبرغم نظرة المجتمع للمطلقه إلا أنها إستطاعت بصمودها أن تتطور وتبدأ حياتها من جديد وتترك كل الكلام جانبا وتنطلق بروح جديده وعزيمه وصمود وتحدي.

تبادل الحضور النقاش ووجهات النظر وإنعكاسه على الواقع فتحدثت سيدة بقول "طفله بتربي طفله شو حنحكي" أوضحت السيدة كيف أن الفيلم عاد بها إلي مشاهد زواجها من إبن عمها وعمرها 16 عاما وكانت لا تعرف شيء وتركت المدرسة "ما قدرت أدافع عن حالي لأني مش متعلمة بس انا طورت من حالي من خلال حضوري لورشات ومحاضرات بالمؤسسات مش لازم اضل عبده إلو" وهي تتحدث بشجون قالت سيده اخري "لو رجع بيا الزمن ما بتزوج زواج مبكر وما بكرر هالشيئ مع بناتي أنا إنحكم عليا مؤبد ما بدي أحكم على بناتي بهالحكم خليهم يدرسوا ويتعلموا بكفي جهل أهلنا"، ناقش الحضور الطلاق وتأثيراته علي الأسرة والنسيج المجتمعي، وطالبوا بالتوعية وعمل دورات للأزواج والمقبلين علي الزواج وحريه الإختيار ونبذ العنف والضرب وتعزيز الحلول وعدم المساومة وأن تقف الحكومات مع المرأة وكذلك القانون معها، وخاصة إذا كان هناك أبناء وحضانتهم أن تبقى لها.

أما في فيلم "التين والزيتون" للمخرجة الشابة جورجينا عصفور، فيلمًا تدور أحداثه حول امرأة فلسطينية من مواليد عام 1936م من منطقة "بيت صفافا"، مستعرضه قصة زواجها وحياتها كأرملة، وكفاحها ضد المستوطنين للحفاظ على ببيتها، كما تناول الفيلم قضايا أخرى كنظرة المجتمع للمرأة الأرملة، واختيار الزوج، وتعدد الزوجات، والتعايش الإسلامي المسيحي على أرض فلسطين.

عندما نستمع لقصص الأجداد تختلط المشاعر والأمور الحياتية ببعضها البعض في الخيال، والواقع، والحب، والسياسة، والنضال والحلم؛ أحيانا يكون الواقع أكثر خيالاً من الخيال نفسه ويصبح الحلم وسيلة بقاء، وهذا ما يروى في التين والزيتون قصة امرأة وبيت.

حيث أثار الفيلم نقاشًا تفاعليًا بين الحاضرين من الرجال الكبار بمختلف أعمارهم وأدوارهم المجتمعية حول قصة "جورجينا" وثقافة المجتمع وصمود المرأة والنضال والحلم والتعايش الإسلامي المسيحي، فمن آراءهم وتعبيراتهم  "المواطنة هي قوة الانتماء للأرض"، "الست بتمثل الكثير من العائلات الفلسطينية المسيحية والمسلمة اللي تمسكو بأرضهم وبيوتهم وما باعوها"، "الست بالمجتمع الفلسطيني، ست جدعة حاربت وقاومت علشان تحافظ على بيتها وأرضها اللي هو عرضها وشرفها وهي فخر لفلسطين"، وبنهاية اللقاء أجمع الحضور على أن الفيلم يعكس دور المرأة الفلسطينية ورغم كل المعيقات والظروف في الحفاظ على الوطن وحقها في المواطنة .

جدير بالذكر أن جمعية أجيال للإبداع والتطوير هي مؤسسة أهلية فلسطينية تأسست عام 2003م  مسجلة بوزارة الداخلية تحت رقم 7329، للمساهمة في تنمية المجتمع الفلسطيني، تعمل على تنفيذ مجموعة من البرامج والمشاريع التنموية، وتسعى إلى بلورة مفاهيم العمل المجتمعي وفقا لرؤية تتلاءم واحتياجات المجتمع، وإلى نشر الوعي والإدراك لدى الفئات المستهدفة للمساهمة في عملية التنمية الحقيقية ولتعزيز وتطوير قدرات المجتمع.