المالكي يُطالب إيطاليا بلعب دور في إنقاذ عملية السلام

المالكي يُطالب إيطاليا بلعب دور في إنقاذ عملية السلام
رام الله - دنيا الوطن
التقى رياض المالكي وزير الخارجية والمغتربين ظهر اليوم الخميس بوزير خارجية إيطاليا لويجي دي مايو وذلك في مقر وزارة الخارجية الإيطالية، حيث أكد الوزيران على العلاقة التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الإيطالي والفلسطيني. وقد بحث الطرفان العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث تم بحث العلاقات الثنائية وضرورة تعزيزها في مختلف المجالات.

وشكر الوزير د. رياض المالكي إيطاليا على دعمها للقضية الفلسطينية وللمساعدات التي تقدم للشعب الفلسطيني، وأعرب عن سروره للاستعدادات التي تجري من أجل انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة على أرض فلسطين، والتي من المتوقع عقدها في الربع الأول من العام القادم حيث ستكون برئاسة وزيري خارجية البلدين، وأضاف اننا معنيون بتوسيع عمل اللجنة الوزارية لتشمل قطاعات أخرى. كما أعرب عن سرور الحكومة الفلسطينية بانعقاد منتدى رجال الاعمال الإيطالي – الفلسطيني الذي عقد في مدينة رام الله قبل عدة أيام، وان هذا المنتدى سيلعب دورا هاما في تعزيز العلاقات الاقتصادية وأيضا السياسية بين البلدين.

كما وضع الوزير د. رياض المالكي نظيره الإيطالي في صورة تطورات الوضع السياسي، وطالب إيطاليا بأن تلعب دور فاعلا في انقاذ عملية السلام سواء كان من خلال موقعها داخل الاتحاد الأوروبي وأيضا في الأمم المتحدة.

وقال أن القضية الفلسطينية تمر في مرحلة صعبة للغاية وتواجه تحديات خصوصا في ظل الدعم الأمريكي لإسرائيل سواء كان في نقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس واعتبار القدس عاصمة لإسرائيل وأيضا القرار الأخير الذي أصدره وزير الخارجية الأمريكي بأن الاستيطان لا يخالف القانون الدولي. في مخالفة واضحة للقانون الدولي وللمجتمع الدولي ولقرارات الأمم المتحدة خصوصا قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي أكد على عدم شرعية المستوطنات. بالإضافة الى انه يعتبر ضوء اخضر لاستمرار إسرائيل في نشاطها الاستيطاني وضم المزيد من الأراضي، وهذا ما صرح به نتنياهو مؤخرا بنيته العزم على ضم غور الأردن الى إسرائيل الذي يشكل 60% من مساحة الضفة الغربية.

كما استغرب الوزير المالكي موقف بعض الدول الأوروبية التي عطلت وما زالت تعطل اصدار موقف موحد للاتحاد الأوروبي حول القضية الفلسطينية وخصوصا فيما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بشرعنة الاستيطان، والذي يعتبر هذا مخالفة للمبادئ التي قام عليها الاتحاد الأوروبي، وتساءل لماذا يتم طرح اصدار مواقف منفردة عندما يتعلق الأمر بفلسطين، وقد سبق ان تم تبني مواقف موحدة بخصوص ملفات أخرى.

ووضع الوزير المالكي، ديمايو في صورة الجهود التي تبذلها القيادة من أجل عقد انتخابات والاستعداد الفلسطينية لهذه العملية التي يتبناها الرئيس محمود عباس شخصيا وهو مصر على عقدها، حيث اوفد الى قطاع غزة رئيس لجنة الانتخابات المركزية الذي بدوره قام بعقد لقاءات مع الفصائل والأحزاب الفلسطينية المختلفة. وقد لقيت مبادرة السيد الرئيس تجاوبا من كافة الأطراف وانه من المتوقع أن يصدر السيد الرئيس محمود عباس مرسوما في القريب العاجل لعقد الانتخابات التشريعية والرئاسية في الثلث الأول من العام القادم. وسيتم احترام نتائج الانتخابات والتي تعتبر أيضا حلا جذريا لإنهاء الانقسام. كما دعا الوزير المالكي إيطاليا بان تكون الى جانب الدول الأخرى للمشاركة في الاشراف على عملية الانتخابات.

من جانبه أكد وزير الخارجية الإيطالي لويجي ديمايو، ، أن إيطاليا لا تعترف بأي تغيير  على الأرض فيما يتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس. وأن إيطاليا ما زالت ثابتة على موقفها من عدم شرعية وعدم قانونية المستوطنات، وأن تصريح وزير الخارجية الأمريكي لا يصب في مصلحة عملية السلام.

كما أعرب عن قلق إيطاليا إزاء الوضع الإنساني في قطاع غزة وأن إيطاليا ستستمر في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في مختلف المجالات. وقال سنواصل جهدنا من أجل احياء عملية السلام وخصوصا في داخل الاتحاد الأوروبي، كما نريد أن تكون الولايات المتحدة معنا على طاولة السلام، وهذا بحاجة الى بذل جهد من الجميع لخلق مناخ جديد لإعادة إطلاق عملية السلام.

وفي نهاية اللقاء اتفق الجانبين على استمرار التواصل والتنسيق المشترك، حيث من المتوقع ان يكون هناك لقاء اخر موسع على هامش انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة في مدينة رام الله   في بداية العام القادم.

هذا وقد شارك في اللقاء من الجانب الإيطالي وكيلة وزارة الخارجية وعدد من مساعدي وزير الخارجية الإيطالي والقنصل العام الإيطالي في القدس والمدير السياسي ومسؤولة ملف فلسطين. ومن الجانب الفلسطيني سفير دولة فلسطين لدى إيطاليا عبير عودة والسفير د. أمل جادو وكيل وزارة الخارجية والمستشار عمر الفقيه.

التعليقات