أسرى فلسطين: 31 أسيراً يعانون من اعاقات مختلفة في سجون الاحتلال

رام الله - دنيا الوطن
اعتبر مركز أسرى فلسطين للدراسات استمرار الاحتلال في اعتقال ذوى الاعاقة استخفافاً بحياة الإنسان الفلسطيني، ومخالفة صريحة لأبسط الأعراف والمواثيق الدولية التي تعتبر هؤلاء ذوى احتياجات خاصة لا يجوز الاعتداء عليهم بل تقديم العون والمساعدة لهم .

وقال المركز في تقرير أصدره بمناسبة اليوم العالمي للمعاق الذي يوافق الثالث من كانون أول/ ديسمبر من كل عام بأن الاحتلال يعتقل في سجونه 31 أسيراً فلسطينياً يعانون من الإعاقة بأشكالها المختلفة سواء كانت جسدية أو نفسية أو حسية، بينما يخضعون لظروف الاعتقال القاسية التي تزيد من معاناتهم، ولا توفر لهم احتياجاتهم الخاصة أو أجهزة مساعدة .

الباحث "رياض الأشقر" الناطق الإعلامي للمركز أكد بأن الاحتلال لا يتورع عن اعتقال المواطنين الذين يعانون من اعاقات نفسية وجسدية مختلفة، حيث اعتقل بعضهم وهم على كراسي متحركة ، وآخرين اعتقلوا  لا يستطيعون الحركة إلا بمساعدة غيرهم،  وآخرين يعانون من أمراض نفسية خطيرة وفاقدين للأهلية، ويعَّرضهم لظروف قاسية الأمر الذي يفاقم معاناتهم ويضاعف إصابتهم بالأمراض، بل يرفض في الكثير من الاحيان اصطحاب الكراس المتحركة او العكاكيز التي يتحركون من خلالها.

وأشار "الأشقر" الى أن إجراءات الاحتلال القمعية بحق الأسرى ساهمت في رفع اعداد المعاقين في السجون، وفى مقدمتها ممارسة وسائل التعذيب القاسية والمحرمة، والتي أدت الى اصابه عدد منهم بإعاقات دائمة او جزئية، وكذلك اطلاق النار على المواطنين قبل اعتقالهم مما سبب لهم اعاقات مختلفة.

وكشف "الأشقر" بأن الأسرى المعاقين يعانون معاناة مزدوجة و مضاعفة عن الأسرى الآخرين، لأنهم يجمعون ما بين انتهاكات الاحتلال وممارساته الإجرامية بحق الأسرى، وبين معاناة الإعاقة وعدم قدرتهم على الحركة، والحاجة لغيرهم في التنقل وممارسة أنشطة الحياة داخل السجن.

إضافة إلى خلو سجون الاحتلال من الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأطراف الصناعية لفاقدي الأيدي والأرجل، والنظارات الطبية، ، والمقاعد المتحركة، والفرشات الطبية والمشدّات أو أجهزة خاصة بالأسرى الذين لا يستطيعون السير، "كجهاز الوكر" الذي يساعد على المشي، وكذلك أجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو والتهابات القصبة الهوائية المزمنة

كما يرفض الاحتلال ادخال تلك الأجهزة الطبية عن طريق مؤسسات خاصة أو منظمات حقوقية، كذلك لا يسمح بإدخالها عن طريق الأهالي، كما لا يسمح الاحتلال يتواجد اسرى غير مرضى في مستشفى سجن الرملة لمساعدة الاسرى المعاقين على الحركة وإعداد الطعام وتناول الأدوية والاستحمام وغيرها، كما لا يوفر الاحتلال اطباء نفسيين لمتابعة حالات الأسرى الذين اصيبوا بأمراض نفسية نتيجة ظروف السجن والعزل، وهذا يزيد من معاناة الأسرى المعاقين في السجون.

واعتبر "الأشقر" سياسة الإهمال الطبي المتعمدة سبب في اصابة العديد من الأسرى بإعاقات دائمة أو مؤقتة، حيث أدى تأخر إدارة السجون المعتمد في إجراء بعض العمليات الجراحية لأسرى مرضى إلى بتر أطراف من أجسادهم، كما حدث مع الأسير "ناهض الأقرع" الذي تم بتر قدمه اليسرى نتيجة الالتهابات الشديدة التي عانى منها بعد إهمال علاجه، كذلك الفتى "جلال شراونه" 18 عام من الخليل ، بترت قدمه اليسرى بعد اصابته بالرصاص واهمال علاجه،  كذلك أدى عزل بعض الأسرى لسنوات طويلة بشكل انفرادي، أو تعرضهم للتعذيب الشديد والإرهاق النفسي والعصبي إلى إصابتهم بإعاقات نفسية مستمرة .

وطالب المركز المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، التدخل  والضغط على الاحتلال لإطلاق سراح عشرات الأسرى الذين يعانون من إعاقات مختلفة، حتى يستكملوا عملية تأهيلهم و وعلاجهم في الخارج، قبل أن تتدهور حالتهم النفسية والجسدية أكثر من ذلك.

كما دعا كافة وسائل الإعلام تسليط الضوء على معاناة هذه الفئة من الأسرى، والتي لم تأخذ حقها في التفعيل والنشر.

التعليقات