مركز جنيف الدولي للعدالة: على الأمم المتحدّة تعرية مرتكبي الانتهاكات بالعراق

رام الله - دنيا الوطن
في الوقت الذي يرّحب مركز جنيف الدولي للعدالة بالمناقشة التي جرت في مجلس الامن الدولي صباح يوم الثلاثاء 3/12/2019، بشأن العراق، وما جاء في الايجاز الذي قدّمته السيدة جينين هينيس ـ بلاسخارت، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدّة في العراق خاصّة تأكيداتها على حقّ الشعب العراقي بالتظاهر السلمي وحرّية التعبير، وما اكدّته من الأهمية القصوى لتحقيق المساءلة التامة والعدالة على جميع المستويات، الإّ انّه يدين وبكل قوّة استمرار السلطات العراقيّة وميليشياتها في ارتكاب انتهاكاتٍ خطيرة ضدّ المتظاهرين الذين قالت عنهم السيدة بلاسخارت انّ (الغالبية العظمى من المتظاهرين سلميون بشكل واضح).

فقد جرى في الساعة العاشرة صباح يوم الأحد الموافق 1/12/2019، اختطاف الشابة زهراء علي سلمان نورگه (القره لوسي) وهي في طريقها للتسوّق، وبعد اثني عشر ساعة تقريباً عُثر عليها في العاشرة مساءً مرميّة امام منزلها وعليها علامات تعذيبٍ شديد خاصّة بالآلات الحادّة وصعقٍ بالكهرباء، وبعد نقلها الى المستشفى فارقت الحياة فجر اليوم التالي، الإثنين 2/12/2019. وحسب ما تسلّمه مركز جنيف من شهادات فأن السبب الرئيس وراء الجريمة هو مشاركة اهل الضحيّة في المظاهرات بتقديمهم المساعدات للمتظاهرين.

والضحية، زهراء البالغة من العمر 19 عاماً، هي طالبة في كليّة الآداب في احدى الجامعات بالعاصمة بغداد وكانت تحلم بغدٍ أفضل، مثلها مثل باقي شباب العراق الذين وصفتهم السيدة بلاسخارت في بيانها امام مجلس الامن الدولي، انّهم عبّروا (عن آمالهم الكبيرة في تحقيق غدٍ أفضل، بعيداً عن الفساد والمصالح الحزبية وبعيداً عن التدخلات الأجنبية).

إن اختطاف وتعذيب وقتل الشابّة زهراء لم يكن الجريمة الوحيدة التي اُرتكبت ضدّ الشباب المتظاهرين ومن يتعاطف معهم بل ان كثيرين غيرها لاقوا نفس المصير، بطريقة او أخرى، كما انّ الالاف من العراقيين قد فقدوا حياتهم بهذا الأسلوب على يد الأجهزة الأمنيّة للسلطة واحزابها وميليشياتها منذ عام 2003 ولحد الآن.

ومن هنا، يطالب مركز جنيف الدولي للعدالة، الأمم المتحدّة، وتحديداً ممثلة الأمين العام في العراق ان تكون أكثر وضوحاً في تسميّة الجهات المسؤولة عن الخطف والتعذيب والقتل وتعريتها امام الرأي العام الدولي ضماناً لإيقاف عمليات انتهاك حقّوق العراقيين الأساسيّة وفي مقدّمتها الحقّ في الحياة، وحفّهم في حرّية التعبير والتجمع السلمي.

لقد اكدّ المتظاهرون ان النظام القائم في العراق فاسد برّمته، ومسؤول عن ارتكاب جرائم حربٍ وجرائم ضدّ الإنسانيّة، وبالتالي يجب ان يرسل المجتمع الدولي رسائل واضحة لا تقبل التأويل من ان هذه الجرائم لن تمرّ دون عقاب وقد حان وقت المسائلة عنها جميعاً.

التعليقات