صالح علماني طفل "البركس" الفلسطيني!

صالح علماني طفل "البركس" الفلسطيني!
بقلم:خالد عيسى 

صالح علماني طفل "البركس" الفلسطيني!

و"البركس " هو عبارة عن اسطبلات الخيول للجيش الفرنسي في الثكنة العسكرية التي تم اسكان اللاجئين الفلسطينيين فيها في مخيم الثكنة في حمص الذي اطلق عليه فيما بعد مخيم العائدين ..الذين لم يعودوا ..

تحت صفيح هذا " البركس " عاش جيل من الفلسطينيين في بداية التشرد من أحمد دحبور الى صالح علماني وابو عرب وكثيرون ..

لا أملك من الوعي لكي أصف شكل " البركس " وعيت صوته قبل صورته ، فتحت أذني قبل عيني يبدو على صوت هطول المطر على سقف الصفيح للبركس ذلك الصوت الذي يشبه تهليله أمي لأنام ، لا أنسى صوت هطول المطر على صفيح "البركس " الذي كان يمتزج أحيانا بصوت بابور الكاز في الصباح الماطر في سمفونية اللجوء الأولى ، لم تكن تلك الأعراض وقتها كافية لتشخيص النكبة على طفل مفتوح الأذنين بين صفيح "البركس " وبابور الكاز ، ولا حتى توزيع " الاعاشة " التي كانت تقدمها وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين " الاونروا " لسكان "البركسات " ..

من اسطبل خيل من بقايا ثكنة عسكرية للانتداب الفرنسي في حمص السورية خرج صالح علماني لينقل الى العرب صهيل الفلسطيني المنزوع من ترشيحا في الجليل روائع آداب امريكا اللاتينية ..

صالح علماني من جيل طفولة النكبة التي هرمت في المنافي والأوطان المستعارة ، ومات أمس غريبا في الأندلس الضائعة من تاريخ العرب ..

مات صالح علماني بلغته الأم .. لان الموت والأوطان لا يمكن ترجمتها ..

مات صالح .. وترك لنا ترجمة الحياة من طفولة اسطبلات الخيول لجيل من الفلسطينيين يموتون واحدا تلو الآخر في هذا الصهيل الفلسطيني بين المخيم والجليل ..

وداعا صالح علماني تموت بعيدا عن ترشيحا !

التعليقات