المطران حنا: يجب علينا ان نتضامن مع انفسنا لكي ندافع عن حقنا

المطران حنا: يجب علينا ان نتضامن مع انفسنا لكي ندافع عن حقنا
رام الله - دنيا الوطن
 قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن غالبية دول وشعوب العالم عبرت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني ودعمها لنيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال والعودة واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني ، وذلك سواء في المنظمة الدولية (الامم المتحدة) او عبر الفعاليات في مختلف عواصم العالم ومن الواضح ان الغالبية الساحقة لدول وشعوب العالم تقف الى جانب شعبنا ومطالبه العادلة وتدين استمرار الاحتلال الاسرائيلي وسياساته التوسعية والسؤال الذي يطرح بهذا الشأن هو : متى يتحول هذا التضامن العالمي الى خطوات فعلية تلزم اسرائيل بانهاء احتلالها الغير المشروع وتتيح لشعبنا ممارسة حقوقه الوطنية الثابتة والغير قابلة للمقايضة او المساومة ؟

وأكد ان ما يجب ان يقال هنا اولا ان الذي يعطل الشرعية الدولية والزام اسرائيل بإنهاء احتلالها انما هي الادارة الامريكية وحلفائها وهي حامية اسرائيل في المحافل الدولية وداعمتها بالمال والسلاح للابقاء على تفوقها العسكري بالمنطقة وبالتالي استمرار احتلالها الغير مشروع ، كما ويسهم في اطالة امد الاحتلال هذا النفاق الاوروبي الغربي حيث ان هذه الدول وبالرغم من تأييدها للحقوق المشروعة لشعبنا الا انها لم تجرأ حتى الان على اتخاذ مواقف جادة ازاء اسرائيل بل تواصل مختلف اوجه التعاون معها تجاريا وعلميا وسياسيا الخ ... رغم انه باستطاعتها فرض عقوبات على اسرائيل بسبب انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان وهذا يتناقض مع الموقف الذي تتحفنا به اوروبا بحديثها عن حقوق الانسان ومبادىء الحرية والعدالة .

كما ان بريطانيا ما زالت حتى اليوم تتنصل من مسؤوليتها التاريخية عما لحق من ظلم بحق الشعب الفلسطيني جراء سياساتها الاستعمارية في فلسطين بدءا من وعد بلفور ومرورا بالتعاون مع الحركة الصهيونية ووصولا الى دورها في نكبة شعبنا عام 48 .

كما ولا بد من الحديث عن الخلل الذاتي في الساحة العربية التي تعاني حالة انبطاح وترهل وضعف وخلل وفي الساحة الفلسطينية حيث ان الانقسامات ما زالت مستمرة ومتواصلة وقد اساء هذا الوضع الفلسطيني الداخلي لشعبنا وقضيته ولم يخدم سوى الاحتلال وحلفاءه .

وفي الوقت الذي فيه نطالب العالم بالوقوف الى جانبنا والتضامن معنا فإنه من الاجدر ان نتضامن بالاول مع انفسنا وان ننهي هذه الانقسامات الغير مبررة وان نستعيد وحدتنا المفقودة وهي الدرع الواقي لمسيرة تحررنا واستقلالنا .

وقال هذا ما سيفرض على العالم اجمع الى الاصغاء الى صوت شعبنا ويحرك المجتمع الدولي للتدخل مما يقربنا من تحقيق اهدافنا .

وتابع يؤسفنا حال بعض الدول العربية التي نأت بنفسها عن القضية الفلسطينية مستغلة الانقسام لتبرير تقاعسها عن تحمل مسؤولياتها باعتبار الشعب الفلسطيني جزءا من الامة العربية ولذلك فإننا نقول مجددا بأن الكرة في ساحتنا ونحن من نستطيع بوحدتنا وحكمتنا واستقامتنا على تكثيف الضغوط العربية والعالمية على هذا الاحتلال وذلك اذا ما توحدت الصفوف وغادرنا مربع المصالح الفئوية والحزبية والشخصية .