أوسلو ملتحي وآخر علماني

أوسلو ملتحي وآخر علماني
عماد الاصفر 

أوسلو العلماني جاء مفرفطا جغرافيًا وزمنيًا. 
جغرافيًا؛ مناطق A,B,C وقطاع غزة والقدس للحل النهائي، وجاء متفرقا زمنيًا؛ على عدة محطات، ثم مراحل: مرحلة انتقالية انتهت ونهائية لم تبدأ، وانتهى بفرض امر واقع. 

أوسلو الملتحي الآخذ بالانكشاف محصور جغرافيًا وزمنيًا. 
جغرافيًا بحدود قطاع غزة، حيث يمكن اعتبار هذا القطاع مناطق A، اما اَي تمدد داخل البحر او مشاريع تقام على الحدود فانها ستعامل كمناطق C، وواضح ان الزمن محكوم بالإنجاز؛ هدوء يعني ادخال أموال، وقف صواريخ يعني إقامة مستشفى، تنسيق امني يعني إقامة مناطق صناعية، فاتفاق على استخراج الغاز بشراكة قطرية.

أوسلو العلماني كان ينسق امنيا بشكل خجول، وبات يعترف بهذا التنسيق ويهدد بوقفه. 

اما نظيره الملتحي فاكثر جرأة او وقاحة، واشد إقبالًا على التنسيق وحشدًا له، والستر البرتقالية تشهد على ذلك، كما تشهد عليه اعتقالات مطلقي الصواريخ التي اصبحت لا وطنية. 

أوسلو العلماني كان صاحب طموح وطني واسع، ويسعى -ربما بحسن نية مفرط- نحو دولة، ويجتهد في دعوة الكل الوطني للانخراط فيه رسميًا ومن البوابة، ولكن هذا الكل الوطني فضل الدخول زحفًا من تحت الباب. 

أوسلو الملتحي ضيق الطموح جغرافيًا ووطنيًا، فهو لا يريد اَي شيء خارج قطاع غزة، وفِي يقينه وسياساته الضفة الغربية ليست سوى ساحة خلفية لاثارة القلاقل والتسبب بإحراج الخصوم، ووطنيًا لا يريد أوسلو الملتحي اَي شريك على الإطلاق، فقط يريد استكراد الكل الوطني وتحويله الى شهود ما شافوش حاجة. 

يقيني ان أوسلو العلماني والذي وقع على رؤوس الإشهاد الدوليين من كل حدب وصوب، وعلى كل عيوبه أفضل من أوسلو الملتحي الذي يدار تحت الطاولة في غرفة معتمة. ويقيني ايضا انهما ليسا حلًا ولا طريقًا ، فالحل والطريق لا يُحكم على صوابهما الا بعد تحديد الهدف. 

عندما لا تعرف الى أين انت ذاهب، فكل الطرق تؤدي الى هناك.

التعليقات