الأورومتوسطي يعبر عن قلقه من التحريض المتزايد ضد متظاهري لبنان

رام الله - دنيا الوطن
حثّ المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اليوم الحكومة اللبنانية على اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المتظاهرين السلميين، والتصدي بحزم للهجمات التي تنفّذها مجموعة حزبية بهدف تفريق مظاهراتهم واعتصاماتهم في مناطق متفرقة من البلاد.

وأعرب المرصد الأورومتوسطي -مقرّه جنيف- في بيان صحفي اليوم، عن قلقة البالغ جراء تقاعس قوات الأمن والجيش عن حماية تجمع للمتظاهرين من هجوم عنيف بالحجارة والأدوات الحادة من قبل مجموعات حزبية وسط بيروت، خلال ساعات ليل الأحد-الإثنين.

ووفق متابعة المرصد الحقوقي الدولي، تعرّض المتظاهرون لهجوم منظم من شبّان يتبعون لبعض الأحزاب المعارضة للتظاهرات، إذ كال المهاجمون الشتائم والإهانات اللفظية للمتظاهرين والمتظاهرات، وردّدوا هتافات داعمة لشخصيات سياسية بارزة، في حين ردّ المتظاهرون بإلقاء النشيد الوطني اللبناني وهتافات شعبية أخرى.

واطّلع المرصد الأورومتوسطي على لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تراشق الطرفين بالحجارة وإضرام النيران بدراجة نارية، قبل أن يتدخل أفراد من الجيش اللبناني لتشكيل حاجز يفصل بين طرفي الاشتباك على طريق جسر الرينغ الرئيسي وسط العاصمة بيروت.

وذكر المرصد الحقوقي الدولي أنّ المجموعات المهاجمة لم تكتفِ بذلك الهجوم، بل توجهت إلى وسط بيروت، وهدمت عشرات الخيم في ساحتي الشهداء ورياض الصلح اللتان اكتسبا رمزية كبيرة منذ اندلاع الاحتجاجات يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وعملت على تكسير سيارات وممتلكات خاصة في شوارع محيطة لجسر الرينغ.

وأشار إلى أن الدفاع المدني اللبناني قدّم إسعافات أولية لخمسة أفراد عانوا من "إصابات مختلفة" وفق ما كتب على حسابه على موقع (توتير).

وقطع مئات المتظاهرين في مناطق عدة الطرقات الرئيسية استباقًا لإضراب عام دعوا إليه اليوم الاثنين، احتجاجًا على عدم تحديد الرئيس اللبناني ميشال عون موعدًا للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس مكلف تشكيل حكومة جديدة، بعدما قدم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته تحت ضغط الشارع يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكانت القوى الأمنية اللبنانية أوقفت مساء يوم السبت الماضي خمسة شبان، بينهم ثلاثة قاصرين، لإزالتهم لافتة للحزب الذي يتزعمه رئيس الجمهورية شرق بيروت، قبل أن تعود وتفرج عنهم لاحقاً وفق محامين، إثر موجة انتقادات غاضبة.

وقال مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأورومتوسطي أنس جرجاوي: إن "هذه ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها مجموعات حزبية المتظاهرين الذين يطالبون برحيل الطبقة السياسية مجتمعة ومحاسبة المسؤولين واسترداد الأموال المنهوبة منهم، وإلغاء المحاصصة الطائفية". 
وأضاف جرجاوي أنه ينبغي على قوى الأمن والجيش العمل على حماية المحتجين، وعدم السماح بتعرّضهم لهجمات المجموعات الحزبية، وإطلاق سراح المحتجزين منهم ما لم يدانوا بارتكاب أيّة مخالفات.   

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ أي اعتداء على المحتجين من قبل المجموعات الحزبية وبتقاعس من قوى الأمن أو الأفراد يعد خرقًا واضحًا للدستور اللبناني والتزامات لبنان الدولية خاصة المادة 21 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي صدق عليه لبنان في عام 1972.

وشّدد على أن مبادئ الأمم المتحدة الأساسية بشأن استخدام القوة والأسلحة النارية (المبادئ الأساسية) تنص على أنه لا يجوز لموظفي إنفاذ القانون استخدام القوة إلا إذا كانت الوسائل الأخرى غير فعالة أو لم يتضح أنها ستحقق النتيجة المنشودة.

التعليقات