عندما تغني غزة

عندما تغني غزة
عماد الاصفر 

ابناء جيلي لا يتذكرون غزة ولا يذكرونها الا متبوعة بعبارة "يا مكوفلة بالنار"، ومن المؤسف ان يضيع اسم صاحب الامتياز لهذا الوصف من اذهان شبابنا، رغم انه افنى زهرة شبابه وكهولته وهو يكتب تاريخ فلسطين وثورتها بالاشعار التي تحولت الى اناشيد ثورية، وذاكرة غنائية للقضية.

رحل صلاح الدين الحسيني (ابو الصادق) عن عالمنا عام 2011 عن 76 عاما، لخصها في لقاء مع زعل ابو رقطي ضمن برنامج بتوقيت القدس، ولقاء آخر مع ناديا كنعان ضمن برنامج مبدعون على تلفزيون فلسطين، لخصها بمشهد الفلايك (القوارب الصغيرة) تلقي باللاجئين المساكين على شاطئ غزة بعد النكبة،....... وبانضمامه للعاصفة عام 67 ، وبقرار ابو الهول (هايل عبد الحميد) نقله الى الاذاعة من اجل تأليف الاناشيد الثورية، وبجلساته مع الملحن الراحل مهدي سردانة في ستوديو الاذاعة التي يرأسها الراحل فؤاد ياسين لانتاج عشرات الاناشيد التي ما زلنا نرددها، ونشتاق لايامها.

(بأسم الله باسم الفتح باسم الثورة الشعبية / باسم الدم باسم الجرح اللي بينزف حرية) ، بهذا النشيد كانت البداية، ولكنها بداية ازعجت الختيار فهو يريد اغاني للجميع وليس لفتح وحدها، وتتالت الاشعار والاناشيد;

(طل سلاحي من جراحي، يا ثورتنا طل سلاحي/ ولا يمكن قوة في الدنيا تنزع من ايدي سلاحي)

(فوق التل تحت التل / إسأل عنا الريح تندل / إسأل عنا جبل النار / إسأل إسأل في الاغوار)

(المد المد يا ثورتنا الشعبية / ما يقدر حد يوقف زحف الفدائية)

(حين يصيح البروقي ما في عوقي / كلاشينكوف يسابقني يطير من شوقي)

(جابوا الشهيد .. جابوه / جابوا العريس .. جابوه / بعلم الثورة .. لفوه / يا فرحة إمه وأبوه)

(وحدنا الدم يا كرامة / وحدنا الدم وحدنا الدم / والشمل التم يا كرامة / والشمل التم الشمل التم)

(ما بنتحول ما بنتحول يا وطني المحتل / هذي طريقنا واخترناها وعرة ونتحمل)

(يا شعبي كبرت ثورتي / كبرت واحنا ثوارها / في قريتي ومدينتي / من نهرها لبحرها / يا شعبنا يا ربعنا إتنظموا يا أهلنا)

(جر المدفع فدائي / لا تستنى سيارة / جرت علينا صهيون / اكثر من ميت طيارة)

(مدي يا ثورتنا مدي استمري ومدي / من نار سلاحي يا بلادي وهذا هو ردي / مدي فإيدي كلاشنكوف / مدي فإيدي ديكتريوف)

(وعهدَ الله ما نِرْحلْ / نْجوعْ نموتْ وما نِرْحلْ / واحْنا قطعه من هالأرضْ / وعُمرِ الأرضِ ما تِرْحل)

(غزة يا غزتنا ...... يا مكوفلة بالنار / غزة يا غزتنا ..... يا سواعد الإصرار
غزة في عز الطوق ..... فدائية .... فدائية / وبنادق الثوار ..... بتشتي حرية
غزة يا زخة نار ..... يا عبوة في كل دار / غزة يا بارودة معمرة بالشعب بالثوار)

وكثير كثير غيرها من القصائد التي لم تنسب له ولا لغيره لانها كتبت بشكل جماعي في ستوديو اذاعة العاصفة، وهي تجربة يشهد عليها ويحدث فصولها نبيل عمرو في كتابه اذاعة العاصفة.

وكل ذلك فضلا عن العديد من الدواوين والمسرحيات والقصائد المسجلة بصوته والتي كنا نتداولها على اشرطة ونسمعها سرا، ومنها ملحمته الشعرية عن النضال الفلسطيني منذ الانتداب، والمعنونة ظريف الطول والموجودة في تسجيل قديم ضمن الرابط في التعليق الاول.

ورغم مرور 6 سنوات على رحيله، فان حالنا اليوم حاضر في اشعاره ومنها اقتطف :

شعبي كله ميه الميه / ما يهمه أبدا أي فصيل
و بحريه ديموقراطيه / من غير تفاصيل ..
مع أي تشكيل ../ لحكومة وحده وطنيه..
مبنيه على إنكار الذات.. / أو راح نلجأ للإنتخابات
ونعود للأمثال والحكايات / و الثعلب فات وف ديله سبعه من اللفات..
بعد التحليل ما عنا بديل.. / و إنسوا التعليل إنسوا التبرير
و الضغط العالي و الواطي / و حبوب الدوخه والتخدير
مالك سرحان يا عمِ خليل ؟ / عنا خيارين .. قول بِصراحه
إنت بتحب لخيار طازه / أو بتحبه بعد التخليل؟؟

ومن قصيدة اخرى :

مَوضوعِ المَشروعِ الوَطنيّ / مطلبْ كلِّ النَّاس ناطــْرينُه
إيدْ بـِتْقاوِم .. وِ إيدْ بْتــِبني / مشروعْ وِ المطلوبْ تَدشِينُه
يِرحلْ يومْ نِسْتــَنَّى لــَبُكْرَه / نــِلْقى الحالَه..مكانكْ سِرّ..
نِمْشي خَطوَه نِرجعْ عــَشَره / وينْ الحكمه..و إيشْ السِّر؟
(...)
آه لوْ مَرّه انصَفّي النــِيّه / منْ غيرْ عَصبيَّه وأحقادْ
و انمهَّدْ دربِ الحُريَّه / للأبناءْ ولِلأحفادْ

التعليقات