كشف كيف تمت التهدئة خلال التصعيد الأخير.. المدلل: الجولات المقبلة ليست ببعيدة

كشف كيف تمت التهدئة خلال التصعيد الأخير.. المدلل: الجولات المقبلة ليست ببعيدة
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
أكد أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، يعلن الحرب على القرارات الدولية، وذلك بعد تصريحاته الاخيرة بشأن الاستيطان عندما اعتبرها انها لا تخالف القانون، كما يعلن الحرب على الاتفاقيات التي كانت امريكا شاهدة عليها وهي حل الدولتين الذي دمرته، بالاضافة الى الحرب على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

وقال المدلل لـ"دنيا الوطن": "بومبيو يؤكد أن امريكا مشاركة مع الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، وتصريحاته تعطي الضوء الاخضر لنتنياهو لارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، وبالتالي هو يحاول ان ينقذ نتنياهو من سقطاته السياسية ووضعه الحالي".

وبين أن نتنياهو يعيش اليوم في حالة هستيرية، لأنه لم يستطع تشكيل الحكومة الاسرائيلية، كما أن الاحتلال يعيش في حالة ارباك امني ووجودي، وبالتالي لم يأت هذا القرار الامريكي من فراغ وانما مساندا للوضع المأساوي الذي يعيشه نتنياهو، مؤكدا أن هذه التصريحات لن تغير من الواقع شيء.

وفي السياق، أشار القيادي في الجهاد الاسلامي، أن تصريحات بومبيو تعطي الضوء الاخضر للمستوطنين لأن يزيدوا العربدة في الضفة الغربية، فهم يرتكبون الجرائم امام مرأى ومشهد السلطات الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية، منوها في الوقت ذاته إلى أن العالم يشهد بأن هذه الجرائم ضد الفلاحين الفلسطينيين والمنشآت الفلسطينية.

وقال: "إن الذي يستطيع أن يقف وبقوة، يواجه تصريحات بومبيو، هو الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، فعلى السلطة الفلسطينية ان تعلن انسلاخها من اتفاقية اوسلو ووقف التنسيق الامني واطلاق يد المقاومة، وأن يشعل الشعب الفلسطيني بالضفة الارض تحت المستوطنين، لأن لا أمريكا ولا غيرها، تستطيع أن تحمي المستوطنين".

وفيما يتعلق بعملية اغتيال القيادي في سرايا القدس بهاء أبو العطا، واندلاع الجولة العسكرية الاخيرة على قطاع غزة، أكد المدلل، أن نتنياهو تجاوز كل الحدود باغتياله أبو العطا، واعتقد ان حركة الجهاد الاسلامي ستضعف وتتراجع، لكن كان ردها أكد أن سرايا القدس على جهوزية كاملة للرد على أي عدوان او اغتيال يرتكبه الاحتلال ضد المجاهدين، وهذا ما اكدته السرايا على ارض الميدان خلال الـ48 ساعة.

وقال المدلل: "كانت صواريخ سرايا القدس تمطر سماء أرضنا في 48 وجعلت الاحتلال يعيش هاجسا وجوديا، وكيف تحولت مناطق 48 إلى مدن أشباح، وثلثي الاحتلال أصبحوا في الملاجئ، وتعطلت الحياة الاقتصادية تماما، بالاضافة الى أنه خسر 700 مليون دولار الى جانب ما خسره الاحتلال من قبته الحديدية، والصواريخ التي قتل بها المدنيين والاطفال ودمر المباني في غزة".

وأضاف: "نتنياهو اعتقد انه أنقذ نفسه سياسيا، لكنه وجد نفسه أنه وقع في ورطة، حيث أنه هو الذي استجدى اتفاق وقف إطلاق النار بعد ساعات، وطالب أطرافاً عديدة لوقف اطلاق النار".

وتابع المدلل بقوله: "الوسطاء تدخلوا، وأرادوا أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، ونحن قلنا لهم لن نكون ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، لأن دماءنا لم تجف بعد، وان الاحتلال يجب أن يلقن درسا من المقاومة، وبالفعل استمرت صواريخ المقاومة، حيث أن الاخوة المصريين كانوا حريصين على الدم الفلسطيني، لذلك طالبونا لأكثر من مرة أن نوافق على وقف اطلاق النار".

وأوضح أنه بعد ثلاثة أيام من ضرب الصواريخ بهذا الكم الذي أعجز الاحتلال، وجدت الجهاد أنها لا تريد مزيدا من التضحيات لدى ابناء الشعب الفلسطيني، منوها في الوقت ذاته إلى أن هذه الجولة هي ضمن جولات عديدة مع الاحتلال الاسرائيلي، وأنها مبدئية لضرب الاحتلال، ليفهم الدرس جيدا، مؤكدا أن الجولات المقبلة ليست ببعيدة، فالمعركة مفتوحة مع الاحتلال.

وحول عدم مشاركة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في الجولة الاخيرة، علق المدلل بقوله: "الغرفة المشتركة قائمة، وهناك توافق لدى فصائل المقاومة، بالرد على أي جريمة يرتكبها الاحتلال، وما قامت به الجهاد الاسلامي كان ضمن توافق فصائل المقاومة".

وأضاف: "الجهاد هي التي كان لها الدور الاكثر، لكن لا يمكن ان نبخس الآخرين حقهم، فكل الالوية كانت حاضرة في ميدان المعركة".

وفيما يتعلق بالانتخابات الفلسطينية، أكد المدلل، أن حركته لا تعتبر الانتخابات هي المدخل الحقيقي لتحقيق الوحدة الفلسطينية، ولكن هناك امور يجب أخذها بعين الاعتبار، منوها إلى أنه يجب أن يسبق الانتخابات حوار وطني شامل؛ لتهيئة الاجواء واعادة الثقة إلى الفرقاء، وتهيئة الارضية لاجراء انتخابات شاملة، لاعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني من خلال انتخابات المجلس الوطني الذي ستكون الجهاد جزءاً منه، وإعادة ترتيب مؤسسات منظمة لتحرير الفلسطينية.

وأكد أن حركة الجهاد الإسلامي لن تعرقل اي اتفاق فلسطيني، مشيرا إلى أن الحركة لن تكون جزءاً من اي انتخابات تشريعية او رئاسية، مطالبا بالبدء بانتخابات المجلس الوطني؛ لإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني.

وحول ملف المصالحة الفلسطينية، اعتبر المدلل، أن المصالحة خيار استراتيجي للشعب الفلسطيني، لافتا إلى أنه لا يمكن مواجهة المؤامرات على القضية الفلسطينية والممارسات الاجرامية التي يمارسها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وارضه ومقدساته، الا بالمصالحة.

وأكد أنه في هذه اللحظة ليس هناك حديث او خطوات لتحقيق المصالحة، منوها إلى أن الفصائل الثمانية قدمت رؤية للمصالحة الى حركة فتح وحماس؛ تبدأ بحوار وطني شامل، ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية تهيئ الاجواء لانتخابات شاملة تشريعية ورئاسية ومجلس وطني، ثم ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية.

وقال: "لهذه الرؤية وجود وحضور للواقع السياسي الفلسطيني، ولكن للاسف الشديد عندما قدمنا الرؤيا للاخ احمد حلس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ولكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قفز باتجاه حديثه عن الانتخابات، وقد انشغلنا في موضوع الانتخابات واخذت حيزا كبيرا من العمل الوطني الفلسطيني".

التعليقات