جامعة الأقصى تعقد ندوة حول التنمر الالكتروني

جامعة الأقصى تعقد ندوة حول التنمر الالكتروني
رام الله - دنيا الوطن
الاهانة والتحقير والمضايقات والتهميش والعزلة والإقصاء والتهديد والابتزاز والخداع وصولاً إلى انتحال الشخصية والتشهير وإفشاء الخصوصية طرق عديدة للتنمر الإلكتروني، اظهرتها الندوة التي نظمها قسم العلاقات العامة بكلية الاعلام جامعة الاقصى.

واستعرض د. أحمد حماد رئيس قسم العلاقات العامة بكلية الاعلام ، خلال الندوة التي تحدث بها الاستاذ الدكتور عبد الفتاح الهمص استاذ الصحة النفسية في الجامعة الاسلامية بغزة ، ظاهرة التنمر الإلكتروني وسوء استخدام التكنولوجيا في المجتمع الفلسطيني بكل جوانبها واستهدفت طلاب كلية الاعلام. وبين استاذ الاعلام في جامعة الاقصى أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت سلاحًا ذا حَدَّين، حيث إن الفارق بين إيجابية التكنولوجيا وسلبياتها في العصر الحديث، يتوقف على مدى استخدام الفرد لها، فإذا استخدمها الفرد كنوع من المعرفة، ومسايرة الواقع، ومعرفة ما يدور خارج النطاق الذي يعيش فيه بالشكل الإيجابي، واذا لم يستخدمه بالشكل الصحيح، يصبح سلبيًّا؛ بحيث يستخدمه في غير موضعه، كتضييع الوقت، أو ما شابه، أو أصبح إدمانًا لدى هذا الشخص، لا يستطيع الإقلاع عنه كإدمان المواد المخدرة، التي تنعكس على الشخص بانعكاسات سلبية، وتنشئ اضطرابات في السلوك الإنساني.

واعتبر د. حماد التنمر شكل من أشكال العنف والإيذاء والإساءة التي تكون موجهة من فرد أو مجموعة من الأفراد بحيث يكون التنمر عن طريق التحرش أو الاعتداء اللفظي أو البدني أو غيرها من الأساليب العنيفة، ويتبع الأشخاص المتنمرون سياسة الترهيب والتخويف والتهديد، إضافة إلى الاستهزاء والتقليل من شأن الشخص.

وتناول د. الهمص تعريف التنمر العادي والفرق بينه وبين التنمر الإلكتروني وكيف يتأثر مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ببعض السلوكيات السلبية والانتقادات الحادة التي قد يتعرضوا لها من الآخرين عبر السوشيال ميديا وكيف يتم مواجهة ذلك والتغلب عليه.

واظهر د.الهمص دور واهمية التكنولوجيا من اتصالات وانترنت في حياتنا اليومية ومدى تأثيرها بالتالي على الحياة الأسرية، وان هذا ليس بالشيء الغريب، انما الغريب والمثير للجدل هو طرق التعامل مع هذه التكنولوجيا وكيفية تأثيرها على حياتنا وحياة ابناءنا، وذكر ان معرفة الاهل بالتكنولوجيا الحديثة تعمل على زيادة ثقافتهم ومعرفتهم بالادوات التي يستخدمها ابناءهم وتقريبهم منهم مما يساعد الاهل في توجيههم، فالمعرفة طريقنا للوعي والتعلم والتطور، وشدد على أهمية مشاركة الآباء لابنائهم في بعض اوقات استخدامهم لهذه التكنولوجيا ومناقشتهم بها، مما يقرب بين افراد العائلة ويزيد من ثقتهم وترابطهم ووعيهم وبالتالي استخدامهم لهذه التكنولوجيا بالشكل الايجابي.

كما شرح د. الهمص أنواع التنمر ونقاط القوة التي يستند عليها المتنمر والتحديات التي تواجه ضحية التنمر الإلكتروني، وأكد أن اللايكات وإعادة الشير وتأييد الأراء السلبية تجاه شخص معين واللامبالاة كلها تعد من مظاهر مساندة التنمر الإلكتروني والتي يجب الإنتباه لها حتي لا نساعد الشخص المتنمر في تحقيق ما يصبو إليه.

وأشار الهمص إلى أن التنمر ينجم عن عوامل عدة، مثل الاضطرابات النفسية، أو التعرض للعنف الأسري، والإهمال العاطفي من قبل الوالدين، ولا يمكن تجاهل إساءة استخدام التكنولوجيا الرقمية من قبل الأطفال والمراهقين، التي أفرزت ما يعرف بـ«التنمر الإلكتروني»، وهو من الأنواع الشائعة جداً.

وحذر الهمص من محاولات الاحتلال الإسرائيلي للتواصل مع المواطنين الفلسطينيين ، لدافع استخباراتي ومعرفة نقاط الضعف والقوة لديهم، ومعرفة إمكانيات التواصل مع الأشخاص للحصول على معلومات أمنية عن الحياة الفلسطينية غير المعروفة لدى الاحتلال بأسماء مؤسسات تنموية.

وقد قدم استاذ الصحة النفسية بعض النصائح والتوصيات للشباب والشابات  من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي كي يتسنى لهم حماية حساباتهم الشخصية بشكل جيد منها: تفعيل خاصية قفل الشاشة وعمل باسوورد قوي من حروف وأرقام ورموز ويفضل عمل كلمة سر مختلفة لكل حساب بالإضافة إلي عدم الدخول علي روابط مجهولة، والتأكد من هوية الأشخاص الذين يتم التواصل معهم واحترام الغير وتقبلهم وعدم مشاركة المعلومات الشخصية مع أي فرد.

وابدى الحضور اهتمام كبير ورغبة في مزيد  من اللقاءات لبحث هذا الموضوع ومواضيع اخرى تم التطرق اليها خلال اللقاء تتعلق بالصحة النفسية للأسرة واستخدامات التكنولوجيا.