دعوة لإنشاء مركز وطني لتطوير قطاع الزيتون لمواجهة التحديات ولتطوير منظومة الاستشعار

دعوة لإنشاء مركز وطني لتطوير قطاع الزيتون لمواجهة التحديات ولتطوير منظومة الاستشعار
رام الله - دنيا الوطن
أوصى المشاركون في المؤتمر الدولي الرابع للزيتون في فلسطين، المنعقد في جامعة فلسطين التقنية خضوري، بالعمل على إنشاء مركز وطني متخصص لتطوير قطاع الزيتون بهدف تحديث الاستراتيجية الوطنية في هذا القطاع، ومواجهة التحديات والمشاكل المستجدة في هذا القطاع، وتطوير منظومة استشعار مبكر للآفات التي تهدد قطاع الزيتون  وحملة وطنية لمكافحتها.

وأكد المشاركون على ضرورة الاستغلال الأمثل لمخلفات معاصر الزيتون الصلبة، بهدف المساهمة في تقليل الآثار السلبية لها، وإعادة استخدامها بطريقة زراعية فاعلة، وزيادة أرباح المزارع الفلسطيني من خلال ادخال بعض الممارسات الزراعية وأكبر عدد ممكن من أصناف الزيتون، التي تؤدي إلى تحسين جودة الزيت وزيادة كمية الإنتاج/ بالإضافة إلى العمل على زيادة المساحة المزروعة والتوزسع في الانتاح في مجال زيتون المائدة، واتخاذ الإجراءات والتدابير الملائمة للتعامل مع التغير المناخي، وتوفير قاعدة بيانات دقيقة ومحدثة حول المساحة الزراعية والإنتاج والاستهلاك.

جاء ذلك في البيان الختامي لفعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الدولي الرابع للزيتون في فلسطين، الذي تنظمه الجامعة بالشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الزراعة الفلسطينية، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وبالتعاون مع أكاديمية فلسطين للعلوم والتكنولوجيا، ومؤسسة أوكسفام، والإغاثة الزراعية، واتحاد لجان العمل الزراعي، وبرنامج المساعدة الأسترالي، وشركة جذور الزراعية، شركة الأرض للمنتوجات الزراعية الفلسطينية.

المشاركات الدولية والمحلية

وضم المؤتمر عدداً من المشاركات الدولية والمحلية المهمة كان منها مشاركة فارس الجابي من المركز الفلسطيني للبحوث والتنمية الزراعية ود. باسل النتشة من قسم البيئة والزراعة المستدامة في جامعة خضورين التي أكدت على أهمية الزيتون ودوره في القطاعين الزراعي والاقتصادي، مستعرضة بالأرقام والاحصائيات ججم الإنتاج من الزيتون ومنتجاته، ومعدلات الاستهلاك والتصدير، وقطاع التصنيع من حيث المعاصر والمصانع المتعلقة بالزيتون ومنتجاته، بالإضافة الى التطرق الى أهم التحديات التي يواجهها القطاع والتغيرات التي طرأت عليه.

بدوره تطرق الخبير اليوناني كوستاس تشارتزولاكيس من خلال ورقته البحثية "نمو الزيتون في العالم: الواقع الحالي والتطلعات المستقبلية" توجه دول العالم الى مضاعفة زراعة الزيتون رغم التغيرات المناخية وان وجدت في بعض الدول وذلك لتغطية وسد الحاجة العالمية لمنتجات الزيتون فعملت هذه الدول على تعزيز مشاريع طموحة لسد النقص في دول مثل الجزائر والمغرب وكرواتيا والبانيا واستراليا وغيرها فيما عملت دول اخرى لمضاعفة حصتها في الاسواق العالمية مثل اسبانيا وتركيا ومصر وتونس وغيرها الامر الذي يساهم في التنمية الاقتصادية العالمية ويؤثر ايجاباً على البيئة والغابات والحماية من انجرافات التربة وغيرها بالاضافة الى الدور الاجتماعي الهام خاصة في المناطق المهمشة والجبلية.

فيما عرض الباحث الزراعي التركي مجاهد اوزكايا ورقته العلمية " أهمية المادة الوراثية في الزيتون للزراعة والاقتصاد والصحة" مستعرضاً تاريخ زراعة الزيتون والذي ينسب للشعوب السامية الممتدة اصلها لبلاد ما بين النهرين والشمال الغربي لقارة آسيا في زمن يعود الى حوالي 3000 سنة قبل الميلاد وتحدث عن خصائص شجرة الزيتون والتي يمكن زراعتها في العديد من انواع الاتربة وتقبل ملوحة المياه كما أوضح اوزكايا ان هذه الخصائص الوراثية والتي تحتوي على مادة البوليفينول الكيميائية تلعب دوراً مهما في النمو والانتاج الزراعي كونها تشكل دفاعاً فعالاً ضد الظروف الصعبة الحيوية وغير الحيوية وتساهم ايضاً في اثراء الخصائص الغذائية لثمار الزيتون والاوراق والحبوب ولون ومذاق زيت الزيتون.

 

الجلسات العلمية

وتضمن اليوم الثاني عدداً من الجلسات العلمية، ناقشت الأولى منها مواصفات ونوعية زيت الزيتون المحلي والعالمي، من خلال جلستين حواريتين ترأس د. يحيى استيتة الجلسة الاولى الاول التي ركزت على موضوع أهمية المادة الوراثية لزراعة الزيتون والاقتصاد والصحة، وآثار الترشيح على الجودة الكيميائية والميكروبية لزيت الزيتون البكر، وآثار تقلب درجات الحرارة على جودة أكسدة زيت الزيتون البكر وطول عمره الافتراضي، وجودة زيت الزيتون باستخدام مقياس الألوان بالاضافة الى موضوع تطوير سلسلة قيمة زيتون منخفض الكربون في فلسطين.

فيما ترأس د. نواف ابو خلف نقاش المرحلة الثانية والتي شملت مواضيع تتعلق بالتأثير المدمر لجدار الفصل في الضفة الغربية وتدهور وعزل الأراضي وتوسيع المستوطنات، والتوصيف الرئيسي للأصناف الرئيسية للزيتون وزيت الزيتون الفلسطيني، وتأثير انبعاثات المحاجر على تشريح الأوراق لأصناف الزيتون المزروعة في فلسطين، ومؤشر النضوج التكنولوجي لفواكه زيت الزيتون، وتقييم أداء مختلف أصناف الزيتون في شمال فلسطين.

وتناولت الجلسة الثانية للمؤتمر والتي ترأسها د. سائد خياط محور معالجة وادارة مخلفات الزيتون الصلبة والسائلة شارك من خلالها الباحثون مواضيع متنوعة عن آليات التخلص من الزيبار الذي تخلفه معاصر الزيتون والذي يتسرب الى التربة في ظروف مختلفة ، وإمكانيات استخدام بوماس الزيتون كوسيلة النمو بلا تربة لزراعة المحاصيل داخل البيوت الدفيئة، و سياسة استخدام منتج زبدة الزيتون في فلسطين، واستخدام المنتجات الزراعية والصناعية والزيتون في تغذية الحيوانات، وموضوع ثبات مادة MCPA في تربة البحر الأبيض المتوسط الثلاثة المعدلة بزيبار وسماد الزيتون حديث الصنع، بالاضافة الى واقع إدارة النفايات الصلبة والسائلة لمشتقات الزيتون في فلسطين.

وتخللت الجلسة الثالثة والذي ترأسها د. رائد الكوني محور "دور الابحاث التكنولوجيا الحيوية في تحسين قطاع الزيتون" والذي رُكز من خلالها على موضوع المعالجة البيولوجية لمادة الزيبار في معاضر الزيتون، والتباين الوراثي بين عزلات Spilocaea Oleagina في مناطق مختلفة في فلسطين، والتحلل الضوئي المستمر لتدفق ملوثات زيبار الزيتون بالضوء الشمسي باستخدام الجسيمات النانوية المدعومة من ZnO، ومواد القيمة المضافة من السليلوز المستخرجة من الجفت، والتأثير الكلوي للمستخلصات القطبية التونسية لأوراق الزيتون التونسية ضد السمية الكلوية بالسيسبلاتين في الفئران، بالاضافة الى تطوير المبيدات الحيوية الطبيعية المنتجة من مستخلصات أوراق الزيتون ضد العامل المسبب لمرض العفن الرمادي Botrytis cinereal.

وفي نهاية المؤتمر تم تكريم المشاركين وأعضاء اللجنتين العلمية والتحضيرية والمتحدثين الرئيسين الدوليين والمحليين، والشركاء في دعم المؤتمر وتنظيمه.