صحيفة إسرائيلية تكشف كواليس الإعلان الأمريكي بشأن المستوطنات بالضفة

صحيفة إسرائيلية تكشف كواليس الإعلان الأمريكي بشأن المستوطنات بالضفة
صورة أرشيفية
رام الله - دنيا الوطن
كشفت صحيفة (يسرائيل هيوم) الإسرائيلية، كواليس الإعلان الأمريكي، بشأن قانونية الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، والذي صدر عن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

وقالت الصحيفة: "عمل عدد غير قليل من الشخصيات والناشطين اليمينيين من وراء الكواليس؛ لتحقيق التغيير المهم في السياسة الأمريكية بشأن وضع الاستيطان، ومع ذلك، فإن المسؤولين عن هذا التحول الكبير هم سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي بادر إلى هذه العملية، ووزير الخارجية مايك بومبيو، الذي أصدر تعليماته لوزارة الخارجية للقيام بالعمل الأساسي، وبالطبع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان شريكا في السر منذ البداية، ورحب بهذه الخطوة".

وأضافت الصحيفة: "بدأ الأمر في نهاية فترة أوباما، وفي حينه، عرّف وزير الخارجية آنذاك، جون كيري، المستوطنات في (يهودا والسامرة) بأنها مخالفة للقانون الدولي، وفاجأ موقفه في حينه من كان السفير الموعود في إسرائيل، ديفيد فريدمان، الذين صدمه هذا الادعاء".

وأكملت: "بدأ فريدمان، وهو محام موهوب بنفسه، في فحص الأمر ووجد أن موقف كيري استند إلى "وثيقة هانسل" الصادرة عن إدارة كارتر عام 1978، والتي أكدت وجود تناقض بين القانون الدولي ومشروع الاستيطان، وإلى جانب استعداداته لتولي المنصب، بدأ فريدمان في عام 2017 في البحث عن محامين لتقديم موقف مختلف".

واستطردت: "ومن بين أمور أخرى، وجد رأيًا كتبه محامٍ أمريكي آخر، يوجين روستوف، والذي حدد مباشرةً بعد حرب الأيام الستة بأن "اليهود الذين يستوطنون في تل أبيب يتمتعون بنفس الحقوق القانونية للاستيطان في الأراضي التي احتلتها إسرائيل خلال حرب الأيام الستة".

وأشارت الصحيفة، إلى انه تم تعيين فريدمان سفيراً في منتصف عام 2017، لكنه قرر التركيز في المرحلة الأولى على الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة إسرائيلية ونقل السفارة إليها- وهما خطوتان تاريخيتان حدثتا خلال السنة الأولى من ولايته. أما بالنسبة لـ "يهودا والسامرة" والاستيطان، فقد سعى فريدمان إلى تغيير جذري في السياسة الأمريكية.

وأضافت: "لذلك قرر عدم الاكتفاء ببيان سياسي يصدر عن الرئيس ترامب، على الرغم من أن مثل هذا البيان كان ذا مغزى كبير، وبدلاً من ذلك، سعى لتحقيق التغيير بقيادة المستوى الاحترافي في الدولة".

واستدركت: "لكنه في ذلك الوقت، كان ريكس تيلرسون يشغل منصب وزير خارجية ترامب، وكان فريدمان يعلم أن تيلرسون لن يتعاون معه، ولذلك، لم يبدأ العمل إلا في ربيع عام 2018، بعد تعيين مايك بومبيو وزيرًا للخارجية، وأمر بومبيو الفريق القانوني في وزارة الخارجية بإعادة النظر في الوضع القانوني للمستوطنات، واستمرت العملية 14 شهرًا، وشملت فحصًا دقيقًا للخلفية التاريخية والقانونية".

وقالت الصحيفة: "كان المحفز الأخير هو قرار المحكمة الأوروبية وسم المنتجات الإسرائيلية المصنعة خارج الخط الأخضر. فقد سعى مدراء مصنع نبيذ (بساجوت)، الذي صدر القرار الأوروبي بشأنه، إلى الحصول على رد معارض من الإدارة، وبالتوازي مع العملية التي جرت داخل الأروقة، كانت هناك هيئات غير حكومية تعمل على تنظيم الاستيطان".

وقالت: "من بين هذه الجهات، كانت سوزي ديم، المتحدثة باسم مقرات المدن، والتي تواصلت مع الإدارة بواسطة تسوفيا ناهون، صاحبة مكتب لإدارة العلاقات الدولية، وفي الوقت نفسه، عمل قادة من الإنجيليين، مثل الدكتور مايك إيفانز، على تغيير النهج".

وقال إيفانز للصحيفة: إن القرار الجديد يجب أن يلهم القادة الإسرائيليين، ويجعلهم يدركون أنه يجب عليهم استغلال السنة المتبقية للرئيس ترامب في البيت الأبيض، هذا القرار هو علامة على شيء أكبر قادم، وهو اعتراف الرئيس بالضفة الغربية.

وأضاف إيفانز: "لا يمكنني التحدث نيابة عن الرئيس، لكنني أعتقد أنه يبعث برسالة إلى قادة إسرائيل بأنه يتعين عليهم وضع الأنا جانباً، وأن يفهموا حجم الفرصة التي تنتظرهم، سيكون من الجنون تفويتها، يجب وضع الكبرياء جانباً، والتوحد معًا لأخذ ما يريد هذا الرئيس تقديمه".

التعليقات