"سياحة الشارقة" تستعرض آفاق تعزيز دور السياحة المستدامة في دعم الأعمال

"سياحة الشارقة" تستعرض آفاق تعزيز دور السياحة المستدامة في دعم الأعمال
رام الله - دنيا الوطن
تحت رعاية كريمة من الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد ونائب حاكم الشارقة رئيس المجلس التنفيذي لحكومة الشارقة،، استضافت "هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة" اليوم (الإثنين 18 نوفمبر 2019) فعاليات الدورة السادسة من "منتدى الضيافة بالشارقة" بحضور نخبة من الخبراء والرواد المحليين والعالميين لاستشراف آفاق جديدة لإعادة صياغة مستقبل القطاع السياحي من منظور الاستدامة. 

ويندرج الحدث، الذي أقيم في "مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات" تحت شعار "السياحة المستدامة محور لدعم الأعمال"، في إطار الجهود المستمرة لترجمة رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة في دفع مسيرة تطوير البنية التحتية والمرافق في قطاع السياحة المحلية، الذي  أصبح اليوم من أكثر القطاعات جذباً لرواد الأعمال والمستثمرين عالمياً.

وجاء تنظيم المنتدى في وقتٍ هام تشهد فيه الشارقة نمواً متسارعاً في قطاعات اقتصادية متعددة، وفي مقدّمتها قطاع السياحة والضيافة الذي يبرز كأحد روافد النمو والتنويع الاقتصادي، مدفوعاً بالتطور اللافت على صعيد تطوير البنية التحتية التي تستقطب حالياً آلاف المستثمرين والشركاء ورجال الأعمال والمهتمين، في ظل الجهود المستمرة من حكومة الشارقة لتحقيق "رؤية الشارقة السياحية 2021" الهادفة إلى زيادة التدفقات السياحية لتصل إلى 10 مليون زائر بحلول العام 2021. ولقد شهدت أجندة الحدث مناقشات موسعة حول سبل تعزيز دور السياحة المستدامة في دفع عجلة تطوير منتجات وخدمات السياحة وبناء القدرات بما يتواءم ومتطلبات بناء المستقبل.

وانطلق جدول الأعمال بكلمة افتتاحية للمنتدى ألقاها سعادة خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وتم تسليط الضوء فيها على أهمية تطوير قطاع السياحة والضيافة والسفر من خلال تبني توجهات واستراتيجيات مبتكرة ضمن محور الاستدامة والتي من شأنها أن تعزز مكانة الإمارة على خارطة السياحة العالمية، وتبعتها كلمة سعادة عبدالله بن أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، حول قطاع السياحة الذي بات من أهم القطاعات الحيوية في المنطقة ودولة الإمارات العربية المتحدة بالتحديد والذي يدعم بدوره الاقتصاد العالمي ويعد محرك رئيسي للتنمية المستدامة، ثقافياً واقتصادياً، وتعد السياحة المستدامة من المحاور التي تتبناها الدولة بما يخدم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، باعتبارها رافد حيوي يدعم الاقتصاد الوطني.  واختتم أن مساهمة قطاع السياحة والسفر بلغ % 11.1 من الناتج المحلي أي ما يعادل 164 مليار درهم إماراتي خلال 2018.

تلتها الجلسة النقاشية الأولى تحت عنوان "السياحة المستدامة أداة لخلق الفرص ومعيار قياسي لبناء منتجات مربحة ومسوؤلة". وشارك في هذه الجلسة، التي ترأستها الخبيرة السياحية الدكتورة يولندا بريدومو، كل من السيد أحمد القصير، المدير التنفيذي للعمليات في هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"؛ البروفسور أورس واغنزيل، رئيس قسم السياحة في "جامعة لوزيرن للفنون والعلوم التطبيقية"؛ و السيد حازم الصواف مديـر الإدارة العامة لإدارة التسويق والاتصال في "هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة". أما الجلسة النقاشية الثانية فحملت عنوان "السياحة المستدامة: المفتاح لتطوير القدرات الحالية والمستقبليّة لأي وجهة ومنتجاتها"، مقدّمة منصة تفاعلية لاستكشاف آفاق الأعمال الأساسية التي تمكّن فئات المجتمع المختلفة مثل النساء والشركات الناشئة و رواد الأعمال الشباب من دخول الأسواق. ببمشاركة نخبة من الشخصيات بمن فيهم السيد ماجد السويدي، مدير إدارة الترويج الخارجي في "هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة"؛ والسيد سعيد النوفلي مدير تطوير المشاريع في مركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع"؛ والسيدة دينا كالوتي مدير عام "فندق أريانا" و"منتجع وسبا صحارى بيتش"؛ والسيد أشرف نبيه مدير عام "هيلتون الشارقة".

وتعليقاً على المنتدى، أوضح سعادة خالد جاسم المدفع، رئيس "هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة"، بأنّ اختيار "السياحة المستدامة محور لدعم الأعمال" شعاراً للدورة السادسة من المنتدى يأتي انطلاقاً من ضرورة ترسيخ مفهوم وممارسات الاستدامة في القطاع السياحي والتي تعتبر في مقدمة الاتجاهات العالمية السائدة، لافتاً إلى أنّ المنتدى نجح في جمع الخبراء والرواد المحليين والعالميين لبحث أفضل الخطط والتوجهات التطويرية التي من شأنها تعزيز كفاءة واستدامة القطاع، فضلاً عن استشراف فرص جديدة لدعم النشـاط السياحي والاقتصادي، من خلال زيادة أعداد الزوار وتحسين تجربة السائح القادم إلى إمارة الشارقة التي تزخر بمقوماتٍ تنافسية ومعالم مميزة تقدم تجارب سياحية استثنائية بكافة المقاييس.

وأضاف المدفع: "خطت الشارقة خطوات متقدمة على درب الريادة باعتبارها وجهة سياحية عالمية مميّزة، بفضل الدعم اللامحدود من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي وضع الإمكانات والموارد كافة واللازمة للارتقاء بمكانة الشارقة في خريطة السياحة العالمية وتعزيز تواجدها في مختلف المحافل والمنصات الدولية. ويعكس نجاح المنتدى في دورته الحالية التزام شركائنا والجهات المعنية من القطاعين الحكومي والخاص في الإمارة بمواصلة تطوير وتحسين تجربة السائح وإبراز سمعة الإمارة كواحدة من أهم الوجهات السياحية بالمنطقة والعالم. ، حيث يأتي المنتدى هذا العام ليحقق توجهات المجلس العالمي للسفر والسياحة المتمثلة في التخطيط السياحي المستدام الذي يساهم في تعزيز المنافع الاجتماعية والاقتصادية والبيئية على المجتمعات."

واختتم المدفع: "نتطلع قدماً إلى مواصلة تنظيم "منتدى الضيافة بالشارقة"، الذي يمثل منصة مثالية لتعزيز جسور التعاون بين رواد الأعمال والمستثمرين والشركاء لوضع خطط تنموية طموحة للارتقاء بقطاع السياحة والضيافة في إمارة الشارقة والتركيز على أهمية التطوير والاستثمار في القطاع لتحقيق استدامة الموارد والكفاءات، والعمل على تحسين جودة الخدمات والتسهيلات السياحية المقدمة استناداً إلى أفضل الممارسات والتطبيقات المبتكرة لتقديم تجربة سياحية مميزة، بما يتماشى مع "الاستراتيجية الوطنية للابتكار" التي تضع إطاراً متكاملاً لدمج الابتكار في مختلف القطاعات بالدولة."

والجدير بالذكر، تم على هامش المنتدى عقد ورشتي عمل ضمن محور "السياحة المستدامة"، الأولى بعنوان "نموذج الأعمال الرائجة وفرص الاستثمار في السياحة المستدامة" قدمتها السيدة يولاندا بيردومو، خبيرة في قطاع السياحة، والثانية تحت عنوان "تطبيقات خطط اعتماد وشهادات السياحة المستدامة" وقدم هذه الورشة السيد أوراس واجنسيل، أستاذ جامعي وعضو مجلس إدارة المعهد في جامعة لوسيرن للعلوم التطبيقية والفنون ورئيس "مركز الكفاءة في القطاع السياحي" ومحاضر في الجامعة التطبيقية.