إصابة 16 صحفياً وناشطاً خلال وقفة في بيت لحم

إصابة 16 صحفياً وناشطاً خلال وقفة في بيت لحم
رام الله - دنيا الوطن
أصيب 13 صحافي و3 نشطاء من المقاومة الشعبية بإصابات مباشرة نقل معظمهم الى مستشفى بيت جالا الحكومي، وذلك خلال تظاهرة عند البوابة الحديدية لجدار الفصل العنصري في محيط مسجد بلال بن رباح،  دعت إليها نقابة الصحفيين الفلسطينيين في بيت لحم، يوم أمس، فيما أصيب عشرات الصحفيين بالاختناق، جراء اطلاق جنود الاحتلال لقنابل الغاز المسيلة للدموع باتجاه الصحفيين.

واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي  المتمركزة بالبرج العسكري وخلف البوابة الحديدية خلال الوقفة التضامنية التي استمرت اكثر من ساعة مع المصور الصحافي معاذ عمارنة الذي أصيب بجراح بالغة في عينه اليسرى أدت إلى اقتلاعها خلال تغطيته الصحفية لمسيرة سلمية في بلدة صوريف الى الشمال من مدينة الخليل يوم الجمعة الماضية.

وعرف من بين الصحافيين الذين أصيبوا في هذا الاعتداء الوحشي لجنود الاحتلال كلا من منجد جادو مدير شبكة فلسطين الإخبارية حيث أصيب بجراح في رأسه بعد ارتطام قنبلة غاز به، إضافة الى الصحفي محمد عبد النبي  اللحام، وثائر الفاخوري، وشادي جرادات، وشفيع الحافظ، وحمد طقاطقة، ومحمد ملحم، وعلي العبد، وعمر عمور ، والناشطين ابراهيم مسلم ومصطفى زبون، وجميعهم نقلوا الى مستشفى بيت جالا الحكومي لتلقي العلاج، كما عالجت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني العديد من صحافيين ميدانيا بعد تأثرهم بالغاز المدمع.

وكان عشرات الصحافيين نظموا وقفة احتجاجية استنكارا لإصابة الصحافي عمارنة ولمجمل الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف الصحافيين بشكل ممنهج لمنعهم من كشف حقيقة ما يحدث على الأرض من أحداث. ووضع الصحافيون على أعينهم اليسرى ضمادة طبية، في إشارة إلى إصابة الصحفي عمارنة، ورفعوا صوره  ولافتات تندد بالجريمة التي ارتكبها جنود الاحتلال بحقه. وما ان وقف الصحافيون أمام البوابة الحديدية المقامة في وسط جدار الفصل العنصري الذي يفصل أحياء بيت لحم الشمالية عن باقي المدينة  حتى بدا جنود الاحتلال بإلقاء قنابل الغاز والصوت  بكثافة باتجاههم دون أي مبرر، كإلقاء الحجارة باتجاه الجنود، ومن ثم فتح الجنود البوابة الحديدية وبدأوا بضرب الصحافيين بالعصي التي تسلحوا فيها أيضا وسط استمرار إلقاء قنابل الغاز، ما أدى الى إصابة العشرات منهم وكذلك اصابات في صفوف عدد من تلاميذ وتلميذات المدارس المتضامنين مع الصحافيين، كما جرى اعتقال اثنين من الصحافيين، وهما احمد تنوح وحمد طقاطقة.

وخلال الوقفة القى نقيب الصحافيين الفلسطينيين ناصر ابو بكر كلمة قال فيها "هاهي قوات الاحتلال ترتكب جريمة أخرى بحق الصحافيين من خلال الاعتداء عليهم اليوم في بيت لحم  بهذه الطريقة الهمجية، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان جنود الاحتلال يريدون بالاعتداء على الصحافيين ان يغتالوا عين الحقيقة التي تكشف صلف وعنف الاحتلال الخطيرة"، مؤكدا ان عين الصحافي معاذ عمارنة هي عيون كل الجسم الصحفي الذي أصيب بكامله بهذه الفاجعة مشيرا الى ان هذا هو الصحفي الثالث منذ بداية العام الحالي الذي تتضرر عينوهم من جراء الرصاص الإسرائيلي" ونحن نريد ان نطلق صرخة من خلال هذه الوقفة للعالم اجمع بان الصحافيين الفلسطينيين يعملون في ظل ظروف قاسية وغير إنسانية تتناقض مع الأعراف والمواثيق الدولية وعلى كافة مؤسسات حقوق الانسان الوقوف بشكل جدي الى جانبنا كي نتجنب ان يحصل مزيد من الخسائر في صفوف الصحافيين الذي فقد عدد منهم حياتهم والباقي يستشعرون الخطر الداهم عليهم من جراء العنف الإسرائيلي الذي بالتأكيد لن يثنيهم عن ممارسة حقهم في نشر الحقيقة.

وندد الصحافي موسى الشاعر عضو مجلس النقابة، بجريمة قوات الاحتلال بحق الصحافي عمارنة، وباعتداءاتهم على الصحفيين خلال الوقفة التضامنية معه، أمام البوابة الحديدية لجدار الفصل العنصري.

ودعا الصحفي جورج قنواتي الاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمات حقوق الانسان الى ملاحقة مرتكبي الجرائم، وفضح ممارسات الاحتلال  ضد الصحفيين.

أما الصحفي حسن عبد الجواد عضو هيئة ادارة نقابة الصحافيين فقد قال في تصريح له، ان الاحتلال ماض دون رادع في جرائمه بحق الصحافيين الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى حماية دولية وقانونية تضمن لهم العمل في ظروف تضمن سلامتهم، داعيا الى ملاحقة مرتكبي الجرائم وعدم إفلاتهم من العقاب.

وندد محافظ بيت لحم كامل حميد باعتداءات جنود الاحتلال على الصحافيين خلال الوقفة التضامنية ، وذلك خلال زيارته للمصابين في مستشفى بيت جالا الحكومي.

هذا ولا يزال الصحفي معاذ عمارنة يخضع للعلاج في مستشفى هداسا الإسرائيلي بالقدس المحتلة بعد إجراء عملية أدت الى استئصال عينه اليسرى جراء شظايا رصاصة إسرائيلي من نوع روجر أصيب بها يوم الجمعة الأخير في بلدة صوريف.

هذا وزار عدد كبير من الصحافيين عائلة الصحفي عمارنة، في مخيم الدهيشة، وأكدوا تضامنهم مع زميلهم ومع العائلة.