نتنياهو يتهرب من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.. هل نشهد مواجهة جديدة؟

نتنياهو يتهرب من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.. هل نشهد مواجهة جديدة؟
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
شهد قطاع غزة، عدوانًا إسرائيليًا استمر ليومين متواصلين "الثلاثاء والأربعاء 12 و13 تشرين الثاني/ نوفمبر" في أعقاب اغتيال بهاء أبو العطا، قائد سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، باستهداف منزله في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة.

وأدى العدوان الإسرائيلي، لاستشهاد 34 مواطنًا، بينهم ثمانية أطفال، وثلاث نساء، بالإضافة إلى 111 جريحًا، قبل أن تُعلن جمهورية مصر العربية التوصل لاتفاق ما بين الجهاد الإسلامي وإسرائيل، تم بموجبه وقف إطلاق النار بين الجانبين.

ولكن بالأمس، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن يكون تعهد بأي شيء، لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير مع حركة الجهاد الإسلامي بوساطة مصرية وأممية، حيث قال خلال جلسة حكومته الأسبوعية: "إسرائيل لم تتعهد بشيء، وسياستنا الأمنية لم تتغير بشيء، ونحتفظ بحرية عمل كاملة، وسنستهدف كل من يحاول الاعتداء علينا"، على حد قوله.

فيما حذرت حركة الجهاد الإسلامي، عبر عضو مكتبها السياسي، خالد البطش، من محاولة جديدة لتلاعب نتنياهو بوقف إطلاق النار الذي تم برعاية القاهرة بين حركة الجهاد والمقاومة من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى والذي بموجبه تم وقف العدوان.

وأضاف البطش، "نُدرك أن نتنياهو بذلك يخاطب جمهوره الداخلي بحثاً عن مخرج، ليفلت به من سقوطه السياسي.. إننا ننتظر رد الشقيقة مصر، التي رعت وقف النار، على تصريحات نتنياهو".

وهذا يطرح عدة تساؤلات، ماذا بعد تصريحات نتنياهو، هل نحن ذاهبون لمواجهة أوسع وأشمل من الأخيرة، أم يستمر مسلسل تقطير المستوطنات بالصواريخ، كما حدث طوال الساعات التي تلت اتفاق وقف إطلاق النار؟

وأيضًا ماذا يحدث داخل غرفة العمليات المشتركة، وهل يوجد انشقاقات بداخلها، وهل فعلًا حماس لم تشارك في معركة "صيحة الفجر"؟

ردًا على ذلك، نفى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة وجود أي إعلان رسمي من أي فصيل، بخصوص الانسحاب من غرفة العمليات المشتركة، لأن الجميع وفق تعبيره "يُدرك أن الخروج من الغرفة في هذا التوقيت سيكون بمثابة إنجاز للاحتلال الإسرائيلي".

وأوضح خلال حديثه لـ"دنيا الوطن"، أنه "ليس من المنطق الانسحاب من الغرفة، وإن حدث أي تباينات، يمكن أن تُحل على الطاولة"، كما حذر الاحتلال من دق الأسافين بين قوى المقاومة.

وعن قول البعض: إن كتائب القسام لم تكن مُشاركة في معركة (صيحة الفجر)، أكد أبو ظريفة، أنه حسب معلوماته الكل كان في الميدان، وشارك بأدواته وطريقته وأسلوبه الخاص.

إلى ذلك، قال القيادي في حركة حماس أحمد يوسف: إن قيادة القسام، كانت أيديها على الزناد، وبحالة استنفار في المواجهة الأخيرة، وليس صحيحًا أن القسام وحماس، كانوا بعيدًا عن المواجهة، بل كانوا في الميدان، أسوة بإخوانهم.

وأشار يوسف خلال حديثه لـ"دنيا الوطن"، إلى أن القسام كان بانتظار أي تعليمات لتصعيد المواجة، بما تتطلبه ظروف المعركة، وتكبيد إسرائيل خسائر كبيرة، ولكن دون الذهاب لمواجهة شاملة.

أما الكاتب والمحلل السياسي، يونس الزريعي، فاستبعد أن تكون حركة الجهاد الإسلامي أو حركة حماس، وراء إطلاق تلك الصواريخ، وإنما المُطلق هم فصائل صغيرة غير منضبطة، لا سيما وأن نسبة الخطأ لدى كلا الحركتين تساوي صفر، بينما الفصائل الصغيرة تطلق صواريخ مكشوفة إما تنفجر قبل انطلاقها، أو أنها تسقط على السياج الفاصل شرقي قطاع غزة.

وقال الزريعي لـ"دنيا الوطن": إن المجموعات الكبرى لا علاقة لها بتلك الصواريخ، لأنه؛ أولًا الجهاد الإسلامي التزمت تمامًا بوقف إطلاق النار بالوساطة المصرية، وحماس بدورها لم تشارك من الأساس في المعركة الأخيرة؛ لذا فإن المجموعات الصغيرة هي من يُطلق الصواريخ، وتستغل أجواء الحرب والتوتير بهذه الأفعال.

وأكد أن تلك القذائف والصواريخ ستستمر في الانطلاق من غزة الأيام والساعات المقبلة، وفق القراءة الميدانية الخاصة بتلك الفصائل الصغيرة، وليس وفق غرفة العمليات المشتركة، رغم أن نتنياهو أعلن عدم التزامه بأي اتفاقيات أو شروط الهدنة الأخيرة بين إسرائيل والجهاد الإسلامي.

بدوره، قال المحلل في الشؤون العسكرية، رامي أبو زبيدة: إن ما يحدث من تقطير لصواريخ المقاومة على المستوطنات الإسرائيلية، يأتي لربما نتيجة عدم اكتفاء بعض الأطراف بالرد على اغتيال بهاء أبو العطا، ومجزرة عائلة السواركة، وعدم وضع الحرب أوزارها لحد الآن، إضافة لأمور عامة كاستمرار حالة الحصار على قطاع غزة.

وأكد أبو زبيدة لـ"دنيا الوطن"، أن كل التصريحات والمؤشرات تُدلل أن الفصائل المشاركة في الغرفة المشتركة، لا تزال موجودة تعمل بداخلها، مع طلبات لإعادة تنظيم وضبط القواسم المشتركة بين الفصائل، ليكون في النهاية الرد على العدوان ضمن قرار ورؤية واحدة من الجميع، مضيفًا: "الجو العام كله شعبيًا وفصائليًا يُريد أن تبقى الغرفة المشتركة هي الناظم للعمل المقاوم في قطاع غزة، لما لذلك من زيادة في الخسائر بصفوف الاحتلال".

وأوضح أن التفرد وعدم الرد الجماعي يخلق حالة من عدم الرضا الشعبي، حتى إن نتائجه ميدانيًا تكون أثاره منخفضة، وهذا ما يستغله الاحتلال فعليًا، حيث يلعب على وتر التقسيم الداخلي، وبث الفرقة بين أبناء التنظيمات، مشيرًا إلى أن مواجهة حد السيف، رأى الجميع مدى قوة غرفة العمليات وتأثيرها، وكمية الرعب الذي أحدثته في إسرائيل، وهذا ممكن أن يعود وبشكل أقوى في أي معركة مقبلة لا سيما لو شاركت كتائب القسام، طالما نتنياهو يتهرب ويتملص من استحقاقات التهدئة.

التعليقات