يومان على انتهاء مهلة تشكيل حكومة الاحتلال.. ما هي الخيارات الإسرائيلية؟

يومان على انتهاء مهلة تشكيل حكومة الاحتلال.. ما هي الخيارات الإسرائيلية؟
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
لم يتبق سوى يومين أمام بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، وإما أن يتوجه إلى السجن بعد أن يتم توجيه تهمة الفساد له، أو أن يخوض انتخابات ثالثة، وذلك في حال فشل بيني غانتس، زعيم حزب (أزرق أبيض) في تشكيل الحكومة المقبلة.

غانتس بدوره، أعلن رفضه إرجاع التفويض إلى الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفيلين، وأنه سيشكل حكومة ضيقة بمشاركة أربعة أحزاب، وبذلك يكون قد قضى على حلم نتنياهو في العودة إلى الحياة السياسية.

"دنيا الوطن"، تعرفت على أراء بعض المحللين في الشأن الإسرائيلي حول سيناريوهات تشكيل الحكومة المقبلة، وكيف سيكون الوضع في حال ذهاب نتنياهو إلى السجن، وخرجت بالتالي:

أكد الدكتور ناجي البطة، المختص في الشأن الإسرائيلي، أن هناك عدة سيناريوهات، الأول تشكيل حكومة ضيقة برئاسة بيني غانتس، وتضم القائمة العربية المشتركة، والتي تضم 13 مقعداً، ولكن هذا مسبعد، لأن التصعيد الأخير في قطاع غزة، كان هدفه إسقاط هذا الخيار.

وقال: "السيناريو الثاني، تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكن الخلاف على هذه الحكومة، يتمثل في أن كثيراً من أعضاء حزب غانتس لا يريدون أن يكون نتيناهو رئيساً للحكومة، على اعتبار أنه يعاني من أربع قضايا فساد".

وبين البطة، أن هناك صراعين، خاص وعام، لافتاً إلى أن الخاص هو داخل حزب الليكود واليمين على أن نتنياهو لن يكون إلا رئيساً للحكومة، أما العام فهو على عدد الائتلافات في الحكومة، مشيراً إلى أن استماتة نتنياهو؛ ليكون رئيساً للحكومة هو لحفظ  مستقبله السياسي من جهة، وعدم تقديمه للمحاكمة من جهة أخرى.

وفي السياق، قال البطة: "هناك خيارات لنتيناهو صعبة، خاصة الرهان في حزب (أزرق- أبيض) على أن يكون هناك خلخلة في حزب الليكود؛ ليظهر جدعون ساعر خلفاً لنتنياهو".

وأشار المختص في الشأن الإسرائيلي، إلى أنه إذا قدم المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلي أفيخاي مندلبليت، لائحة اتهام ضد نتنياهو، فستقط حظوظه لتشكيل الحكومة، وبالتالي هو سيستميت بألا تُوجه له أي تهمة.

وأوضح البطة، أن تجربة بيني غانتس السياسية بسيطة، فهو رئيس أركان سابق، على عكس نتيناهو، لافتاً إلى أن غانتس سيستميت في الـ 48 ساعة الأخيرة لتشكيل الحكومة الضيقة، أو ربما يُعلن المفاجآت إذا ما حاول استمالة أحزاب (يهودت هتواراه)، و(شاس).

وفيما يتعلق بالقائمة العربية المشتركة، أوضح أن حظوظها ضعيفة، لأن الليكود فتح التصعيد الأخير ليقطع الطريق على غانتس بأن يستغلها في أن تكون مانعة، ولكن في الوقت ذاته ربما تكون هناك مناورة من أحمد الطيبي، وأيمن عودة، على اعتبار أن القائمة لديها 13 مقعداً.

من جانبه، أكد عليان الهندي، المختص في الشأن الإسرائيلي، أن هناك توقعات للجوء إلى إجراء انتخابات جديدة، لافتاً إلى أن هناك محاولات لإسقاط نتنياهو من خلال تشكيل حكومة جديدة، تعتمد على أصوات العرب.

وقال الهندي: "من الواضح أن هذا الاتجاه سيفشل، خاصة أن هناك الكثير من الأعضاء التابعين لحزب (أزرق- أبيض) وهم من المتطرفين الذين يرفضون مشاركة العرب بأي حكومة".

وأضاف: "هناك حديث يقول بإمكانية الاتجاه إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، فيوم الثلاثاء وبناء على قرار المستشار القضائي، سيتم تحديد الشكل والطريقة التي ستسير فيها الأمور نحو تشكيل الحكومة الإسرائيلية".

وبين الهندي، أنه لا يمكن القول بأن حياة نتيناهو السياسية قد انتهت، ولكنه يقاتل بشراسة، خاصة أن لديه كتلة يمينية قوية مكونة من 56 عضواً في الكنيست.

من جانبه، أكد صالح أبو الجديان، المختص في الشأن الإسرائيلي، أنه من الواضح بأن هناك انقساماً عميقاً داخل إسرائيل، والذي استغله نتنياهو لتحضير بلبلبة كبيرة في المجتمع الإسرائيلي، وخاصة بين الشرقيين والغربيين.

وقال: "نتنياهو يحاول الزج بالأعضاء اليمينيين لإقامة المظاهرات وهذا يعني إشراك الجمهور في المحافظة على أن يكون بعيداً عن المحاكم وذهابه إلى السجن"، مضيفاً: "غانتس لديه مشكلة بأنه لا يتسطيع تشكيل الحكومة إلا بالاعتماد على القائمة العربية المشتركة، وهذا يعني أنه عندما ينزل للشارع هناك الكثير من الإسرائيليين أصحاب تطرف ديني على المجتمع العربي".

وبين أبو الجديان، أن نتنياهو يحاول المماطلة بأكبر وقت ممكن؛ للوصول إلى انتخابات، وعدم السماح لغانتس بتشكيل الحكومة تعتمد على القائمة العربية المشتركة.

وأشار إلى أن غانتس بحاجة إلى العرب، الذين وضعوا عليه الشروط، لافتاً إلى أن نتنياهو لا يبحث إلا عن سبل الابتعاد عن المحاكم والسجن، وبالتالي سيعطي الفرصة لغانتس؛ ليكون كتلة ممانعة في الكنيست.

التعليقات