منظمة همسة سماء الثقافة الدولية بالدنمارك تعقد أعمال مؤتمرها الدولي الأول

رام الله - دنيا الوطن
عقدت منظمة همسة سماء الثقافة الدولية بالدنمارك أعمال مؤتمرها الدولي الأول، يوم الثلاثاء الموافق 12 نوفمبر الجاري، تحت شعار (المرأة وحوار الحضارات) وذلك بمقر البرلمان الدنماركي في مدينة كوبنهاجن، بحضور 150 مشارك يمثلون 16 دولة من مختلف أنحاء العالم، وعدد كبير من المهتمين.

واستعرض المشاركون 13 ورقة عمل ، للخروج برؤية مستقبلية لتحقيق التواصل الايجابي المنشود بين نساء العالم أجمع في المجالات كافة ، ويهدف المؤتمر إلى تقريب وجهات النظر ما بين المرأة الغربية والعربية في المجتمع الغربي بعد أن اتسعت الفجوة الحضارية والثقافية بين دول العالم وتشجيع أشكال التبادل الثقافي والفكري كافة، من خلال القواسم المشتركة في شتى المجالات وعلى رأسها مجال الحقوق والقانون والأحوال الشخصية والتعريف بالمرأة العربية ودورها في المجتمع أمام رصيفتها الغربية في الجوانب (الاقتصادية ، التربوية ، الثقافية ) وغيرها، كما تم خلال المؤتمر تكريم المشاركين من قبل القائمين على المؤتمر.

في بداية الحفل ألقى المهندس عبد الحفيظ إغبارية كلمة أشاد فيها بمملكة الدنمارك كدولة ديمقراطية اتاحت للجميع ممارسة حياتهم بحرية، وثمن جهود البرلمان الدنماركي الذى يستضيف لأول مرة ملتقي خاص بالمرأة العربية وأشار الى لتعاون الفاعل الذى وجدته المنظمة من وزارة الخارجية الدنماركية والسفارات بالخارج، كما رحب بالحضور، وقال إن منظمة همسة سماء منظمة غير ربحية ولا تتلقي دعما من أية جهة ، وهم كإدارة للمنظمة يقومون بإعداد وتنفيذ النشاطات بجهود المتطوعين. 

وجدد شكره للمشاركين من داخل وخارج المؤتمر بالدنمارك.
واستعرضت الدكتورة فاطمة أبو واصل إغبارية، رئيسة منظمة همسة سماء الثقافة الدولية بالدنمارك خلال كلمتها التي ألقتها في حفل افتتاح المؤتمر دور المرأة والتطورات التي طرأت على حياتها إيجاباً وسلباً، مشيرة الى أنه في وقتنا الحالي أصبح تفكير كلٍّ من المرأة والرجل مختلف، إذ اتسعت الفجوةُ، بين الجنسين وتغيرت النظرة، وأصبحت المرأة تنظر إلى الرجل على أنه مقيد لحريتها، بالرغم مِن أنها حققت بعضاً من أحلامها ونالت بعضاً من حريتها التي كانت تطمح ان تحصل عليها.

وأكدت إن عمل المرأة وتوفير مصدر دخلٍ للمرأة: دفع بها نحو الاستقلال الماديّ، ومساعدة زوجها في تكاليف الحياة ،واصبحت تتمتع بالثقة بالنفس والانطلاق نحو الحياة بخطواتٍ متماسكةٍ وقوية، والإحساس بالذات وتحقيقها، فكثيرٌ من النساء يفقدن الإحساس بذواتهن، ويملؤهن الفراغ، بسبب انحصار نشاطهنّ الإنساني اليومي في مسارٍ واحدٍ وهو غالباً الأعمال المنزلية، وتربية الأطفال.

وقالت د. فاطمة إغبارية ان الدور الاجتماعي والثقافي للمرأة يرجع الى إيماننا بالبيئة التي يعيش فيها الطفل في السنوات الأولى من عمره، وعلى نموه مستقبلاً، فالمرأة تلعب دوراً رئيساً في تنمية الموارد البشرية الصغيرة، فالأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى لتربية الطفل وتنشئته، فيها يوضع حجر الأساس التربوي حيث يكون الطفل عجينة طيعة يتقبل التوجيه ويتعوده ويلتقط ما يدور حوله من صور وعادات وتقاليد شعرية.

وأوضحت د. رشا فيضي رئيسة مؤسسة ساند الدولية ، إن "الزواج المبكر" وهو اقتران غير رسمي قبل بلوغ سن 18 عاماً ، هو يُعد انتهاكاً لحقوق الإنسان بوجه عام، إلا أن الفتيات يتضررن منه بشكل أكبر، وفقاً للتعريف الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» التي تشير إلى أن 700 مليون سيدة حول العالم تزوجن قبل هذا العمر.

> وشرحت إن الأوضاع العربية المشتعلة، تبرز الصورة المؤلمة للمرأة العربية التي تتحمل معاناة مضاعفة في تلك الأجواء الدموية. فإضافة إلى آلام التشريد والتهجير وفقدان العائل والعائلة، ومخاطر القتل أو الإصابة في ظروف رعاية صحية متردية، هناك أعباء التحول إلى عائل الأسرة الوحيد، وآلام التعرض للخطف والاعتداءات البدنية والجنسية وغيرها.

وعدد فتحي أبو الطبول ،إنجازات المرأة العربية بالإحصاءات والأرقام ،مؤكدا إنه على مدار الاعوام الماضية، حصلت المرأة في عدد من البلدان العربية على مكاسب عديدة، بعضها غير مسبوق، وذلك رغم التحديات المختلفة التي تواجهها في المجتمعات العربية، وتعكس هذه المكاسب، في معظمها، تغييرات هيكلية تبنّتها بعض الدول العربية من أجل تمكين المرأة، ومن أجل خلْق مجتمع يحقق التوازن بين الرجل والمرأة.

من جهته ألقى سعادة السفير حبيب الصدر سفير جمهورية العراق لدى مملكة الدنمارك، كلمة أكد خلالها إنه عندما تهاجر المرأة العربية الى الغرب، تجد نفسها أمام قيم وعادات تختلف عما نشأت عليه في مجتمعها العربي، وتجد أن عليها الحفاظ على الإرث الثقافي الذي تمليه عليها النشأة العربية مع الاحتفاظ بقدر من الخصوصية الثقافية والاجتماعية، وقدم الشكر الى منظمة همسة سماء الثقافة على تنظيم المؤتمر. 

وخلال المؤتمر شاركت الأديبة والشاعرة الدكتورة سميرة الغالي، أستاذة جامعية في جامعة أبوظبي، بفقرة شعرية نالت استحسان جميع المشاركين.

وخلال الجلسة الأولى للمؤتمر والتي أدارتها الصحافية مروة السنهوري بجريدة الرؤية الإماراتية، استعرضت فريدة عبدالله قمبر العوضي رئيسة مجلس سيدات أعمال الإمارات خلال ورقتها التي قدمتها جهود إن المرأة الاماراتية استطاعت في وقت قياسي الوصول إلى مكانة مرموقة بفضل جھود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة -والطفولة، «أم الإمارات» وقد تمكنت المرأة الإماراتية من تحقيق إنجازات غير مسبوقة في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية والتنموية وسواها، حيث أصبحت شريكاً رئيسياً في تطور المجتمع.

وأضافت : باتت المرأة موجودة وبفاعلية في مختلف المجالات، فهي تحظى بتمثيل كبير في الحكومة الاتحادية، وتتولى العديد من المناصب الإدارية العليا في الدولة، وتتقلد مناصب دبلوماسية رفيعة، وتمثل الدولة في هيئات ومؤتمرات عالمية متعددة، وتنخرط في مشاريع تنموية مختلفة، وصولاً إلى توليها منصب رئيس المجلس الوطني الاتحادي في سابقة أولى من نوعها عربياً، ومن ثم تمثيلها بشكل متساوٍ مع شريكها الرجل في أحد أهم مؤسسات الاتحاد وأركانه، ما يعكس المستوى المتقدم الذي وصلت إليه المرأة في الإمارات، وفي الوقت نفسه مدى حرص القيادة الرشيدة على تمكين المرأة وفتح الأبواب أمامها لخدمة هذا الوطن في مختلف القطاعات.

وعددت رشا التركي من المملكة العربية السعودية إنجازات المرأة السعودية في مجال السياسة، وعرضت قصص نجاح للكوادر النسائية السعودية، حملت جميعها الارتقاء بالمساواة بين الجنسين، وتعزيز مشاركة المرأة في بيئات الأعمال، وتبني نهج استشرافي وتشجيع التغيير الإيجابي.

وتطرقت دكتورة مونيكا ميرقيو من ألمانيا، إلى تجربتها كأم، مؤكدة إن المرأة العربية لها دور هام في العمل الاجتماعي ،وإن المرأة العربية في المهجر أثبتت مقدراتها ،ولها إنجازاتها التي يشار اليها بالبنان .

وأوضحت ابتسام أبو واصل ، خلال ورقتها عن ظاهرة "الزواج المبكر" إنه وفقًا لقانون حقوق الطفل لليونيسف ، فإن الزواج المبكر هو زواج لأي إنسان يقل عمره عن 18 عامًا، وعلى الرغم من أن النساء قد وصلن إلى مناصب عليا ودرجات تعليمية أعلى ، فإن النساء ما زلن يصنفن باسم التقاليد والأديان والرجال الشرقيين.

وأوضحت: ازدادت الأضرار في جميع المجتمعات وخاصة في مجتمعنا العربي وبدأ الجميع في اتباع التقاليد التي اعتقدوا أنها كانت على حق، وهنا لابد من إيجاد الحلول الناجعة لحل هذه الظاهرة الاجتماعية التي تهدد مجتمعاتنا.

من جهتها أشارت تمارا عمر- من أمريكا، الى أهمية دور النساء المهاجرات ،وأكدت إن هناك تجارب ناجحة في هذا السياق ، ويجب أن تؤطر بين الجانبين.

وخلال جلسة العمل الثانية، تطرقت منى عبد الله إسحق، عضو حزب العمال البريطاني ، المدير التنفيذي لشركة " شامان ذات الهدف المجتمعي في بريطانيا، خلال ورقة العمل التي قدمتها تحت عنوان ( دور المرأة السودانية في الحفاظ على الهوية الوطنية بالداخل وبالمهجر) بريطانيا و السودان نموذج، استعرضت خلالها مفهوم الهوية ،وفلسفة الهوية الشخصية ،ومفهوم الهوية الوطنية وعناصرها، وقالت : نموذج السودان وبريطانيا - أنا منتج سوداني، رأى حزب العمال البريطاني، فيه رمزية للأقلية التي يمكن ان تفيد المجتمع.

وتحدثت فاطمة كمون عن أن النساء التونسيات يعملن في مجالات مختلفة، تتوزع بين عوالم السياسة والمال والأعمال والنشاط السياسي والجمعيات، وأشارت إلى مجال المبادرة الواسع والمفتوح أمام المرأة التونسية، خصوصاً أن تونس تعد من أول الدول العربية التي أقرت مبدأ تحرير المرأة، وتساوي الفرص بينها وبين الرجل.

وشرحت ندى نعناعة من الدنمارك، مسيرة عملها كمتطوعة لمساعدة اللاجئين و عائلاتهم ، وبينت إن الجمعية تقوم بتقديم الخدمات الاجتماعية و الدعم النفسي و تعليم اللغة الأم و إقامة الأنشطة الثقافية والاجتماعية و تساعدهم على الاندماج و التعايش بالمجتمع الدانماركي .

وخلال جلسة العمل الأخيرة للمؤتمر استعرضت هبة الخصاونة جمعية الشمال للتنمية بالأردن إنجازات الجمعية ،وقالت تم تنفيذ العديد من المشاريع الانتاجية المنزلية الصغيرة لمئات السيدات ،بعد استكمالهن دورات للتدريب المهني عقدت في ضمن برنامج التمكين الاقتصادي للمراة، ولفتت الى ان السيدات المستفيدات من البرنامج يتلقين مساعدات تتمثل بتوفير كامل المواد الاولية والانتاجية لمشاريعهن المنزلية كصناعة الالبان والاجبان والصابون وغيرها.

وشرحت نادية ظاهر من المملكة المغربية ، إنه ما بين الحفاظ على هويتها وأصالتها والسعي قدما إلى إثبات وجودها، تسعى المرأة المغربية للحفاظ على مكتسباتها التي تحصلت عليها بفضل جهودها المضنية وكفاحها المستمر لبلوغ مرادها وهدم الصورة النمطية في مجتمع ذكوري تسيطر على أفكاره نظرة دونية لها وإلى منجزاتها.

وأشادت موزهان غيريلي من الدنمارك، بجهود المرأة العربية، مشيرة الى أهمية التعاون بين الجانبين العربي والغربي .

التعليقات