المطران حنا: نرفض هذا العبث الخطير بطابع مدينتنا المقدسة

المطران حنا: نرفض هذا العبث الخطير بطابع مدينتنا المقدسة
رام الله - دنيا الوطن
عبر المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم الجمعة عن شجبه واستنكاره وتنديده بسياسات الاحتلال الغاشمة والتي تستهدف مدينة القدس كلها وخاصة اوقافها ومقدساتها المسيحية والاسلامية ، وقال سيادته بأن مدينة القدس تشهد ومنذ الايام الاولى من عمر هذا الاحتلال ولغاية ايامنا هذه عواصف متلاحقة من حملات التهويد الممنهجة والتي اوصلت القدس ومقدساتها واوقافها وبلدتها القديمة بنوع خاص الى نكبة حضارية جغرافية تاريخية انسانية لم يعرف مثلها بالتاريخ ، فسياسات الاحتلال ومخططاته في البلدة القديمة من القدس اضحت عبئا وامرا واقعا يراد منه ومن خلاله فرض رواية غريبة ودخيلة على المشهد المعماري والحضاري للمدينة المقدسة .

وأكد انه ومن خلال الحفريات والانفاق والبؤر الاستيطانية وبما يسمى بالمسارات التوارتية والحدائق التلمودية وصولا الى قرار السلطات الاحتلالية باقامة مسار لقطار هوائي فوق البلدة القديمة من القدس وهذا يشكل تحديا خطيرا وغير مسبوق حيث سينطلق التلفريك من جبل الزيتون حتى اسوار المسجد الاقصى الجنوبية ناهيك عن مجموعة الاعمدة الخراسانية والفولاذية والتي ستنتهك الاراض الوقفية المسيحية والاسلامية على امتداد مسارها المفترض .

وقال:" اننا نرفض هذا العبث الخطير بتاريخ وهوية وطابع المدينة المقدسة وسلطات الاحتلال تتحمل كل التبعات القانونية والامنية الخطيرة التي تحدث بالقدس نتيجة هذا الاستهتار الذي يتنافى مع كافة القوانين والاحكام الدولية ، والتي اكدت على بطلان اي اجراء وتغيير تفرضه قوة احتلال مهما كانت اهدافه ومسوغاته حيث ان منظومة التخطيط والمشاريع التهويدية تتحرك بناء على مصالح سياسية استعمارية اقصائية ضاربة عرض الحائط بكل موروث المدينة الحضاري لسلب وتجريد هذه الايقونة التاريخية من كل رموز بهائها وجمالها ومعالمها والتي تتكامل في تشكيل هويتها العربية الفلسطينية بمقدساتها واوقافها وطابعها المسيحي والاسلامي ، وذلك باغراقها بالمشاريع السياحية الرخيصة والابراج الخراسانية والمكعبات الفولاذية" .

وقال بأنه من الاهمية بمكان ان تقوم اقطارنا العربية والمسلمون والمسيحيون في كل مكان بتحمل مسؤولياتهم في استيعاب حجم الخطر المحدق بأقدس مدينة حاضنة لتراثنا ومقدساتنا واصالة انتماءنا في هذه الارض المقدسة .

ورفض كافة اشكال التطبيع القذر الذي يضر بصمود المرابطين في القدس ليقدم غطاء سياسيا رخيصا لمثل هذه المشاريع التخريبية .

كما دعا لاستغلال كافة المحافل الدولية لكي نرفع صوتنا عاليا ونوجه رسالتنا الى حيثما يجب ان تصل هذه الرسالة في وجه هذا المشروع التهويدي بالغ الخطورة كما ويجب ان تقوم المؤسسات الدولية الحقوقية بتفعيل قراراتها السابقة والتي اعتبرت مدينة القدس واسوارها كاحدى مكونات التراث العالمي المهددة والتي اكدت بطلان كافة اجراءات الاحتلال التي احدثتها في المدينة المقدسة .

وطالب بتجريم هذه الممارسات الرامية للعبث بواقع المدينة والتي تشكل ذروة المطامع لترسيخ الروايات والاساطير على حساب الحقائق والوقائع الثابتة .

وأكد ان الاحتلال الذي فشل في تغيير وجه المدينة المقدسة رغم مئات المشاريع الباطلة التي نفذها فوق الارض وبالرغم من عشرات السراديب والانفاق التي فتحت تحت الارض فإن هذه المشاريع الاحتلالية الغاشمة ستفشل حتما وسيبقى بهاء القدس وجمالها وتاريخها وتراثها وهويتها اقوى من كل سياساتهم وممارساتهم ومشاريعهم.

التعليقات