نساء ضحايا عنف جسدي ونفسي.. الناجية فاطمة إنموذج

نساء ضحايا عنف جسدي ونفسي.. الناجية فاطمة إنموذج
رام الله - دنيا الوطن - خالد بلحاج 
تعددت بعض مظاهر العنف الأسري وانتشرت؛ وكان للعنف الصحي مظهر بارز من خلال إجبار الزوجة وإرهاقها بكثرة الحمل والولادة.

الناجئة " فاطمة " ذو الاربعين عاما من مدينة القطن محافظة حضرموت إحدى ضحايا العنف النفسي والجسدي تروي لنا قصتها قائلة " لدي عشرة من الأبناء ومازال زوجي يجبرني على عدم استخدام أي مانع للحمل؛ بالرغم من تلف صحتي، حيث
طلبت الطبيبة مني عدم الحمل؛ خاصة هذا الوقت، فأنا أعاني من أنيميا شديدة بالدم( فقر دم ) مع تفتت لأسناني وألمها الكبير، ومع ذلك لم يرحمني زوجي؛ وعندما وجد لدي حبوب منع للحمل دون علمه غضب كثيراً وهددني بالطلاق أو الزواج من ثانية إن تناولتها مرة أخرى"

وتضيف أنه على الرغم من كون زوجي رجلا مثقفا ذا تعليم عال، إلا انه يرفض مسألة تنظيم النسل رفضا باتاً؛ فهو يحب الأبناء كثيراً، ويسعى لتكوين أسرة كبيرة؛ فكنت خلال العام والنصف أحمل في عنقي طفلين رضيعين وما يسبب ذلك من التعب النفسي والصحي بوجود أطفال بهذا العمر، إضافة إلى أبنائي الآخرين الذين هم بحاجة إلى التربية والتوجيه، وبعد أن أنهكت صحياً ناقشته كثيراً وتدخلت والدتي للحديث معه إلا انه غير آبه للحديث"

طبيبة النساء والولادة بمستشفى القطن العام د. ميرفت عوض قالت : " ان الحمل المتكرر يستنفد طاقة المرأة الجسدية والنفسية والمادية كما يؤثر على صحة الطفل ورعايته وتربيته وعلى الأسرة والمجتمع؛ فمن الأضرار الصحية على الأم افتقادها
نسبة كبيرة من الكالسيوم، بما يؤدي إلى الاصابة بهشاشة العظام وضعف وآلام الظهر والحوض إضافة إلى إصابتها بالأنيميا وفقر الدم وقد يعرضها الحمل المتكرر للعديد من الامراض التناسلية مثل سقوط الرحم والتهابات عنق الرحم، كما يؤدي إلى نزيف وتسمم الحمل وأحيانا إلى حمى النفاس"

وتضيف : " أن تقارب الولادات يجعل الأم عاجزة عن رعاية زوجها وبيتها وأولادها ويجعلها غير قادرة على العناية بنفسها وصحتها لانشغالها بأكثر من شيء في وقت واحد، وأضرار الحمل المتكرر لا تقتصر على الأم فقط، بل أيضا على  صحةالمولود فيؤدي إلى إنجاب طفل ضعيف أو ناقص الوزن أو مصاب بالأمراض، إضافة إلى انه قد يتعرض الطفل للمخاطر أثناء الولادة من خلال الحمل المتعسر نتيجة تكرار الحمل وعدم التنظيم، وعدم كفاية الطفل من الرعاية والاهتمام والحنان"

ترى القابلة علياء سعيد أن الأنسب وجود فارق زمني لا يقل عن عامين ونصف بين الولادة الأولى وبدء الحمل الذي يليه، وبذلك يستعيد الجسم عافيته ويصبح الفارق بين الأبناء في حدود ثلاثة أعوام، وهذا بالنسبة للمرأة التي تتمتع بصحة متوسطة
وجيدة، فهناك البعض من السيدات يوصي الأطباء بأن يكون الفارق أكبر وقد يوصيها بعدم الإنجاب بعد الابن الثاني أو الثالث.

مشيرة الى انها أجرت دراسات بمدينة المكلا لمعدل الوفيات بين الامهات ووجدت ان 800 الى 1400 حالة وفاة لكل 100000 مولود , وان 54% من النساء لايستخدمن وسائل تنظيم الاسرة 46و% يستخدمن الوسائل , وأرجعت ذلك الى الجهل والامية وخصوصاً في الارياف والبعد عن مراكز الاستشارات الطبية "

وبحسب إحصائيات لصندوق الأمم المتحدة للسكان إن امرأة تموت كل ساعتين بسبب مضاعفات الحمل والولادة. وتعاني 20 امرأة أخرى من الإصابات أو العدوى أو الإعاقة التي يمكن الوقاية منها. "هذا هو الواقع الذي تواجهه حوالي 6 ملايين امرأة ومراهقة في سن الإنجاب في اليمن"

وبحسب دراسة لمنظمة الصحة العالمية قدرت معدلات الوفاة جراء مضاعفات الحمل والولادة بألف امرأة يوميًا حول العالم خصوصاً في الدول النامية ، وارجعت ذلك الى افتقاد النساء في تلك الدول الرعاية الصحية المناسبة أثناء الحمل وربما يعشن في ظروف اقتصادية رديئة تجعلهن غير مهتمات بغذائهن وصحتهن أثناء الحمل.

بدوره أشار الإخصائي الاجتماعي والنفسي الدكتور عمر باسعد أن استقرار الأسرة لم يسلم من نتائج الحمل المتكرر فمنها زيادة الخلافات الزوجية بسبب ازدحام البيت ونقص احتياجات الاسرة ولا سيما تعليم الأطفال وتقليل نصيب الفرد داخل الاسرة من الغذاء والرعاية الصحية وفي ظل الحرب الدائرفي البلاد والازمات والفقر الذي لا يضمن حق الاطفال العيش برفاهية فان ذلك سيؤثر على سلوكيات الفرد لأن العوز قد يدفع إلى الانحراف الإجرامي مستقبلاً"

قد يكون أصعب التجارب إنجاب الأطفال بفارق عمري بسيط فهو لا يعطي الأم فرصة للعناية بصحتها ورشاقتها وصحتها البدنية والنفسية، بالإضافة إلى أنه يحرم الصغار من اهتمام أمهم وحقهم الكامل في التربية والرعاية والحنان.

التعليقات