سيدة تبناها أبو عمار بعد استشهاد عائلتها تتحدث عن مواقفها معه وقصة منزلها بغزة

سيدة تبناها أبو عمار بعد استشهاد عائلتها تتحدث عن مواقفها معه وقصة منزلها بغزة
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
يذكر الجميع أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لم يكن يترك أي شريحة من شرائح المجتمع الفلسطيني وإلا وسأل عنه واهتم به، لدرجة ان هناك شريحة تبنى بعض افرادها.

سيدة مناضلة، عايشت الرئيس أبو عمار، ولكن في مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتي فقدت 54 فردا من عائلتها، خلال مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيليين بحق اللاجئين، ولم ينج احد من عائلتها سواها ومعها ابنين لها.

"دنيا الوطن" تواصلت مع السيدة رحاب كنعان، التي تبناها الرئيس بعد عودتها الى قطاع غزة، وخرجت بالتالي..

قالت السيدة رحاب: "ألف رحمة ونور على الروح الطاهرة التي جعلت لنا دستورا وهوية، والتي كانت الحضن الدافئ للشعب الفلسطيني وخاصة عندما كنا في الشتات، فهمها تكلمنا تعجز كل الكلمات أن تعطي حق هذا الإنسان الأسطورة".

وأضافت: "عايشت أبو عمار في لبنان، وخاصة في اجتياح 1982، كان بمثابة الأب الحنون، وخاصة نحن الذين استشهدوا عائلتنا تبنانا، فكان والدنا، فالنساء اللواتي كن في مخيم تل الزعتر، لم يقبل أبو عمار بأن يضعن، فقد أقام لهن مدرسة الكرامة، وكان هناك حضن دافئ لهن".

وتابعت السيدة رحاب بقولها: "أي بنت كانت تريد الزواج، فقد كان ابو عمار بمثابة الوالد، هو الذي يوافق على الزوج وهو الذي يرفضه، وقد حضرت فرح لإحدى البنات في تونس، فكان أب بمعنى الكلمة، فلم يشعر الفتاة بفقدان والدها، وبالتالي نفتقر لهذه اللمسات، وسيبقى مخلدا في قلوبنا".

واستطردت بقولها: "في عام 1982 وقت الحصار الاسرائيلي، كنت في منزل مقابل للمجلس الثوري، وفي الحرب نزلنا على الملجأ، فعندما شاهدني الرئيس عرفات، استغرب وسأل عني، وشاور لي بأصبه على أن أتقدم اليه، واحتضنني، وأجلسني بجانبه، وقلت له أني من تل الزعتر وفقدت 54 شهيدا في مجزرة صبرا وشاتيلا، وعندما سمع قصتي، وقف وسلم علي مرة اخرى وقبلني من جبيني، نحن خسرنا الاب مرتين، الاول الذي انجبنا، والثاني ابو عمار".

وأشارت السيدة رحاب، إلى أن أبو عمار كان متعوداً بشكل يومي، يأتي ويطمئن عليها وعلى ابنتها وفاء، لافتة إلى أنه كان متواضعا بشكل كبير، فقد كان يرفض الألقاب مثل السيادة وعطوفة، وانما كان يحب أن يُنادى "بالختيار"، كما أنه دائما يسأل عن احتياجاتها.

وفي السياق، قالت: "في شهر رمضان، كان أبو عمار يحمل "طنجرة الطبيخ" في السيارة وكل يوم يفطر مع الشباب، وكان يمشي تحت القصف، ويصل الى خط التماس مع الاحتلال، والشباب كانوا يرجعونه خوفا عليه، لذلك فهو قائد ينزل للشعب وليس العكس".

وأضافت: "عندما خرج ابو عمار من لبنان وتوجه الى تونس، كان في استقباله حافلا، لدرجة أن الكوفية الخاصة به تم تمزيقها، والكل يسعى للحصول على قطعة منها ويقبلوها، فهو أول رئيس في العالم يخرج له أربع جنازات".

وحول شعورها عند استقبال خبر استشهاد أبو عمار، أكدت السيدة رحاب، أن استقبلت ذلك كما استقبلت استشهاد والدها، لانه كان أب للجميع، قائلة: "عندما كنا نطلب لبن العصفور فلم يكن يقول لنا لاء، فهو أب للشعب كله، حيث كنا نقول له: (يا ختيار بدنا نفرح فيك، بدنا نشوف اولادك)، قال لنا: (ايه ده؟ يعني رح اجيبلكم اثنين او عشرة او عشرين، دا الشعب كلو اولادي)، خاصة نحن الذين أهالينا استشهدوا فلم يكن يرفض لنا أي طلب".

وأضافت: "لو لم يستشهد أبو عمار، لكان وضعنا فوق الريح، فلن يقصر بتأمين بيت لي أو وظيفة لأولادي، فقد خرجت من لبنان بولدين فقط، ولم أستطع توظيف احد منهم".

وتابعت: "في مرة من المرات في قطاع غزة، رأيت أبو عمار في احد الابراج في منطقة تل الهوا، فجئت أسلم عليه، ولكن المرافقين ارادوا منعي، ولكن قال لهم: (اتركوها دي بنتي الغالية)، فقلت له: (يا ختيارنا انا محتاجة الى منزل، وقال لي دا من حقك، ولكن للأسف لم يتم توصيل الكتاب الخاص بالمنزل إليه)".

واستطردت بقولها: "الان أنا احيي ذكرى أبو عمار في منزلي، فأضع الورود وصوره، وأقيم قبراً له في داخل منزلي، وبالتالي نتمنى ان تبقى ذكراه دائما".

التعليقات