انتهاء فرص تشكيل الحكومة الإسرائيلية برئاسة غانتس

انتهاء فرص تشكيل الحكومة الإسرائيلية برئاسة غانتس
صورة أرشيفية
رام الله - دنيا الوطن
نقلت صحيفة (يسرائيل هيوم) الإسرائيلية، عن مسؤولين كبار في النظام السياسي قولهم: إن فرص تشكيل حكومة وحدة في البلاد وصلت إلى الصفر، وإذا لم يحدث أي تقدم جريء، فإن إسرائيل ستخوض الانتخابات للمرة الثالثة خلال عام، حيث يشارك في هذا التقييم مسؤولون في أحزاب الليكود، أزرق- أبيض، إسرائيل بيتنا واليمين الجديد.

وحسب الصحيفة، يقول مسؤول سياسي كبير: إنه في الوضع الذي نشأ، وخاصة بعد التحقيق مع المتحدثين باسم رئيس الحكومة، الأسبوع الماضي، وردود الفعل التي أثارها في كلا المعسكرين، أصبحت الاختلافات في المواقف بين الطرفين كبيرة للغاية وغير قابلة للجسر، مشيرةً إلى أن الوضع القانوني لرئيس الوزراء هو الاعتبار الحاسم في الصراع بين الحزبين.

وقال إن أزرق- أبيض ينتظر قرار المستشار القانوني للحكومة بشأن تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو في غضون أسابيع قليلة. وبالنسبة لحزب أزرق- أبيض، حتى إذا ألغى مندلبليت تهمة الرشوة، فإن أي لائحة اتهام ضد نتنياهو، ستعرقل إمكانية تشكيل حكومة معه.

من ناحية أخرى، قال المسؤول السياسي الكبير، إن نتنياهو يريد الاستمرار في شغل منصب رئيس الوزراء، حتى بعد توجيه الاتهام إليه، لهذا السبب، لن يترك منصبه في وقت مبكر، وعلى ما يبدو، حتى بعد تقديم لائحة الاتهام سيواصل التمتع بدعم كامل في الليكود والكتلة اليمينية. 

وأشارت الصحيفة، إلى الانتقاد الشديد الذي وجهه رئيس الوزراء ووزير القضاء أمير أوحانا إلى النيابة العامة، من جهة، والخطاب الانتخابي الذي ألقاه بيني غانتس في ميدان رابين، من ناحية أخرى، كدليل على اتساع الفجوة بين الطرفين، مضيفة أنه من الواضح الآن أن كتلة اليمين والليكود، لن يتخلوا عن نتنياهو وسيخوضون الانتخابات للمرة الثالثة، على الرغم من احتمال تعرضهم للضرر. 

من ناحية أخرى، أشارت الصحيفة، وفق مصدر لها، أنه تم تقويض مكانة غانتس في حزبه، وانه حتى لو أراد تبني مخطط الرئيس، فإنه لا يستطيع فعل ذلك، وأن حكومة الوحدة ماتت وإسرائيل في طريقها إلى انتخابات ثالثة.

بالإضافة إلى ذلك، بعد سقوط خيار تشكيل حكومة أقلية بدعم خارجي من الأحزاب العربية – بسبب معارضة أفيغدور ليبرمان، ويوعاز هندل وتسفي هاوزر من ازرق – ابيض، فإن الخيار الوحيد المتبقي هو عودة ليبرمان إلى كتلة اليمين. ووفقًا للمصدر السياسي، فإنه "بما أن حكومة الوحدة ماتت، فإن من شان خطوة جريئة كهذه من جانب ليبرمان أن تمنع انتخابات ثالثة. وفي الوقت نفسه، تنفذ الرمال في ساعة النظام السياسي، إذ لم يتبق أمام بيني غانتس إلا أسبوعين لتشكيل الحكومة. 

وفي نهاية هذه الفترة، ستكون الطريقة الوحيدة لمنع الانتخابات هي توقيع 61 من أعضاء الكنيست على دعم أحد المرشحين – وهو سيناريو منخفض للغاية ويعتمد على تفكك إحدى الكتلتين، حسب الصحيفة.

في هذه الثناء، تواصل أمس تبادل الاتهامات بين الليكود وأزرق – ابيض. لقد التقى نتنياهو وغانتس في الاجتماع التذكاري للحاخام عوفاديا يوسف، الذي عقد في الكنيست، وتحدث الاثنان عن مزايا الوحدة. ومع ذلك، بعد ذلك بفترة وجيزة، أبلغ رئيس الوزراء قادة اليمين بأن أزرق – ابيض قطع الاتصال، ولم يعد مستعدًا للتفاوض مع الليكود. وقال نتنياهو: "لقد وافقنا على العديد من التنازلات. أردت أن أسمع إجابات من غانتس ولم أسمع أي إجابة. لقد حاول فريق التفاوض لدينا طوال يومين مقابلة فريق التفاوض في أزرق- ابيض، لكن أزرق- ابيض يرفض ذلك من يوم لآخر، وحتى الآن لم يتم تحديد موعد لعقد اجتماع."

وعقبوا في أزرق- ابيض على ذلك قائلين إن "سلوك نتنياهو يثبت أنه لا يريد الوحدة، بل حكومة حصانة". ويدعي قادة في القائمة أن المفاوضات مع الليكود وصلت إلى باب موصد. وفي الأيام الأخيرة، كما يقولون، طرا تغيير على توجه القائمة – من هدف الوحدة مع الليكود، إلى هدف تشكيل حكومة أقلية تضم ازرق – ابيض والأحزاب اليسارية والعربية.

وقال مسؤول كبير في الحزب لصحيفة "يسرائيل هيوم": "بالنسبة لنا، كانت هناك محاولة حقيقية لتشكيل حكومة وحدة، لكنها لم تنجح. نتنياهو جعل الجميع يشمئزون منه ونحن لا نثق به. هذا يتركنا أمام خيار واحد – أن نتدبر من دون الليكود، ونأمل ألا يقود ليبرمان إلى الانتخابات، بل على العكس، ان يكون بمثابة منقذ ". في هذه الحالة هل سنتوجه إلى انتخابات ثالثة؟ على هذا أوضح المسؤول في أزرق – أبيض، أن "كل هذا يتوقف على مقياس كراهية ليبرمان لنتنياهو".

في الوقت نفسه، نفى مسؤولون يمينيون كبار تقارير الأمس حول تفكيرهم في ترك الكتلة اليمينية والانضمام إلى حكومة يقودها غانتس. وقال مقربون من عضو الكنيست نفتالي بينت لـ "يسرائيل هيوم" إن رجال غانتس قدموا اقتراحات سخية للحزب، بما في ذلك استعداده لإعلان السيادة الفورية في غور الأردن إضافة إلى المناصب الوزارية لبينت وشكيد. لكن الحزب يتمسك بكتلة اليمين وبدعم نتنياهو، ورفض كل الاقتراحات.

إلى ذلك، فقد التقت أييلت شكيد، أمس، بالنائب أفيغدور ليبرمان في الكنيست. وتقول مصادر سياسية إن شاكيد تحاول التسوية وإيجاد طريقة لإعادة ليبرمان إلى اليمين. وتجدر الإشارة إلى أن الاثنين قد عقدا بالفعل اجتماعات مماثلة من قبل. وبالأمس، ذكرت شركة الأخبار أيضًا أن ليبرمان سيبدأ جولة من المشاورات في الأيام المقبلة بغرض اتخاذ قرار نهائي. وقالوا في إسرائيل بيتنا، رداً على ذلك "لا نؤكد ولا ننفي".

على كل حال، وفي محاولة لإنهاء المعضلة السياسية، من المتوقع أن تجتمع فرق التفاوض من ازرق- أبيض، والعمل- جسر، اليوم، بهدف المضي قدمًا لإبرام خطوط عريضة مشتركة.

التعليقات