ظفائر المقدسيات تتخطى المليون شيكل وتُنقذ مرضى السرطان بغزة والضفة

ظفائر المقدسيات تتخطى المليون شيكل وتُنقذ مرضى السرطان بغزة والضفة
ظفيرة فتاة مقدسية تبرعت بها لمرضى السرطان
خاص دنيا الوطن
لم تتوقف معاناة مرضى السرطان اللعين، الذي ألقى بظلاله السوداء على أجساد ضعيفة في فلسطين، ولم تكف الآهات وحروق القلب والجسد التي يُسببها ببطء، بل تضاعفت معاناة المرضى جسدياً ونفسياً بسبب الضعف في الإمكانيات والنقص الدائم في المعدات والأجهزة التشخيصية والعقاقير والأدوية.

ومؤخراً تفاقمت أزمة مرضى السرطان، وظهرت على السطح من جديد بعدما قام المستشفى الوحيد- مستشفى المُطلع بالقدس- الذي يُعالج مرضى السرطان من كافة أنحاء فلسطين، بإيقاف علاج المرضى، وإرجاعهم دون جرعات، وإعادة التحويلات الطبية القادمة من غزة، وذلك بحجة مرور المستشفى بأزمة مالية ناتجة عن عدم سداد السلطة الفلسطينية الديون المتراكمة عليها.

وبينَ بيان من المستشفى، وبيان من وزارة الصحة، لم يقف الشعب الفلسطيني مُتفرجاً أمام ما يحدث، ولم ينتظر أن تتفاقم مشاكل المرضى، وخوفاً من أن يفقد البعض حياتهم، قام عدد من النشطاء والإعلاميين بتدشين هاشتاج #أنقذوا_مرضى_السرطان.

وكتب الإعلامي والناشط المقدسي، أحمد البديري حول الهاشتاج: "لن تتوقف الحملة حتى نرى الأدوية، ومستشفى المطلع يقول للآن لا يوجد حلول ولا يوجد مال لشراء الأدوية، وكلها مماطلة على حساب المرضى، وهم في خطر شديد"، مؤكداً أن الحملة من #القدس و#غزة وخانيونس ورام الله وبيت لحم.

وقال البديري في لقاء صحفي أثناء وقفة تضامنية أمام مستشفى المطلع: "لن يكون هناك تهاون أو تساهل أو مجاملات بروتوكلات في هذا الموضوع، لأنه إنساني بالدرجة الأولى، والوقت يمر والحالات في خطر، ولا علاج في المستشفى للمرضى الذين يأتون من غزة، وباقي المدن الفلسطينية، ويعودون بلا علاج".

  
 


وأكد أن هدف الحملة الوحيد، هو وصول جرعات الأدوية إلى المرضى الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

وكشف أن الحملة بدأت بخمسة أشخاص من القدس، لا يعنيهم ما يحدث بين المستشفى ووزارة الصحة، وقال: "الأمر مؤلم، ومن غير المقبول، أن يموت مرضى بسبب حجج إدارية وحجج مالية".

ووجه البديري، الشكر لرئيس الوزراء محمد اشتية، بسبب تحويله مبلغاً للمستشفى، وعمله انفكاكاً عن المستشفيات الإسرائيلية، واصفاً موقفه بالوطني، ودعاه للقدوم إلى القدس مع وزيرة الصحة، مشيراً إلى أن التعامل مع العاصمة لا يكون بالشعارات، ولكن بالواقعية السياسية والاقتصادية والإنسانية.

وعلق الناشط علاء أبو دياب: "ما تخيلت بحياتي إنو لازم نعمل حملة لإنقاذ مرضى السرطان! سقفنا قاعد بوطى كتير..انتو عم تلعبوا بالنار.. صحتنا وصحة أحبابنا مش خاضعة للمساومة.. إذا مات طفل واحد بسبب هاي الأزمة، الشارع مش رح يرحمكم.. اصحوا.. هدول أولادنا، حتى البسس بتخرمش اذا بتقرب ع أولادها".

وكشفت الناشطة ديالا عبد الله عن قصة الطالبة سلمى في جامعة بير زيت، والتي لم تستطع القدوم للقدس؛ لتشارك في وقفات الحملة، فقامت بعمل مبادرة في حرم الجامعة.

حيث أحضرت لوحة وجمعت عليها بصمات كل شخص تبرع أو لم يتبرع كدعم معنوي، بالإضافة إلى تبرع مادي، وجمعت مبلغاً جيداً بالإضافة إلى حلقات توعية عما يحدث لمرضى السرطان، ووزعت بوسترات بعنوان الحملة.







ولم تنته هذه الحملة وهذا التعب سدىً، حيث فاجأ البديري مُتابعيه بفيديو لأعضاء الحملة، وهم يحصون التبرعات التي جمعوها بعدما هبّ الشعب المقدسي ولبى النداء.

وكشف البديري، أن التبرعات وصلت إلى أكثر من مليون و45 ألف شيكل، وتم شراء أول دواء مخصص لمرضى السرطان.

ولم تكتف المقدسيات الجميلات بذلك، بل قمن بقص ضفائر شعورهن، والتبرع بها لمن فقد شعره بسبب جرعات الكيماوي الحارقة.

  
 


ونقلت إحدى ناشطات الحملة، وتُدعى فادية فتيحة مشاهد وصول أول شاحنة دواء تم شراؤها بالتبرعات، وأول "روشيتة".


 


ووجهت فادية شكرها للجميع: "شكراً لكل من آمن بحملتنا ومبادرتنا، شكراً لكل من لبى نداء مرضى السرطان وتبرع، شكراً للأطفال والشباب والشيوخ والأمهات، أطفال تبرعوا بمصروفهم وحصالاتهم (أحد الأطفال قال لي صاحبي معه حق هدول ياحرام ما عندهم حواجب وشعر... قلناله إن شاء الله بطيبوا وبرجع شعرهم)، اطفال تبرعوا بجدلة الشعر (لعمل باروكه للاطفال)
أناس تبرعوا بكل مايملكون من نقود، واحتفظوا بأجرة الباص".

وكشفت: "ضمن المتبرعين كان هناك المسنون والمرضى المصابون بالسرطان اللعين، الكثير ممن فقدوا أطفالهم وغواليهم بهذا المرض أمهات فقدن أغلى ما يملكن، دموع مختلطة وكأنها تقول يكفي أن ابني مات لا أريد أن يموت طفل آخر، وشاب صغير ينقل المتبرعين بسيارته، وعائلة وزعت الحلوى والهدايا، وأخرى أحضرت أجهزة طبية، وعائلات أحضرت أدويه كانت لمريضهم قبل أن يُتوفى".

وأضافت: "معلمات ومعلمون ومدارس وروضات وجمعيات نسوية مقدسية ولجان أولياء أمور وطلاب وجامعون ومبادرات شبابية طلابية بالجامعات وعمال بسطاء ومكفوفون كل طبقات المجتمع مع حفظ ألقابهم وتقديرنا لهم".
 




صور التبرعات:











التعليقات