جريمة بشعة تهز مصر.. أُجبِر على القفز من قطار مسرع ففُصل رأسه عن جسده

جريمة بشعة تهز مصر.. أُجبِر على القفز من قطار مسرع ففُصل رأسه عن جسده
الضحية محمد عيد
بكم تذكرة القطار؟ بعُمرك.. ليست مزحة، وليست بيتاً من شعر رومانسي، بل هي جريمة بشعة هزت مصر أمس الاثنين، حين دفع شاباً حياته ثمناً لتذكرة القطار، وخسر صديقه أحد قدميه.

الواقعة الصادمة التي أثارت غضب عدد كبير من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي بدأت بعد انتشار مقطع فيديو لحادث مأساوي تضمن إجبار محصل قطار لشابين على إلقاء نفسيهما من قطار VIP رقم 934 المتجه من الإسكندرية إلى الأقصر أثناء سيره، وتسبب في وفاة أحدهما وإصابة الآخر

 


 وبحسب وسائل إعلام محلية، ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على رئيس قطار وكمسري "محصل تذاكر" بعد أن تسببا في وفاة شخص يدعى محمد عيد 23 سنة من شبرا الخيمة، وبتر قدم شاب آخر يدعى أحمد محمد 25 سنة من الشرابية بالقاهرة.

وتداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو لمجموعة من ركاب القطار في مشادة مع محصل التذاكر "كمسري" بعد أن قام بإجبار راكبين أثناء سير القطار على إلقاء نفسيهما خارجه، لعدم حملهما تذاكر أو نقودًا داخل القطار، ما أدى إلى مصرع الأول وإصابة الثاني بجروح خطيرة.

 


 تقرير الطب الشرعي

وفور انتشار مقطع الفيديو أصدرت هيئة السكك الحديدية المصرية بيانًا قالت فيه: "أثناء قيام رئيس القطار بمطالبة اثنين من الركاب بدفع قيمة الأجرة امتنعا عن دفعها، وأثناء تهدئة القطار بمحطة دفرة لوجود عطل بنظام الإشارات بالمحطة، قاما بالنزول من القطار أثناء سيره ما أدى إلى سقوط أحدهما أسفل عجلاته وتوفي في الحال، وأصيب الراكب الآخر وتم نقلهما بالإسعاف لمستشفى طنطا العام".

وقررت نيابة طنطا شمال العاصمة المصرية القاهرة حبس "الكمسري"، وهو شخص يجمع أجرة ركاب القطار، متهم في واقعة قفز شخصين من الباعة الجوالين من القطار، 4 أيام على ذمة التحقيقات، لحين ورود تحريات المباحث.

وكشف الطب الشرعي المصري الستار عن التقرير المبدئي وقال إنه بعد الكشف على المتوفى تبيّن أنه أصيب بتهتك في أنسجة الرقبة وانفصال الرأس عن الجسم، ما أدى إلى الوفاة على الفور.

رواية العائلة

وكشف تامر عيد شقيق محمد عيد مفاجأة حول مقتل أخيه، مفيدًا أنه ذهب ليستأذن محصل التذاكر أنه لا يملك مالًا لشراء التذكرة، وهذا عكس ما صرح به المسؤولون بسكة الحديد بأن الضحية وصديقه استقلا القطار خلسة.

 


وأضاف عيد خلال مداخلة تلفزيونية، أن الضحية كان موجودًا مع صديقه في محافظة الإسكندرية لقضاء وقت فراغهما، مضيفًا: "أخي قضى أسبوعًا مع صديقه في الإسكندرية ونفدت أمواله وقرر ركوب القطار، وانتظار المحصل للاستئذان منه، وكنا سنقوم بمحاسبة المحصل فور وصولهما".

وأضاف أن المجني عليه وصديقه قاما بركوب القطار وذهبا إلى المحصل وطلبا منه الركوب لأنهما ليس معهما نقود، ولكنهما فوجئا برد المحصل عندما قال لهما “ انزلوا هنا“، والقطار كان يسير بسرعة عالية وفتح الباب وأنزلهما بالقوة.

وتابع عيد: "صديق أخي المجني عليه هو من قص عليه ما حدث في الواقعة وأنه مصاب بالرأس نتيجة القفزة الخطيرة التي كادت تودي بحياته مثل أخي".

ماحدث غير مبرر!

وعلق وزير النقل المصري، كامل الوزير، على حادث قطار الإسكندرية بأنه خطأ فردي، وسوف يحاسب مرتكبوه بكل شدة. وأعلن أنه سيزور أسرة الضحية، محمد عيد، اليوم بشبرا الخيمة لتقديم العزاء.

كما أضاف الوزير في مداخلة تلفزيونية أن "ما حدث غير مبرر، والضحايا ليسوا أطفالا مثلما قيل، ولكنهما شابان عمرهما 33 عاما، لم يدفعا ثمن التذكرة، ورفضا السداد"، وتابع أن ذلك ليس مبررا لما حدث، وأشار إلى أن التذكرة ليست بمبلغ 70 جنيها كما أشيع، والغرامة 30 جنيها، وتحصيلها ما كان ليضر بأحد، "خاصة وأن الضحايا كانوا في القطار الفاخر، وما حدث تصرف فردي لن نسمح بتكراره".

كما أعلن وزير النقل عن بدء دورات تأهيل وعلاج نفسي للعاملين بالسكك الحديدية غدا، لتدريبهم على التعامل مع الجمهور، مشيرا إلى أنه سيقدم العزاء بنفسه لأسرة الفقيد، ضحية حادث القطار، وسيعتذر لهم، وسيزور الشاب المصاب في مستشفى طنطا.

شاهد عيان

و استضاف الإعلامي، أحمد موسى، على قناة صدى البلد شاهدا عيانا على الواقعة، ويدعى، عماد عامر، قال إنه  بينما كان في منطقة المدخنين بين عربات القطار، رأى رئيس القطار وقد وضع الشابين أمام خيارين: "إما إظهار بطاقات إثبات الهوية" أو القفز من القطار، وفتح لهم الباب.

 


 وحينما قفز الشابان، سقط أحدهما بعيدا، بينما بقي الآخر متمسكا بقضيب في القطار فوقع تحت عجلاته.

أقوال"الكمسري"
وأدلى همام مجدي "كمسري "قطار طنطا" المتهم بإجبار الشابين على القفز من القطار بأقواله، وقال المتهم خلال التحقيقات: "أنا مش عملت أي حاجة وهما اللي قفزوا، وفتحوا باب القطر عشان مش معاهم فلوس التذكرة".

وتابع "مجدي" في أقواله: "من مهام عملي حفظ الأمن والاستقرار داخل القطار والبدء في تحصيل قيمة رسوم التذاكر من الركاب المتخلفين عن الحصول على تذكرة من أبواب الحجوزات بمحطات القطارات".

وأضاف المتهم الذي وجهت له النيابة العامة تهمة القتل العمد: "فوجئت بشابين يقفان في وسط عربة ركاب الدرجة الأولى مكيفة وسط الناس في حالة من الهرج والمرج، وطالبتهما بسداد قيمه تذكرتين، فامتنعا عن السداد بأسلوب غير لائق فالتزمت كوني موظفا في هيئة السكك الحديدية باتباع إجراءات إدارية بمطالبتهما بالسداد أو تسليمهما إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات، ولكنهما قفزا من القطار هربًا".

وأنكر "الكمسري" أمام النيابة العامة قيامه بإجبار الشابين على القفز أو دفعهما بيده للقفز من أبواب عربة القطار.

وتابع المتهم خلال أقواله: "إحنا بشر ونعرف يعني إيه إنسانية التصرف والتعامل مع الشباب، لكنهما تسرعا في القفز إلى خارج القطار قبالة قرية دفرة عقب تحركنا من محطة قطارات طنطا العمومية".

وتابع "الكمسري: "ربنا يرحم الشاب الضحية، ويسكنه فسيح جناته وأنا لم أقصد التعرض له في أي شيء ولكن هو وزميله انفعلا في الكلام معي وأرادا الخروج من القطار أمام جميع الركاب من خلال القفز أثناء سير القطار".

الشعب مصدوم

الواقعة صدمت الشعب المصري الذي ترجم غضبه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب الطبيب أحمد عاطف: "انا مش مصدق ازاى نوصل للمرحلة دى ونستحل دم بعض كدا ! ... يعنى ايه كمسرى قطر يجبر اتنين عيال غلابة انهم ينطوا من القطر وهو ماشى عشان مدفعوش تذكرة ! فيموت منهم واحد والتانى تتقطع رجله !!! حسبى الله ونعم الوكيل".

وعلق الناشط محمد الخولي: "ده على أساس ان مصر فيها رجالة اساسا ؟ عربية كاملة شايفين كمسري مريض نفسيا بيمارس السادية علي ولدين لحد ما قتلهم وساكتين
ملعون ابو ده شعب القليل فيهم تقدر تقول عليه بني آدم".

وتسائلت الناشطة نهى علي: "عايزه اسأل سؤال بس الناس الموجوده دي كلها وركبيين القطار معرفوش يمنعوه او حتى يدفعوا الفلوس دي عن العيال حتى لو كل واحد دفع ٥ جنبيه انا مش فاهمه بنصور وخلاص طب دورنا فين ركاب العربيه الي شافو الواقعه فين".

وطالبت فاطمة صفا بمحاسبة المتفرجين الصامتين قائلة: "الي كانوا بيتفرجو لازم إعدامهم كمان الي صار مخيف".

وفسر الناشط تامر علي صمت الآخرين قائلاً: "كلما استبد الواقع بالبشر ولم يجدوا من يحنوا عليهم زادت الضغوط وزاد الخلل و حدثت القسوة المجتمعية واصبح كل مظلوم ومقهور يمارس الظلم والقهر علي الاخرين".

وواسى محمد سعيد نفسه كاتباً: "لو بصينا لنص الكبايه المليان هما حجزوا تذكرتين للجنه وهو حجز تذكره للنار".

  


















التعليقات