بابوا غينيا الجديدة.. حيث يقدَّم الميت كوليمة لأقربائه

بابوا غينيا الجديدة تعتبر هذه المدينة من الأماكن التى عرف عنها الرغبة في نفوس البشر هذا بمجرد سماع اسمها، إذ يعرف عن هذه الجزيرة أن أهلها كانوا عندما يموت شخص ما منهم يقومون بالطقوس لجنازته ثم يذهبون بعد ذلك به إلى البيت حاملينه ويقيمون وليمه ضخمة على جسده، أي أنهم بالمعنى الدقيق يقومون بالتهام جسده التهاما كما تفعل الوحوش، واستمر لفترة طويلة حتى ظهور المرض الذى نتج بسبب تلك العادة المريعة، وكان هذا المرض سببا في نهاية هذه العادة على الاطلاق.
مدينة بابوا غينيا الجديدة

بحسب مقال نشرته Qallwdall عندما تسمع كلمة غينيا على الفور سيتبادر إلى ذهنك غينيا الموجودة في إفريقيا، ولكن عند التمعن في الحديث سوف تجد أن غينيا هذه غير غينيا تلك، فالحديث هنا عن غينيا التي تتواجد في قارة أستراليا وليست في قارة إفريقيا التي هي ثاني أكبر جزر العالم مساحة على وجه الأرض، وإنما نتحدث هنا عن غينا التي تملك مساحة صغيرة وعدد سكانها صغير، عرف العالم بابوا غينيا قبل حوالي ستة قرون، لكنها قد بدأت تنتشر منذ أربعة قرون فقط، وتحديدًا في القرن السادس عشر.
سكان بابوا غينيا الجديدة

يقول البعض أن تلك الجزيرة الواقعة في أستراليا كانت مأهولة بالناس منذ وقت طويل يتجاوز الوقت الذي من المفترض أن الاكتشاف قد حدث به، لكن ما ساهم في أن تظل تلك الجزيرة معزولة عن العالم ولا يعرف أحد عنها شيئا هو أن السكان هناك كانوا يعيشون حياة السمك، بمعنى أنهم يعتقدون أن كل من سيُفكر في الخروج من الجزيرة ويصطدم بهذا العالم الخارجي الموحش فسوف يلقى الموت عقاب له، كانوا يخافون من العالم، وهذا بالتأكيد يرجع إلى كونهم لا يعرفون عنه الكثير، بل إنه ربما كان بعضهم يظن أنه لا توجد حياة وأناس آخرون خارج تلك الجزيرة.
سمحت حياة سكان بابوا المنعزلة بأن تحتدم الصراعات الداخلية على أتفه الأسباب، فمثلًا، فيما يتعلق بتوزيع البيوت عن الناس كان الشخص المتغلب بالقوة هو الذي يظفر بنصيب الأسد، وكان النظام هناك نظاما قبليا، بمعنى أن كل قبيلة تعتبر نفسها دولة قائمة بذاتها، وهذه يُعطي الحق في الحفاظ على نفسها ضد أي عدوان خارجي.
اكتشاف العادة الغريبة

أثناء الرحلات الاستكشافية التي قام بها الأوروبيون إلى بابوا غينيا الجديدة كان أهم ما يشغلهم بعد دراسة الجزيرة أن يتم دراسة الناس نفسهم، بمعنى دراسة ما يحبون وما يكرهون ودراسة عاداتهم وتقاليدهم، كان هذا شغفهم الوحيد، وكانت حالة الجزيرة وجوها العام ينذران بأن الكثير من الأمور المدهشة تحدث، أمور يجب ألا يتم تفويتها وتوثيقها توثيقًا يضمن نقلها إلى العالم الآخر، العالم الحقيقي الذي يعيش فيه أناس عاديون لا يأكلون لحوم موتاهم مثلما يفعل هؤلاء، فقد كان مدهشًا بالنسبة للأوروبيين أن يرصدوا جنازة ثم يكتشفوا أن الميت لم يُدفن أو حتى يُحرق، وإنما يؤكل، أجل كما تسمعون، كان هؤلاء المجانين الغرباء يأكلون موتاهم.
أكل لحوم البشر

تمكن المستكشفون الأوروبيون من كشف الكثير من الحقائق في حياة سكان جزيرة بابوا غينيا الجديدة، فبالرغم من أن السكان كانوا يكرهون هؤلاء المستكشفين ويُحاربونهم ويقتلونهم إلا أنهم في نفس الوقت لم يتمكنوا من إخفاء كل شيء يتعلق بحياتهم، كانوا كالكتاب المفتوح الذي من السهل جدًا قراءته، ثم إنه من السهل جدًا استكشاف الأشياء الظاهرة التي يصعب إخفاؤها، وعلى رأس تلك الأشياء ما يتعلق بالعادة الغريبة في تكريم الموتى، والتي في الحقيقة أدهشت الأوروبيون إلى أبعد حد، لدرجة أنهم بعدما رأوا هذا بدؤوا يقللون من رحلاتهم إلى تلك الجزيرة.
الأمر ببساطة يبدأ من الموت، حيث يكون الحزن شديدا بين أفراد القبيلة وكل الذين لهم علاقة بهذا المتوفى، هذا الحزن يُتبع بدعوة الناس لتقديم واجب العزاء في المتوفي ومواساة أهله، إلى هنا كل شيء يمضي بخير، ثم بعد ذلك يتم الإمساك بالناس وإجبارهم على تناول الوليمة التي يتم إعدادها، والمكونة من أجزاء الشخص المتوفى وبعض أعضائه، وهنا لا يُمكن أبدًا أن تقول بأن كل شيء يخير، بل ثمة كارثة حقيقية تحدث.
ووقت الوليمة يُقدم لحم المتوفي في صورة طبيعية على الحساء، ثم يُعطى لأقرباء المتوفى من الدرجة الأولى، أطفاله وزوجته، الكبد والمخ، وهما بالنسبة لهؤلاء المجانين القطع المُفضلة التي تتواجد بها كل الفائدة، كما أنه لا يقوم بأكلهما إلا من كان يحبه المتوفى، وبعد ذلك يتم شرب الدماء وكأنه شراب تحلية.
بداية عادة أكل لحوم البشر

لا يعرف متى بدأت تلك العادة عند سكان جزيرة بابوا غينيا الجديدة، ومن الغريب انهم لا يعرفون من الأساس أن ما يفعلونه مناف للطبيعة البشرية، بل زعموا أن استنكار الأوروبيين للأمر يعني أنهم هم الذين يُخالفون الفطرة، وأنه من الغريب جدًا أن يتم دفن الشخص بعد موته وتركه وليمة للتراب أو الدود أو اللصوص الذين يحرصون على سرقة أعضاء الموتى، وبالرغم من محاولات الأوروبيين المستميتة في جعلهم يتراجعون عن ذلك الفعل المقزز إلا أنهم لم يقتنعوا ولو لدرجة صغيرة، وكأنه كان من الواجب أن تحدث معجزة أولًا حتى يرجعوا عن هذا الجنون، وبالفعل حدثت المعجزة بأن جاء المرض الخطير الذي يؤدى الى الهلاك فتركوا تلك العادة خوفا على أنفسهم من ذلك المرض.
مدينة بابوا غينيا الجديدة

بحسب مقال نشرته Qallwdall عندما تسمع كلمة غينيا على الفور سيتبادر إلى ذهنك غينيا الموجودة في إفريقيا، ولكن عند التمعن في الحديث سوف تجد أن غينيا هذه غير غينيا تلك، فالحديث هنا عن غينيا التي تتواجد في قارة أستراليا وليست في قارة إفريقيا التي هي ثاني أكبر جزر العالم مساحة على وجه الأرض، وإنما نتحدث هنا عن غينا التي تملك مساحة صغيرة وعدد سكانها صغير، عرف العالم بابوا غينيا قبل حوالي ستة قرون، لكنها قد بدأت تنتشر منذ أربعة قرون فقط، وتحديدًا في القرن السادس عشر.
سكان بابوا غينيا الجديدة

يقول البعض أن تلك الجزيرة الواقعة في أستراليا كانت مأهولة بالناس منذ وقت طويل يتجاوز الوقت الذي من المفترض أن الاكتشاف قد حدث به، لكن ما ساهم في أن تظل تلك الجزيرة معزولة عن العالم ولا يعرف أحد عنها شيئا هو أن السكان هناك كانوا يعيشون حياة السمك، بمعنى أنهم يعتقدون أن كل من سيُفكر في الخروج من الجزيرة ويصطدم بهذا العالم الخارجي الموحش فسوف يلقى الموت عقاب له، كانوا يخافون من العالم، وهذا بالتأكيد يرجع إلى كونهم لا يعرفون عنه الكثير، بل إنه ربما كان بعضهم يظن أنه لا توجد حياة وأناس آخرون خارج تلك الجزيرة.
سمحت حياة سكان بابوا المنعزلة بأن تحتدم الصراعات الداخلية على أتفه الأسباب، فمثلًا، فيما يتعلق بتوزيع البيوت عن الناس كان الشخص المتغلب بالقوة هو الذي يظفر بنصيب الأسد، وكان النظام هناك نظاما قبليا، بمعنى أن كل قبيلة تعتبر نفسها دولة قائمة بذاتها، وهذه يُعطي الحق في الحفاظ على نفسها ضد أي عدوان خارجي.
اكتشاف العادة الغريبة

أثناء الرحلات الاستكشافية التي قام بها الأوروبيون إلى بابوا غينيا الجديدة كان أهم ما يشغلهم بعد دراسة الجزيرة أن يتم دراسة الناس نفسهم، بمعنى دراسة ما يحبون وما يكرهون ودراسة عاداتهم وتقاليدهم، كان هذا شغفهم الوحيد، وكانت حالة الجزيرة وجوها العام ينذران بأن الكثير من الأمور المدهشة تحدث، أمور يجب ألا يتم تفويتها وتوثيقها توثيقًا يضمن نقلها إلى العالم الآخر، العالم الحقيقي الذي يعيش فيه أناس عاديون لا يأكلون لحوم موتاهم مثلما يفعل هؤلاء، فقد كان مدهشًا بالنسبة للأوروبيين أن يرصدوا جنازة ثم يكتشفوا أن الميت لم يُدفن أو حتى يُحرق، وإنما يؤكل، أجل كما تسمعون، كان هؤلاء المجانين الغرباء يأكلون موتاهم.
أكل لحوم البشر

تمكن المستكشفون الأوروبيون من كشف الكثير من الحقائق في حياة سكان جزيرة بابوا غينيا الجديدة، فبالرغم من أن السكان كانوا يكرهون هؤلاء المستكشفين ويُحاربونهم ويقتلونهم إلا أنهم في نفس الوقت لم يتمكنوا من إخفاء كل شيء يتعلق بحياتهم، كانوا كالكتاب المفتوح الذي من السهل جدًا قراءته، ثم إنه من السهل جدًا استكشاف الأشياء الظاهرة التي يصعب إخفاؤها، وعلى رأس تلك الأشياء ما يتعلق بالعادة الغريبة في تكريم الموتى، والتي في الحقيقة أدهشت الأوروبيون إلى أبعد حد، لدرجة أنهم بعدما رأوا هذا بدؤوا يقللون من رحلاتهم إلى تلك الجزيرة.
الأمر ببساطة يبدأ من الموت، حيث يكون الحزن شديدا بين أفراد القبيلة وكل الذين لهم علاقة بهذا المتوفى، هذا الحزن يُتبع بدعوة الناس لتقديم واجب العزاء في المتوفي ومواساة أهله، إلى هنا كل شيء يمضي بخير، ثم بعد ذلك يتم الإمساك بالناس وإجبارهم على تناول الوليمة التي يتم إعدادها، والمكونة من أجزاء الشخص المتوفى وبعض أعضائه، وهنا لا يُمكن أبدًا أن تقول بأن كل شيء يخير، بل ثمة كارثة حقيقية تحدث.
ووقت الوليمة يُقدم لحم المتوفي في صورة طبيعية على الحساء، ثم يُعطى لأقرباء المتوفى من الدرجة الأولى، أطفاله وزوجته، الكبد والمخ، وهما بالنسبة لهؤلاء المجانين القطع المُفضلة التي تتواجد بها كل الفائدة، كما أنه لا يقوم بأكلهما إلا من كان يحبه المتوفى، وبعد ذلك يتم شرب الدماء وكأنه شراب تحلية.
بداية عادة أكل لحوم البشر

لا يعرف متى بدأت تلك العادة عند سكان جزيرة بابوا غينيا الجديدة، ومن الغريب انهم لا يعرفون من الأساس أن ما يفعلونه مناف للطبيعة البشرية، بل زعموا أن استنكار الأوروبيين للأمر يعني أنهم هم الذين يُخالفون الفطرة، وأنه من الغريب جدًا أن يتم دفن الشخص بعد موته وتركه وليمة للتراب أو الدود أو اللصوص الذين يحرصون على سرقة أعضاء الموتى، وبالرغم من محاولات الأوروبيين المستميتة في جعلهم يتراجعون عن ذلك الفعل المقزز إلا أنهم لم يقتنعوا ولو لدرجة صغيرة، وكأنه كان من الواجب أن تحدث معجزة أولًا حتى يرجعوا عن هذا الجنون، وبالفعل حدثت المعجزة بأن جاء المرض الخطير الذي يؤدى الى الهلاك فتركوا تلك العادة خوفا على أنفسهم من ذلك المرض.
التعليقات