كيف ينغّص المستوطنون موسم قطف الزيتون في مناطق الضفة؟

رام الله - دنيا الوطن
مزارع ينتظر التصريح لدخول أرضه لقطف ثمار الزيتون، وآخر يتحسر على أشجاره التي قطعها المستوطنون، وثالث لا يقدر على العناية بأرضه كونها أصبحت داخل مستوطنة "ليشم" التي صادرت أراضي كفر الديك وجرفتها.

وعلى مدار الساعة لا صوت يعلوا فوق صوت الجرافات الضخمة في محيط مستوطنة "ليشم" كما يقول المزارع فراس الديك.

فراس الديك تملك عائلته ما مساحته 26 دونما مشجرة ب 250 من أشجار الزيتون الرومي القديم في داخل وحول مستوطنة "ليشم" كما يقول.

حال المزارع الديك كحال المزارع أحمد الأحمد من كفر الديك، والذي يقول إن أرضه تقع في منطقة القرية الأثرية دير سمعان التي طوقتها مستوطنة "ليشم" وقرب الطريق الالتفافي الذي يسلكه المستوطنون.

ويتابع الأحمد: "عائلتي الأحمد والديك في كفر الديك تم مصادرة أكثر وأخصب أراضيهم لصالح بناء مستوطنة "ليشم" ومستوطنة "بدوئيل" ومستوطنة "ايلي زهاف".

رئيس بلدية كفر الديك إبراهيم الديك أوضح أن البلدة تعاني من هجمة وكثرة الاستيطان ومصادرة أراضيها لصالح الاستيطان، مشيرا إلى أن العديد من المنازل أخطرت بالهدم بحجة قربها من الشارع الالتفافي.

ويروي مزارعو بلدة كفر الديك ما شاهدوه قبل سنوات حيث يقولوا بان سلطة الآثار التابعة لدولة الاحتلال نبشت قرية دير سمعان ونقبت عن الآثار بداخلها.

ويضيف المزارعون إنهم شاهدوا بأعينهم قيام سلطة الآثار بمصادرة أعمدة عليها كتابات قديمة، لا يعرفوا ماذا فعلوا بها.

أما المزارع خليل الديك، فيقول إن موسم الزيتون سابقا كان عبارة عن عرس فلسطيني خالص تغمره الفرحة والبهجة والسرور، والآن تحول إلى تصاريح وتفتيش وإهانات على بوابات الجدار وقرب المستوطنات.

 وتابع: "نحزن في كل موسم زيتون جراء التغول الاستيطاني، والأشجار في تناقص، وأشجار الزيتون بعضها زرع منذ أكثر من عشرات السنين، وبعضها معمر منذ مئات السنين، ويأتي مستوطن من أوروبا، ويقول إن الأشجار ملكه ويأخذها بالقوة، ويجرفها ويبني بيتا له فوق ارضنا بقوة السلاح".

وعن المشاكل التي تواجه مزارعي بلدة كفر الديك جراء الاستيطان والمستوطنين فهي كثيرة جدا، من بينها إطلاق الخنازير لإتلاف المحاصيل، وتجريف الأرض من أجل الطرق والبنى التحتية للمستوطنات.

ويقول المزارع عبد الله الديك ان أحد المستوطنين عرض على والده مبلغا كبيرا من المال مقابل بيع أرضه فرفض والدي وقال له: الأرض عرضنا ودمنا وروحنا، والمال يذهب، وأنتم غدا ذاهبون.

وبرغم ما يتعرض له مزارعو بلدة كفر الديك من مضايقات الجيش والمستوطنين، إلا أنهم بقوا محافظين عليها رغم التهديدات والمخاطر المحدقة بأرضهم فيقومون بفلاحتها والعناية بها في تحدي وصبر لا مثيل له.