مصر في خطر

مصر في خطر
بقلم: عبد الله عيسى رئيس التحرير

منذ عام 1903، واليهود يطرحون أفكاراً للاستيلاء على مياه نهر النيل، وكان أول من طرح هذه الفكرة الزعيم الصهيوني هرتزل، ثم توالت الأفكار للوصول إلى مياه نهر النيل، وطرح قادة إسرائيل الوصول إلى مياه نهر النيل على الرئيسين محمد أنور السادات، ومحمد حسني مبارك.

وفي إحدى زيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بيغين، أعلن السادات استعداد مصر للمساهمة في سلام عادل وشامل، وذلك بهدف إيصال مياه نهر النيل إلى إسرائيل، وتحديداً إلى القدس، وبموجب ذلك تقوم إسرائيل بنقل مستوطناتها من الضفة وغزة إلى النقب، حيث ستصل إليهم مياه نهر النيل.

ورد بيغين في حينه على السادات بالقول: إن مستقبل دولة إسرائيل ليس للمساومة، وواصلت إسرائيل مساعيها بهدف الوصول إلى مياه النيل في عهد مبارك، ولم تنجح.

وفي عام 2000 أجرت إسرائيل مباحثات مع تركيا بهدف إيصال المياه من تركيا لإسرائيل، وحل مشكلة الجفاف، وكانت الفكرة في حينها بأن تقوم بواخر عملاقة بنقل جبال جليدية من تركيا إلى إسرائيل، لكن هذه الفكرة لم يتم تنفيذها بسبب ارتفاع تكاليفها.

وعادت إسرائيل للتفكير بمياه النيل، مما جعل إسرائيل تقوم بفكرة التفافية على مصر وبمساعدة أثيوبيا ببناء سد النهضة، حيث قدمت كل المساعدات المالية والفنية والعسكرية لأثيوبيا بهدف حماية السد من أي ضربة عسكرية مصرية.

ومؤخراً؛ زودت إسرائيل أثيوبيا بمنظومات دفاعية جوية متطورة، إضافة إلى قيام السودان بذلك، وساعدت إسرائيل إثيوبيا في الحصول على قروض من البنك الدولي من أجل بناء السد، وعند انتهاء بناء السد قريباً سيكون مفتاح تزويد مصر للمياه من عدمه بيد إسرائيل.

وحديثاً؛ أعلن آبي أحمد رئيس الوزراء الأثيوبي، أن بلاده ستقوم بقصف القاهرة والسد العالي، حال أقدمت مصر على ضرب سد النهضة.

وفي الحقيقة، فإن أثيوبيا بلد طائفي، فيها 60% من نسبة السكان مسلمون، إضافة للمسيحيين، ولكنها لا تملك قدرات عسكرية قادرة على قصف القاهرة أو السد العالي، ولكن من يملك تلك القدرات العسكرية للوصول إلى سد النهضة على بعد 2000 كيلو متر هي مصر، إلا أن مصر رغم امتلاكها القدرات العسكرية فإنها لا تفكر بالحل العسكري، وتحاول التوصل لحل مع أثيوبيا بالطرق السلمية، بما يضمن حقوق مصر في المياه بعد اكتمال سد النهضة.

التعليقات