المدمرة إيلات.. قصة نجاح البحرية المصرية في تدمير أهم قطعة للعدو الإسرائيلي

المدمرة إيلات.. قصة نجاح البحرية المصرية في تدمير أهم قطعة للعدو الإسرائيلي
رام الله - دنيا الوطن
تحتفل القوات البحرية بكل فخر واعتزاز بالذكرى الـ51 بأحد أعظم الانتصارات البحرية في التاريخ البحري الحديث؛ حيث شهد يوم الحادي والعشرين من أكتوبر عام 1967 النصر الذي حققه رجال القوات البحرية في أول معركة صاروخية بحرية في التاريخ وبداية الانتصارات المصريية، مُمهدة بذلك الطريق إلى حرب الاستنزاف.

ويعد ذلك اليوم أكبر برهان على قوة وعزيمة رجال القوات البرحية، يوم أن قامت لنشات الصواريخ بملحمة بحرية استطاعت أن تلقن العدو فيها درسا قاسيا بإغراق أكبر وحدة بحرية له أمام سواحل المدينة الباسلة "بورسعيد".

ففي يوم 21 أكتوبر عام 1967، صدرت الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة إلى قيادة القوات البحرية بتنفيذ هجمة على أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت وهى المدمرة "إيلات"، التي اخترقت المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحري.

وعلى الفور، صدرت الأوامر بمغادرة لنشين صواريخ للتعامل مع المدمرة إيلات ونجحت في إغراقها باستخدام الصواريخ البحرية "سطح / سطح"، ولأول مرة في تاريخ بحريات العالم تنجح وحدة بحرية صغيرة الحجم في تدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم مثل المدمرت / الفرقاطات مما أدى إلى تغير في الفكر الاستراتيجي العالمي وبناءً على هذا الحدث التاريخي فقد تم اختيار يوم 21 أكتوبر ليكون عيدًا للقوات البحرية المصرية.

ومن ضمن أسباب اختيار 21 أكتوبر عيدا للقوات البحرية، هو أن عملية تدمير إيلات نفذت بعد حرب 1967 بحوالي 3 أشهر وكانت من أعنف الأزمات التي عصفت بمصر بل والعالم العربي خلال تاريخنا الحديث وكانت هذه الفترة مليئة بالأحزان واليأس وكان لابد من القيام بعمل بطولي برفع الروح المعنوية للقوات المسلحة ويعيد الثقة للشعب وقواته المسلحة.

أما السبب الثاني، إن إغراق المدمرة إيلات يعتبر من أهم التطورات في مجال الحرب البحرية الحديثة التي حدثت خلال النصف الأخير من القرن العشرين فقد كانت هذه العملية هى الأولى من نوعها في التاريخ لاستخدام الصواريخ سطح / سطح في الحرب البحرية ونتج عن نجاح استخدام هذه الصواريخ تغييرًا شامًلا لمفاهيم التكتيك البحري في العالم بأُثره.

ولم يكن أحد أعظم الانتصارات فى التاريخ البحرى الحديث وأول معركة صواريخ بحرية فى تاريخ الإنسانية فقط، بل كان انتصارًا للأمة المصرية بأكملها، وامتدادا لملاحم التصدى للمعتدين والغزاة من الهكسوس والمغول والصليبيين.

فقد جاء هذا النصر بمثابة شعاع من النور فى وسط ظلام دامس، أحيت فى قلوب رجال القوات المسلحة والشعب المصرى العظيم الأمل نحو كسر قيود الاحتلال والظلم، وتحرير الأرض ورد الاعتبار.

التعليقات