شبان يُقيمون أعياد ميلاد ومأكولات وسط بحر غزة

شبان يُقيمون أعياد ميلاد ومأكولات وسط بحر غزة
رام الله - دنيا الوطن- ميرا عرفات 
غالبا ما يتناول المواطنين بغزة طعام الإفطار داخل المطاعم الشعبية والبعض الاخر يحتفل بأعياد الميلاد داخل المنازل أو في المقاهي ، لكن أن يتم تناول طعام الإفطار والاحتفال بأعياد الميلاد في قارب وسط البحر ، فهذه هو الجديد الذي لجأ إليه المواطنين بغزة ،  فكر أصدقاء طه حجازي  كثيرا من أجل الاحتفال بعيد ميلاده الـ 21 بطريقة غير تقليدية بهدف أن تكون مفاجأة مختلفة عن باقي الأعوام ، هناك نحو المياه الزقاء وداخل حوض ميناء غزة البحري تصطف عشرات المراكب والقوارب البحرية من بينهم مركب كالعروس أطلق عليه صاحبه اسم (الهيبة) يختلف عن باقي المراكب المعتادة . 

حجازي، والذي  انتشرت قصته على احد مواقع التواصل الاجتماعي بمفاجئة اصدقائه له بطريقة مرحة واحضار قالب كيك وبعض من الألعاب النارية والاغاني الممزوجة بعيد ميلاده  21 ربيعا، والتقاطهم بعض الصور الجميلة التي تم نشرها على  موقع التويتر ، والذي أبهر به عالم مواقع التواصل الاجتماعي بها كونها تعتبر جديدة وتفاعلهم على هذه الفكرة. 

يقول طه :" ذهبت مع أصدقائي الى شاطئ البحر وقد اقترح أحدهم أن نصعد على متن المركب في جولة صغير ومن ثم سنعود ، لكن هناك على القارب قام الأصدقاء بالاحتفال بيوم ميلادي بطريقة مميزة ، مشيرا الى أنه لم يكن يعلم مسبقا أنهم سيقومون بالاحتفال بعيد ميلاه كون أن الاحتفال كان يسبق  تاريخ ميلاده بعدة أيام ، مختتما حديثه " كانت مفاجئة رائعة " .

عبد الكولك شاب أخر أحتفل معه أصدقائه بعيد ميلاده :" لم تمر عليه مفاجأة لعيد ميلادي كهذه المفاجأة الخيالية منذ ٢١ عاما خاصة وسط البحر ، كانت 

الأجواء جميلة وجديدة علينا ، قام أصدقائي بإحضار قالب من الكيك وتشغيل الاغاني إشعال والالعاب النارية  وسط البحر ووصف العلوك سعادته بفكرة المركب البعيد عن الافكار التقليدية خاصة للاحتفال بأعياد الميلاد داخل المقاهي والمطاعم وفي الاماكن العامة . 

وأثناء سير الشابة نرمين الحوراني هي وصديقاتها لفت نظرهن أثناء بحثهم عن مكان لتناول طعام الإفطار بالقرب من البحر حتى وجدوا هذا المركب بالصدفة، والذي لفتهم تزيين المركب بطريقة جذابة بشكل غير تقليدي ومعتاد على الناس.  

نتقول الحوراني :" الجلسة برفقة صدقاتي كانت جميلة ، خاصة أن الجلوس في القارب المميز يعمل على كسر الروتين اليومي الممل من اجل الاسترخاء والهدوء والتخفيف عن ضغوطات الحياة والترويح عن النفس والخروج عن المألوف، ولتحقيق حلم من أحلامنا البسيطة كالعالم الآخر، خاصة في ظل ظروف الحصار التي يعيشها أهل القطاع. 

وبلهفة وشوق وصفت الشابة نرمين عن مدى سعادتها هي وصديقاتها بفكرة تزيين هذا المركب المختلف عن باقي المراكب الاخرى، و تناولهم الإفطار الشعبي الفلسطيني الممزوج بحب الوطن وأغاني فيروز الصباحية، والتقاطهم بعض الصور للذكرى في مركب يرسي وسط البحر كأنها ترى غزة بكامل مواصفاتها  من بعيد وكأنك في جزر المالديف . 

ومع نسمات الهواء الباردة كان يجلس صاحب المركب ليستقبل زواره  بابتسامة عريضة في يخته الصغير الذي صنعه بأنامل الرجل الحرفي مسعد بكر و الذي يعمل به دون كلل أو يأس  ليقول: "منذ بداية  الحصار في 2007 قرر ان يتوج موهبته في تصنيع المركبات والسيارات وتحويلها الى مهنة  يستمتع بها، ليقوم  بفتح مشروع له لإبراز قدراته على الانتاج والابداع في الوقت ذاته، موضحا أن يعمل بما يزيد عن 7 ساعات يوميا منذ 11 عاما".

تمكن بكر من صنع أول قارب يدوي بهذا الشكل الغير مألوف وتزيينه بالبالونات الملونة والمطلي بالشاش الابيض والورد، كأنه عروس بيضاء من خلال موهبته الذي استغرق لتنفيذه حوالي شهر ونصف ، مضيفا أنه لم يواجه اي صعوبات في عمله للقارب لأنه صنعه بشكل يدوي بحت .

وأضاف بكر : "إن الفكرة جاءت من خلال بحثه على الانترنت واطلاعه المستمر على المركبات ، وسفره المستمر على  عدة دول الذي جعله يصنع يخت صغير يشبه يخوت العالم الآخر ، فأيقن من خلالها باتجاهه لعالم المهنة .

ويرى بكر السعادة واضحة على ملامح كل من يركب ذلك القارب الصغير التي يجوب البحر خاصة أنها  شيء فريد ومميز ، ويكسر الملل الذي يطغى على معظم الوقت ، مشيرا الى أن زوجته واولاده قاموا   بتشجعيه ، و كان لهم الدور الاكبر في دعمه ماديا ومعنويا للعمل بهذا المجال في بداية انطلاقه في تصنيع المركبات المتنوعة .

أما عن خوفه الذي كان في البداية فيقول:" أن عدم تقبل الناس لهذه الفكرة باعتبارها فكرة غير مألوفة من نوعها، وظهورها كأول مرة في بحر غزة، ولكن الإعجاب الكبير الذي تلقيته من الناس لهذا القارب كان مفاجئ، خاصة بعد نشر المصممة الحوراني لفكرتي عبر صفحتها الشخصية عبر المواقع التواصل الاجتماعي الذي ساعد على إقبال الناس بشكل متزايد على فكرة هذا  القارب، وازدياد  الطلبات يوميا  يتراوح عددهم ما بين 10 طلبات، موضحا ان الاسعار لديه متفاوتة وحسب طلب الزبون مع مراعاته للوضع الاقتصادي القائم.

 ويطمح بكر بأن يستمر بمشروعه وتطويره الى كوفي شوب وتوفير مكان لإقامة حفلات الزفاف، وصناعته على الكثير من القوارب الموجودة في حوزة الصيادين .، موجها رسالة لكل فتاة وشاب يمكن ان يجدوا طريقة ما ينموا فيها أفكارهم لتتحول إلى مهنة، كي لا يبقى الفرد حبيس الانتظار لفرصة العمل الوظيفي.