الجامعة العربية الامريكية والجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني ينظمان مهرجان علم البيانات

الجامعة العربية الامريكية والجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني ينظمان مهرجان علم البيانات
جانب من اللقاء
رام الله - دنيا الوطن
نظمت الجامعة العربية الامريكية والجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني مهرجان علم البيانات، تحت شعار، "مبادرة علوم البيانات في فلسطين معاني ودلالات"، تحت رعاية دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتيه، وذلك في قصر رام الله الثقافي.

بحضور، رئيس الجامعة العربية الامريكية الاستاذ الدكتور علي زيدان ابو زهري، ورئيس الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني الدكتورة علا عوض، ومدير عام بنك فلسطين رشدي الغلاييني، والرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عمار العكر، والخبير الدولي ساندر دايفستاين، والمستشار الاكاديمي لمجلس ادارة الجامعة العربية الامريكية رئيسها المؤسس الاستاذ الدكتور وليد ديب، وعدد من نواب رئيس الجامعة، واعضاء مجلس العمداء، والخبراء المحليين والدوليين، وممثلي المؤسسات الحكومية والاهلية والخاصة.

افتتحت فعاليات المهرجان رئيس الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني الدكتورة عوض بكلمة رحبت فيها بالحضور، وقالت، إن الجهاز أخذ على عاتقه إطلاق مبادرة علم البيانات تزامنا مع الجهود في مجال علم البيانات على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، مشيرة الى ان التحديات التي تواجه فلسطين والشغف نحو الحرية يزيد الإصرار على مواصلة العمل، موضحة، أن المهرجان جاء استجابة لقرار اللجنة الإحصائية في الأمم المتحدة، التي اقرت يوم 20 من أكتوبر من كل عام، يوما عالميا للإحصاء.

وقالت وفق تصريح وصل "دنيا الوطن" "نعيش اليوم في عالم رقمي مبني على البيانات، لذا عمل الاحصاء في السنوات الأخيرة على تعزيز المعرفة في علم البيانات،، مشيرة إلى أن الاحصائيات تشير إلى أن الوظائف المرتبطة بعلم البيانات ستكون الأعلى أجرا مستقبلا، داعية الى ضرورة استغلال المبادرة على النحو الذي يسهل عملية التنمية المستدامة، خاصة أن 68% من شعبنا دون سن 30 عاما، وأن هناك ما يمكن تقديمه في علم البيانات للقطاعات المختلفة لتحقيق التنمية.

بدوره، قال رئيس الجامعة العربية الامريكية الاستاذ الدكتور علي زيدان ابو زهري، "يعتبر هذا التجمع بمثابة الانطلاقة الرسمية الاولى لنشاطات علوم البيانات في فلسطين"، واضاف، "ترتكز فلسفة التعليم في الجامعة العربية الامريكية على الاهتمام بكل ما هو حديث وحيوي ويلبي حاجة المجتمع الفلسطيني من الحلول الابداعية والتقنية"، مشيرا الى ان الجامعة حريصة كل الحرص على استحداث برامج جديدة قادرة على رفد السوق الفلسطيني بخبراء في وقت يكون ذلك السوق في امس الحاجة اليهم"، وتابع يقول، "ليس هذا فقط وانما تاهيل هؤلاء الخريجين ليكونوا خبراء قادرين على المنافسة واثبات الذات في الاسواق المحلية والاقليمية والعالمية".

واضاف، " نحن الجامعة بصدد تطبيق تلك الفلسفة على موضوع "علوم البيانات". حيث أطلقت مؤخرا برنامج ماجستير علم البيانات وتحليل الاعمال وهو برنامج بلا شك عالمي المستوى يتم اطلاقه في اغلب الجامعات العريقة، هذا البرنامج يستأثر بأهتمام الشركات والمؤسسات الكبرى في فلسطين ويلاقى اقبالا فاق التوقعات مما يدلل على انعكاس الاهتمام العالمي والسوق المحلي، والجامعة في سعيها الدائم نحو التميز واستحداث تلك البرامج النوعية تسعى الى استحداث شراكات عالمية مع جامعات عريقة للمساعدة في إطلاق وتدريس تلك البرامج، ومن هذا المنطلق يسرنا أن نعلن بأن نخبة من الخبراء الدوليين سيشاركون في تدريس برنامج علم البيانات جنبا الى جنب مع الخبراء المحليين.

واوضح رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور ابو زهري، ان الجامعة توجت مبادرتها في علم البيانات بتوحيد الجهود مع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بإطلاق مشروع شراكة استراتيجي وطني يستكمل الجهد الذي بدأته الجامعة وإطلاق مبادرة لإعداد فرق من الكوادر المتخصصة بعلوم البيانات ترفد السوق الفلسطيني والإقليمي والدولي بالأخصائيين القادرين على سد الحاجة المتنامية في هذا المجال.

وحول الاقبال الفلسطيني على علم البيانات قال الاستاذ الدكتور ابو زهري، "السوق الفلسطيني بدا حراكا لا رجعة عنه للاستفادة من ثورة علم البيانات، فالإقبال الذي شهده برنامج الماجستير في علم البيانات من قبل الباحثين عن عمل ومن قبل الشركات - حيث ان الكثير من الشركات انتدبت موظفيها للدراسة في البرنامج – لهو مؤشر قوي على ذلك التوجه، متطرقا الى دراسة سريعة قامت بها الجامعة والتي اشارت الى ان الكثير من الشركات والمؤسسات المحلية اما انها قد افتتحت قسما لعلم البيانات او تنوي افتتاح ذلك القسم في المستقبل القريب، والملاحظ أن هناك نموا مطردا في الطلب على تلك التخصصات.

وختم رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور ابو زهري كلمته بالاعلان عن توحيد الجهود مع الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني وإطلاق عدد من المبادرات التي نأمل منها بأن يكون لفلسطين دور بارز في هذا المجال.

 من جانبه، قال دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتيه "إن إطلاق مبادرة علم البيانات مشروع مهم جدا يأخذنا نحو علم المستقبل، وأضاف، "بدون بيانات لا يوجد تخطيط وبالتالي لا يمكن احداث التنمية بدون التخطيط"، مشيرا إلى أن خطة "العناقيد" التي اطلقتها الحكومة تعتمد على البيانات التي قدمها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

من جهته، قال المدير العام لبنك فلسطين رشدي الغلايني، إن مهرجان علم البيانات يهدف لعرض أبرز ما تم التوصل إليه في مجال علم البيانات، الذي يسهم في الاستغلال الأفضل للموارد وزيادة معدلات النمو الاقتصادي وتمكن من تقديم الخدمات المناسبة، وأضاف أن البنك أصبح لديه القدرة على إصدار التقارير وفق علم البيانات، وتحديدا في البيانات المتغيرة بشكل دوري.

وفي كلمة لرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات عمار العكر، قال إن للبيانات أهمية في حياة كل انسان، والتي جعلتنا نستثمر أكثر من 120 مليون دولار العام المنصرم، وأضاف "نحتاج كدول نامية الى عمل تحالفات مع الدول المحيطة في مجال علم البيانات، كما وأن التحالفات ستساعد في الضغط على الشركات الكبيرة للحفاظ على سرية البيانات الخاصة بالناس".

بينما  قدم الخبير الدولي ساندر دايفستاين، عرضا عن أثر التكنولوجيا في حياة الانسان وأهميتها في تحسين حياة الانسان في جميع المجالات. كما عرض فيلم حول تطبيقات علم البيانات من اعداد وزارة التربية والتعليم.

وقام رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتيه برعاية توقيع اتفاقية الشراكة والتعاون التي وقعها رئيس الجامعة العربية الامريكية الاستاذ الدكتور علي زيدان ابو زهري، ورئيس الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني الدكتورة علا عوض.

تلا افتتاح المهرجان، جلسات بحثية قدم فيها المشاركون تطبيقات نظرية وواقعية في علم البيانات، وقدموا عددا من التوصيات ابرزها، التأكيد على أهمية البيانات في حياة الإنسان بما يشمل توفير البيانات المتعلقة بكافة مناحي الحياة، وضرورة إتاحة البيانات للاستخدام العام بما يضمن سريتها وحماية البيانات الفردية، داعيين إلى تبني مبادرة علم البيانات في فلسطين من قبل الحكومة والفاعلين في القطاعين الخاص والأهلي باعتبارها رافعة أساسية وخطوة ريادية لخدمة المجتمع وخاصة الشباب الفلسطيني،

كما شددوا على دور مبادرة علم البيانات بكافة مكوناتها في المساهمة بتعزيز مكانة فلسطين في توظيف ثورة المعلومات والبيانات الضخمة لتجاوز كافة التحديات وتحقيق تنمية مجتمعية مستدامة في مناحي عدة وبما يخدم المصلحة العامة في السياق الإقليمي والدولي لهذه المبادرة، كما طالبوا الى تحقيق شراكة كاملة بين النظام الإحصائي وكافة مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص وتوفير الدعم اللازم لإنجاح هذه المبادرة.

وأكد المشاركون في المهرجان على أهمية تبني برامج تدريبية حول علم البيانات تستهدف مختلف شرائح المجتمع خاصة الشباب لتمكين هذه الفئة ورفدها بمهارات تتلاءم وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم وتتواءم مع احتياجاتهم العصرية وابتكار مشاريع ريادية، وطالبوا بالنظر لعلم البيانات باعتباره عالماً واسعاً يغطي كافة التخصصات ودعوة الجميع لاكتساب المعرفة فيه، وتوسيع وتعزيز مبدأ الشراكة ودعوة كافة المؤسسات المعنية من مختلف القطاعات للانضمام إلى مبادرة علم البيانات للنهوض بمصادر البيانات المختلفة بما يشمل السجلات الإدارية.

كما اكدوا على اهمية إنشاء الجمعية الفلسطينية لعلم البيانات باعتبارها الحاضنة لكافة المعايير الخاصة بالممارسة المهنية والأخلاقية لعلم البيانات، وتشجيع انضمام الكفاءات الفلسطينية إليها في الوطن والشتات، وتعزيز ثقافة اتخاذ القرارات ومؤشرات الأداء بالاعتماد على ما يمكن أن يقدمه علم البيانات من معرفة وبصيرة لتجاوز معيقات العمل واستخدام أفضل المنهجيات، وطالبوا بتضمين مهارات علم البيانات في المناهج التعليمية للمدارس والجامعات من أجل إكساب الطلبة المعرفة والدافعية للانخراط في مجال علم البيانات، وتبني برامج تطوير قدرات العاملين في القطاعات المختلفة لإكساب العاملين فيها مهارات علم البيانات كل في مجاله وحسب حاجاته، وربط هذه المبادرة وعلى مختلف المستويات الوطنية بالجهود الدولية على أساس تراكم المعرفة العالمية واستكمالها والبناء عليها.

كما أكدوا على اهمية تعزيز التشبيك مع الخبراء الفلسطينيين في مجال علم البيانات في كافة أماكن تواجدهم لرفد الشباب على أرض فلسطين في كافة قطاعات المجتمع بالخبرات الدولية في هذا المجال، وتوفير كافة أشكال الدعم والمساندة المطلوبة من كافة قطاعات المجتمع لتنفيذ المشاريع المختلفة لمبادرة علم البيانات ومنها: مهرجان علم البيانات، وبرنامج فكر وتعلم علم البيانات، وعلم البيانات للمدراء التنفيذيين والقادة، وعلم البيانات للمدارس: مدارس بلا جدران، وجمعية علم البيانات.