بعد نشر القسام صور الأسرى الإسرائيليين.. هل اقتربت صفقة التبادل؟

بعد نشر القسام صور الأسرى الإسرائيليين.. هل اقتربت صفقة التبادل؟
خاص دنيا الوطن – أحمد العشي
نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس)، أول أمس السبت، صوراً تتعلق بالجنود الإسرائيليين المحتجزين لديها في قطاع غزة، ووجهت رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي، بأن جنوده ما زالوا في قطاع غزة.

بدوره، أكد غازي حمد القيادي البارز في حركة حماس، أن نشر كتائب القسام للصور، يدفع الرأي العام الإسرائيلي، للضغط على حكومته، من أجل إتمام صفقة تبادل أسري، بينها وبين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

ولكن السؤال، هل من صفقة تبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، تلوح بالأفق، "دنيا الوطن" استطلعت آراء بعض المحللين السياسيين، وخرجت بالتقرير التالي:

أكد أشرف أبو الهول، المحلل السياسي المصري، أن نشر كتائب القسام، لصور الجنود الإسرائيليين، هي رسالة إلى الإسرائيليين لتحريك المياه الراكدة في ملف صفقة تبادل أسرى، لافتاً إلى أن ذلك لا يعني أن المياه تحركت في هذا الملف، ولكن كتائب القسام تريد تحريكه.

وقال أبو الهول: "نحن نعلم أن إسرائيل الآن تعيش في حالة شلل سياسي، لم تشكل حكومة جديدة، والتحالفات مازالت بعيدة، وبالتالي تريد حماس أن تذكر الإسرائيليين بتحريك هذا الملف، والسعي لإبرام صفقة تبادل أسرى".

وأضاف: "حديث غازي حمد كان واضحا، وهو يقول بأننا ننشر الصور لكي يضغط الرأي العام الإسرائيلي على الحكومة الإسرائيلية لتحريك الملف، ولا يعني ذلك ان هناك صفقة تلوح بالأفق، ولكن يعني أن هناك رغبة في تحريك الملف".

وبين أبو الهول، أنه إذا كان هناك صفقة تلوح بالأفق، فإنها لن تدار بهذه الطريقة، وإنما ستدار بسرية تامة، ولن يتم نشر أي شيء، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الشلل السياسي الذي تعاني منه إسرائيل، لا يجعلها تتحرك بأي اتجاه، مستبعداً أن يُبرم بيني غانتس، إذا تم تفويضه لتشكيل الحكومة، مثل هذه الصفقة، وفي هذا الوقت.

وحول شروط المقاومة لإبرام أي صفقة مقبلة، أوضح أن المقاومة هي التي تحدد الشروط، وليست مصر أو أي طرف في العالم، لافتاً إلى أنها كانت تشترط إعادة الإفراج عن المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم في صفقة (وفاء الأحرار)، حتى تبدأ حماس بالمفاوضات، والكشف عن مصير الأسرى الإسرائيليين.

من جانبه، أكد تيسير محيسن، المحلل السياسي، أن توقيت نشر صور الجنود الإسرائيليين، له علاقة بتحريك المياه الراكدة في ملف صفقة تبادل أسرى، لافتاً إلى أن هذا الملف مضى عليه سنوات طويلة، كما أن التوجهات الإسرائيلية الداخلية، وانشغال المجتمع الإسرائيلي وقواه المختلفة في موضوع الانتخابات، وعدم بروز أي جدية لحكومة نتنياهو السابقة، في تفكيك هذا الملف، وغياب الضغط الشعبي والعائلي لأسر الجنود الإسرائيليين، كان يتطلب من كتائب القسام، أن تبادر هي في تحريك المياه الراكدة وتذكر المجتمع الإسرائيلي بأن هناك أسرى لديها، وينبغي أن يكون حاضراً، حتى أثناء تشكيل حكومة الاحتلال الجاري البحث في آلياتها.

وقال: "الهدف هو إعادة وضع هذا الملف أمام الرأي العام الإسرائيلي، والأحزاب السياسية الإسرائيلية التي تتنافس في تشكيل الحكومة المقبلة"، معتبراً في الوقت ذاته أن كافة المؤشرات تقول: إن هذا الملف لا زال في حالة من الجمود، وأن التعاطي معه لم يبرز، ولا يوجد مؤشر أن هناك جهة دولية قد شرعت في تفكيك متطلبات الوصول إلى صفقة تبادل جديدة.

وبين محيسن، أن المطلب الأساسي الذي تقدمه كتائب القسام، حاضر، وأن الجانب الإسرائيلي يرفض التعاطي معه، وهو إطلاق سراح جميع أسرى صفقة (وفاء الأحرار)، مشيراً إلى أن ملف تبادل الأسرى، يقف حائلاً أمام دخول أي وسيط دولي، مستبعداً أن يكون هناك صفقة تبادل أسرى في المنظور القريب، إلا إذا كان هناك تغيير في مستوى التعاطي من قبل الاحتلال مع المتطلب الأساسي لدى القسام، للدخول في حوار شامل وتفصيلي.

بدوره، أوضح مصطفى الصواف، المحلل السياسي، أن نشر الصور، جاء في ذكرى صفقة (وفاء الأحرار)، والتي أدت الى الإفراج عن أكثر من 1020 أسيراً فلسطينياً من أصحاب الأحكام العالية، لافتاً إلى أن ذلك جاء لتذكير قادة الاحتلال، بأن لهم جنوداً لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وعليهم أن ينتبهوا.

وقال: "كتائب القسام تحاول دائماً تحقيق صفقة جديدة، كما كانت في صفقة شاليط، حيث كان هناك ضغط من الشارع الإسرائيلي على قيادته، حيث إن ذلك كان أحد عوامل استجابة الحكومة الإسرائيلية لإتمام الصفقة".

وأشار الصواف، إلى أن الشرط الأول لدى المقاومة من أجل البدء بالحديث عن صفقة تبادل أسري، هو الإفراج عن أسرى صفقة شاليط، والذين أعادت قوات الاحتلال اعتقالهم، لافتاً إلى أنه إذا تم الإفراج عنهم، فهذا يعني أن أي صفقة في طريقها للتنفيذ، ولكن لا يوجد حتى الآن أي مؤشرات لذلك.

التعليقات