تقرير يصف الترفيه قديماً بالسعودية بـ"السماجة" يثير غضباً واسعاً

تقرير يصف الترفيه قديماً بالسعودية بـ"السماجة" يثير غضباً واسعاً
مشهد من التقرير
أثار تقرير تلفزيوني بثته محطة "إم بي سي" السعودية الخاصة، عن فعاليات ونشاطات الترفيه في البلاد خلال العقود الماضية وحتى الأمس القريب، غضباً واسعاً بين المدونين السعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة.

ويعرض التقرير الذي تم عرضه يوم الجمعة ضمن برنامج  "إم بي سي في أسبوع" مشاهد مختلفة من فعاليات ترفيهية شهدتها المملكة في الماضي، عندما كان محظوراً إقامة حفلات فنية ويمنع تواجد الرجال والنساء في مكان واحد دون وجود حاجز يفصل بينهم.

واختار الصحفي السعودي، يوسف الشريف، عنواناً مثيراً للجدل لتقريره ذاك، هو "ترفيه زمان (سماجة) يخالطها تشويه للبلاد"، لتنهال الانتقادات عليه وعلى القناة التي يعمل بها بجانب وجود بعض المدافعين عنه.

وشوهد التقرير أكثر من مئة ألف مرة في موقع "تويتر" لوحده، بينما دون المئات تعليقات غاضبة تدافع عن الزمن الماضي وفعاليات الترفيه التي كانت تقام في حقب مختلفة من تاريخ البلاد المحافظة.

ويقول منتقدو التقرير، إنه يتجاهل الظروف التي أقيمت فيها فعاليات الترفيه في الماضي، ويقارنوها بما تشهده المملكة من انفتاح ثقافي وفني لم يكن متاحاً في الماضي.

كما يرى البعض أن التطور التقني الذي شهده العالم في السنوات الماضية، ساهم في تحسين جودة الحياة بشكل عام، بما في ذلك تنظيم وإقامة فعاليات ترفيهية مبهرة لم يكن ممكناً تنظيمها في الماضي.

وقال المدون السعودي ماهر محمد البواردي في تعليق على التقرير: "ترفيهنا زمان كان يسعدنا وفق المتاح.. الإسقاط عليه بلفظة سماجة لا تعدو كونها سقوطاً في مفهوم الاحترام للأجيال السابقة.. لم نسقط على ترفيهكم بأنه سماجة والسبب أن لنا عقول تدرك محاطة بأخلاق تحترم.. للأسف لغة مستنقع مليئة بالعفن".

وذهب الصحفي السعودي، عبدالرحمن محسن النمري، لأبعد من ذلك، وتساءل عن إمكانية مقاضاة القناة قائلاً: "سؤالي بريء لأهل الاختصاص: هل يحق لجميع من ظهروا في هذا التقرير رفع قضية لوصفهم بالسماجة وتشويه البلاد؟ هل يعد ذلك من الجرائم الالكترونية؟".

وكتب المدون عبدالعزيز آل خُليف في رد بالسياق الغاضب والمنتقد ذاته: "سقطه اعلاميه واسلوب غير لائق للترويج لترفيه هذه الايام التي يراها كل شخص بمنظور مختلف ولسان حال القناه يقول غصباً عنكم تقرون بما نريد ويصادرون رأي الاخرين في الحكم على ترفيه زمان الطيبين وترفيه اليوم".

وعلقت مدونة سعودية تدعى عائشة قائلةً: "محاولة تشويه فترة زمنية عاش فيها أجيال مازال ملايين منهم شاهدين ع جمال ذلك الزمان ويحملون ف نفوسهم أجمل الذكريات رغم بساطة الحياة والإمكانيات في ذلك الوقت الجميل إلا أنهم عاشوا سعداء وكان لديهم ترفيه جميل لأجل غاية في نفوسكم والخروج بروبورتاج مقارنة غير متكافئة يجب ان تعتذروا عنه".

ولم يعلق معد التقرير الغنام، على الانتقادات التي طالته وطالت "إم بي سي" التي التزمت بدورها الصمت.

وشهدت السعودية في السنوات الثلاث الماضية، تغييرات جذرية في الحياة العامة، حيث تمت إزالة القيود التي كانت تعيق الانفتاح الثقافي والفني على العالم، لتصبح المملكة خلال فترة قصيرة وجهة رئيسية لكبار نجوم العالم وفنانيه.

وكان تنظيم الفعاليات الفنية الغنائية أو الترفيهية التي يحضرها ويشارك فيها جمهور مختلط من الجنسين، ممنوعاً في السعودية استناداً لتفسيرات رجال الدين الإسلامية المطبقة في المملكة، قبل أن يتخلى قادة الرياض عن تلك التفسيرات، ويتبنوا تفسيرات سارية ومتبعة في غالبية بلدان العالم الإسلامي.

 





التعليقات