8 سنوات على صفقة "وفاء الأحرار"

8 سنوات على صفقة "وفاء الأحرار"
رام الله - دنيا الوطن
توافق اليوم الذكرى الثامنة لإبرام صفقة "وفاء الأحرار" بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في واحدة من أبرز عمليات تبادل الأسرى على مدار تاريخ الصراع مع المحتل الإسرائيلي.

وأخلت المقاومة في مثل هذا اليوم قبل ثمانية أعوام سبيل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل الإفراج من سجون الاحتلال عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا تم إطلاق سراحهم على دفعتين.

وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق عملية التبادل في 11 من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011 بوساطة مصرية، فيما جرت عملية التبادل في 18 من الشهر ذاته؛ لتسطر واحدة من أضخم عمليات المقاومة للإفراج عن الأسرى.

وتوّجت صفقة "وفاء الأحرار" نجاح المقاومة في إخفاء الجندي شاليط حيًا لأكثر من خمسة أعوام ليرغم الاحتلال على عقد صفقة لتبادل الأسرى مقابل استعادته.

وفي 25 حزيران/ يونيو تم أسر الجندي شاليط في عملية نوعية نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام.

وتم خلال العملية أسر شاليط من داخل دبابته شرق محافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، واستشهد خلال تأديتها اثنان من منفذيها وعدد من المخططين لها لاحقًا.

ونفَّذت العملية بتقنيّة عسكريّة عالية المستوى تخطيطًا وأداءً في أقلّ من 15 دقيقة في الموقع العسكري الإسرائيلي شرق رفح، وانسحب المنفذون ومعهم شاليط دون أن يتمكن الاحتلال من تعقبهم.

وتم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة "وفاء الأحرار" بعد مفاوضات مُضنية قادت وساطتها مصـر بين قيادة حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي لتتم عملية التبادل على مرحلتين.

وأنجزت المرحلة الأولى من الصفقة بالإفراج عن 450 أسيراً و27 أسيرة من سجون الاحتلال مقابل إطلاق المقاومة سراح شاليط، في حين تمت المرحلة الثانية بعد شهرين بالإفراج عن 550 أسيرًا، وسبق الصفقة الإفراج عن 20 أسيرة بشريط فيديو يُظهر شاليط وهو حي.

ولاحقًا كشف أحد مؤسسي كتائب القسام عبد الحكيم حنني أن نائب القائد العام للقسام أحمد الجعبري أخبرهم انه أرسل فرقة كاملة من الاستشهاديين مع الجندي "شاليط" خلال تنفيذ صفقة "وفاء الأحرار".

وقال حنني في مقابلة تلفزيونية "كل واحد منهم كان على وسطه حزام ناسف، وكان قرار القسام إذا كان هناك أي خيانة، يجب ألا يسلم شاليط حيا".

وتُعد صفقة "وفاء الأحرار" إنجازًا تاريخيًا للمقاومة الفلسطينية، ورسمت لوحة وطنية مشرقة، إذ شملت قيادات فلسطينية تقضي محكوميات عالية في السجون الإسرائيلية تصل إلى 745 عامًا، كما أنها تضمنت الإفراج عن أقدم أسير وأسرى من مختلف ألوان الطيف الفلسطيني.

كما شملت أسرى من كافة الأراضي الفلسطينية، من قطاع غزة والضفة الغربية وأراضي 1948 والقدس، وآخرين من الجولان السوري المحتل.

التعليقات